هذا حوار دار بين شخصين، كثير ما يتكرر في بيئة العمل:
أحمد: أنا رأيي أننا نطبق هذه الدراسة, فهي ذات جدوى في المستقبل. حسن: مع تقديري! لكن رأيك خطأ وغير واقعي ولا يمكن الأخذ به!!
من هنا يبدأ فصل جديد من "العراك" الإداري في الرأي، والذي عادة لا يُخرج منه بفائدة تذكر. هذا يتكرر لأن لدينا حساسية مفرطة تجاه النقد من الآخرين، وتجدنا لا نتقبل بسهولة عدم قبول الرأي الذي نطرحه ونكتئب عندما يقول أحدهم: "رأيك خطأ"!!.
يبدو أن واقعنا الإجتماعي له تأثير على سلوكنا وطريقة تعاملنا مع الآخرين وخصوصا في بيئة العمل. فنحن -خصوصاً الرجال- تعودنا عندما نكون بين أسرنا أن نتعامل بمبدأ رأينا دوماً هو الصحيح حتى لو كان فعلاً خطأ!!.
بيئة العمل ليست كالمنزل! ودور أسد الغابة الذي نمارسه مع أسرنا لا يصح أن نمارسه في مكان العمل مع زملائنا.
آراؤنا ليست بالضرورة دوماً صواب، فهي رأي من ضمن مجموعة من الآراء تحتمل الوجهين، فوطن نفسك على سماع هذه العبارة "رأيك خطأ".
بيئة العمل ما يميزها هو تنوع قدرات العاملين فيها، وهذا التنوع بالتأكيد يولد أفكار وآراء متنوعة ومختلفة ولن تستطيع -مهما حاولت- أن تجمعهم على رأي واحد. ومن أبرز التحديات التي تواجه بيئة العمل الجادة في البحث عن التطوير المستمر هي مقاومة التغيير لهذا التطوير، وهذا أيضاً طبيعي. الإشكال متى يكون! عندما يتحول هذا الاختلاف إلى خلاف وصراع بين المؤيدين والرافضين، فينحرف المسار وتبدأ في صراعات داخلية تؤخر مسيرتها وتهدر طاقتها.
يا فضلاء .. كلنا ذو رأي وكلنا يرى رأيه هو الصواب المطلق, لكن متى كان الرأي نابع من أهداف نبيلة وسامية تغلب الصالح العام لبيئة العمل فهو جدير بالاستماع والاهتمام. تذكروا أننا عندما نكون في نقاش فهذا لا يعني أننا دخلنا معركة لابد أن ينتصر أحدنا, وأنه كل ما ارتفع صوتنا كلما كان الحق معنا !!
يا فضلاء .. لنُعوّد أنفسنا على قبول الآراء مهما اختلفت ونحاول أن نصل لمنطقة محايدة بيننا تبقى فيها قنوات الاتصال متاحة، لا أن نغضب ويزداد الاختلاف فنقطع هذه القنوات ونخسر بعض!.