المشاهير من زاوية يمكن النظر إليهم منها كأداة، ومن زاوية أخرى يُنظر إليهم كمثل أعلى للجمهور، وكل مشهور يحقق شعبية لمحبي ما يقدمه فالمشهور قد يكون ممثلًا، أو مطربًا، أو لاعب كرة قدم مشهور، أو صحفي، أو مذيع، أو..

يضع المشهور نفسه في خانة يقدم من خلالها دورًا يؤديه لجمهور يحبه ويقبل عليه بشغف شديد، فيستثير حماسته ويشبع لديه الرغبة في الاقتداء، والتقليد من حيث هو يقدم إبداعًا لم يسبقه إليه أحد، خصوصًا لما يرتقي المشهور إلى مكانة البطولة في مجاله، فيراه جمهوره يحتل المركز الأول في كل ما يقدمه، فتتسم أعماله بالتميز، وإطلالاته بالتألق، وحضوره اللامع يضفي على جمهوره شعورًا مفعمًا بالفخر، يورثهم التعصب حيث يدافعون عنه ضد منتقديه ويهاجمون من يهاجمه بدلًا عنه..

ويأتي هنا السؤال الذي يطرحه من ينظر إلى المشاهير من زاوية أنهم "أداة".. 

هل يمكن للمشاهير أن يكونوا أداة للسلطة في توجيه جماهيرهم توجيهًا مدروسًا لاتجاهات معينة للسيطرة على الشعوب؟

بالطبع هذا هو دور المشاهير الحقيقي الذي تم برمجته عالميًا واتُفق عليه دوليًا بلا جدال ولا ريب حتى وإن كانت اتجاهات أعمال المشاهير متعارضة متناقضة متباينة، فهي عبر التاريخ وبكل المقاييس لم تنتج إلا غوغاء وضوضاء غير مدروسة يتم تلقين الناس عن طريقهم تعاليم النظام وبث روح الخوف من القانون المستبد والتمرد عليه، فينقسم الناس إلى قسمين..

القسم الأول:- 

الأرانب:-  يخافون القانون وقد يحبونه أو لا يحبونه، لكن يطبقونه خوف الفوضى بزعمهم، ومن وراء ستار يتهربون منه إن استطاعوا..

القسم الثاني:-

الأسود:-  يتمردون عليه بمنتهى التهور والطيش، وحسب أقدارهم يهربون منه ويعيشون بقانون الغابة، فيطلق عليهم الخارجين عن القانون، أو "فوق القانون" وقد يرتقي بعضهم فيسمى "صانع القانون"..

يعيش القسم الأول عبيد للقسم الثاني، وغالبًا ما يكتب القسم الثاني قانونهم الخاص لإخضاع القسم الأول وإدانته ووضعهم في خانة "الخرفان" فيصبح كل عبد كبش الفداء لإجرام من هم فوقه..

المشهور هو حلقة الوصل بين الأرانب (القسم الأول) والأسود (القسم الثاني)، فهو الثعلب الذي يقوم بدهائه بإقناع الأرانب أن مصالحهم تتحقق بما يفرضه عليهم الأسود بمختلف الطرق..

ومن خلال قراءتي للعديد من الكتب والأبحاث أجد المشهورين دائمًا مرضى نفسيين يحاولون تفريغ الكبت والمبادئ الفاسدة التي نتجت عن ظروفهم الشاذة وشبعهم بعد جوع، أو للمحافظة على شهرتهم فيمارسون كل أنواع الخلاعة والمجون من أجل إشباع نقصهم وإرضاء سلطة بلدهم..

فالملحد الذي أبغض أباه المحافظ والسلطة (الأب) وكل مصدر يذكره بأبيه القاسي أو المهمل فيسعى لإظهار مبادئه الكافرة في محاربة الله ورسله ودينه الذي ارتضى، وكأن نوازعه المعادية لنموذج الأب (السلطة) تتمثل في معاداة الإله الذي يجب أن يتبع دينه ويعبده، وقد يتملق للسلطة لإظهار نفسه، وقد يمارس التنمر على كل محافظ أو متدين أو نظامي صاحب مبادئ وقيم، كما أنه يسعى لفضح عوراتهم والتشهير بهم لنشر مبادئه الإلحادية الفوضوية ويتشكل الإلحاد في صور عديدة، ليس بالضرورة أن يكون ضد الدين، فقد يكون ضد الوطن، أو التقاليد والقيم، وقد يكون ضد نظام الأسرة، وقد يكون غير ذلك، المهم أن الإلحاد في حد ذاته ظاهرة نفسية تجعل صاحبها كالشيطان يتبنى قضية أنا اللا والـ لن وكل من عارضني فهو خاطئ، وإن اتفق معي كل الناس، فأنا الخاطئ وهم الأغبياء الحمقى الذين اتبعوني بلا تفكير وذكاء، فالملحد نهايته الحتمية أن يعارض نفسه ويبغض نفسه ويقتل نفسه في كثير من  الأحيان.. 

والسادي/ة الساعي/ة وراء إثبات صحة مبادئه لإرساء دعائم الظلم والطغيان وتعذيب الضعفاء وحصر القوة في يد فئة معينة من الناس..

والماسوشي/ة الذي كره/ت أباه/ا أو أمه/ا  يسعى لإظهار فكرة سيطرة الجنس المعاكس له على آخر فإن كان ذكرًا سعى لعبادة الأنثى واضطهاد الذكور وإن كانت أنثى سعت لعبادة الذكر واضطهاد الإناث وإن كان وتسلطهم والتمرد على المجتمع..

والشاذ/ة شبيه ما سبق فهو يسعى للتمرد على سنن الله الكونية بسبب اضطرابات نفسية شاءت بعض الأذهان النجسة أن تروج للاعتراف به وإشهار أعماله وأقواله لأهداف شيطانية خبيثة..

ماذا جنت الشعوب من مشاهيرها؟!

فالفساد يزداد، والنسق القيمية تتدهور، والعصبية تقولب الجماهير، والأخلاق الحسنة تضمحل، وتزداد الاضطرابات النفسية وتجاهر عن نفسها بصوت عال، وتنتشر بشكل فعال..

والاهتزاز والخلل يغلب الثبات والاستقرار..

المشاهير أداة لبث الاضطراب، وإعادة تدوير الصراعات، ونشر الجدل والمراء، وإيقاد الفتن، وانتقاد الأديان، بل وسب الله ورسله وشرائع السماء..

المشاهير جواسيس للسلطات.. 

المشاهير الشرفاء يتم اغتيالهم في ظروف غامضة..

المشاهير المتمردين يتم التخلص منهم وإقصاءهم بطرق ماكرة..

المشاهير الهاربين واللاجئين سياسيًا يتم تعقبهم والتجسس عليهم لفضحهم وتكثر محاولات التخلص منهم، بينما يختارون قضاء حياتهم للانتقام من سلطة بلادهم حتى لو أدى لذلك لتشويه صورة أوطانهم وفضح مثالبها ومعايبها، بل ويتعدى الأمر لسب الشعوب والجهر بنعرة الشعوبية والأفضلية الجنسية، كما يحدث بين مصر وتركيا، أو بين اليهود والعرب وغير ذلك..

#مشاهير_تحت_المجهر