المنطق العقلي البديهي يقول:
"يستحيل لجسم واحد أن يتواجد في مكانين مختلفين في نفس الوقت" ولكن لمنطق فيزياء ميكانيكا الكم رأي آخر!، فهو يقول : "بل هذا ممكن"!!....
فمنذ انطلاق الثورة الفيزيائية التي احدثتها نظرية النسبية لأنشتاين ثم نظريات فيزياء ميكانيكا الكم فإن عالم (العلم) قام ولم يقعد حتى اللحظة!، فقد تساقطت عقيدة تقديس العلم ودخل العلم في متاهات نظريات أشبه بالخيال الأسطوري والسُّريالي!، لها أول وما لها من آخر!، حتى بات معها علماء الفيزياء اشبه بالسحرة والمشعوذين حينما يتحدثون اليك وأنت تستمع اليهم وتنظر اليهم مشدوهًا فاغرًا فاك، عن نظريات علمية تصطدم بشدة الى حد الذهول مع عالم المعقول البدهي وعالم الحواس المعتاد!، أغربها على الاطلاق نظرية أن الكون الذي نعيش فيه هو ((كومبيوتر كمي عملاق)) حقيقي(*)، خارق السرعة والدقة والذكاء، فنحن اشبه بالذرات وسط هذا الكومبيوتر الكوني الكمي العملاق!.
ولكن السؤال القديم المتجدد سيظل قائمًا: (من اخترع هذا الكومبيوتر العملاق الكمي الذي نعيش فيه!؟)، وهو سؤال لا يتعلق بالعلم بل بالدين والفلسفة!، اما العلم فمهمته هي السعي لمعرفة (كيف يعمل هذا الكومبيوتر الكمي العملاق!؟) و(كيف تعمل الحياة ؟!) لا (منْ خلق و أوجد هذه الحياة!؟) فالعلم يترك البحث في هذه المسألة للعقل والإيمان!، فحتي اليوم وبالرغم من كل النظريات العلمية الرائعة عن سر نشأة الحياة وانبثاقها وسط الطين في صورة نبات او حيوان مجهري بدائي وحيد الخلية، - بالرغم من كل هذه النظريات - فإن الحياة لازالت لغزًا محيرًا تنطبق عليه صفة (السهل البسيط الممتنع!؟) فالعلم يعرف مما يتكون هذا الكائن الحي المجهري البدائي (وحيد الخلية) الذي انبعثت فيه الحياة في مستنقع الطين الاشبه بمستحلب الصلصال!، لكن لا احد يعرف كيف انبثقت الحياة وكيف تسلطت على هذه المواد الجامدة الموات وحولتها لهذا النظام الحي العجيب المتمثل في هذا الكائن الحي الذكي الاعجوبة الذي انبثقت منه عبر القرون كل الكائنات الحية على الارض وعلى رأسها ربما هذا الانسان الذي يبدو أنه التتويج النهائي لرحلة تطور الحياة!، إن الكون أعجوبة ولغز محير! ، والحياة أعجوبة ولغز محير! ، وأمام عجزنا عن معرفة سر الكون وسر الحياة بشكل نهائي فإننا لا نجد من مهرب سوى تركيز جهودنا على التقنية (التكنولوجيا) التي تتسارع عجلتها بشكل اكبر مع مرور الزمن، فيلهينا ما ينتج عنها من مخترعات وآلات وأجهزة دقيقة وذكية مسلية وعجيبة تتكاثر كل يوم عن النظر في اعجوبة الكون والحياة التي حارت في معرفتها عقولنا كل هذه القرون!!، مع ان الدين السماوي المتعلق بالرسل والأنبياء قدّم لنا الاجابة الصحيحة السهلة البسيطة على طبق من ذهب!!، (إنه الله الخالق)!، الذي لم يخلقنًا عبثًا ولم يتركنا سُدى بلا معنى وبلا مهمة يترتب عنها حساب وجزاء!.
******
سليم نصر الرقعي
(*) الغريب هنا أنني وقبل أن اشاهد هذا الشريط الوثائقي عن هذه النظرية التي تتحدث عن ان الكون هو عبارة عن كومبيوتر كمي ذكي عملاق، كنت في مناقشاتي مع ابني(نصر) حول قضية العلم والايمان أقول له أن الانسان في هذا الكون الواسع المتسع هو اشبه بنملة وجدت نفسها في كومبيوتر ضخم عملاق فائق السرعة مثل الكومبيوتر الضخم الذي يدير عالم جوجل أو عالم الفيسبوك، كيف يمكن لنملة أن تدرك كيف يعمل هذا الكومبيوتر الضخم!؟ ولم أكن أتصور وقتها أن هناك ثمة نظرية علمية وليست فلسفية تقول وبشكل جدي وليس من باب ضرب الأمثال ان الكون الذي نعيش فيه هو بالفعل كومبيوتر كمي حقيقي ضخم الحجم وخارق السرعة!!!