عندما تحسّ بأنّك ضيّعت بمحض إرادتك فرصة بداية جديدة لأنّك غير مستعدّ لتلك البداية، أتشعر بأنّك محقّ في تصرّفك أو ترمي بلومك على الظّروف الّتي لم تسعفك أو تلوم ذاتك لأنّها لم تكن شجاعة بما فيه الكفاية لتأقلم ظروفها مع تلك البداية؟ الحقيقة، إنّي لا أعرف. إنّه لإحساس غريب يجمع  كلّ المتناقضات و يستوجب ذاتا قائمة على التّناقضات لتستوعبه أو حتّى لمجرّد تفهّمه.

وإذا كنت ذاتا تبحث عن كلّ المبرّرات لكي تبعد اللّوم عن مملكتها فستقول هل تستحقّ فعلا تلك البداية الجديدة الّتي لم أعشها أن أتحسّر عليها فربّما تكون بداية مريرة لا تستحقّ حتّى عناء التّجربة و أرحت نفسي من العذاب الّذي سيعجّل آخرتي.

لكن ألا تستحقّ مجرّد التّجربة عناء العذاب. فالتّجربة في حدّ ذاتها لها سحرها الخاصّ الّذي يشفع لها في حال فشلها و يؤجّجها في حال نجاحها. لا أعرف. فشبح تلك البداية الّتي ضاعت يلاحقني، يلومني و يسخر من جبني و ذاتي "الصّامدة" تبرّر فعلتها و كلاهما ولّدا لديّ حالة من المدّ و الجزر لأقول لنفسي:"لو قرّرت خوض غمار تلك التّجربة لكان أحسن". فتردّ ذاتي:"ماذا لو فشلت أفلن تضيعي في بحر من النّدم و الأحزان و الدّموع و تعرفين حينها حقّا طريق الضيّاع و التّيهان؟" فتجيب نفسي المتمرّدة:" لو كنت فقط شجاعة بما فيه الكفاية كما تدّعين لقرّرت خوض التّجربة و خرجت منها بسلام. فإن غنمت فهنيئا و إن لم تغنم فيكفيك شرف المحاولة؟"

لكن هل ينفع إتّخاذ أيّ تجربة بداية جديدة. فليست لكلّ البدايات نفس النّتيجة و ليس لكلّ نتيجة نفس التّأثير.

فما رأيكم؟