لا يخفى علينا جميعًا حادثة الإفك التي وقعت لعائشة رضوان الله عليها وعظيم ذلك الظلم!
وأسجل هنا إعتراف بأني في كل مرة أقرأ تلك القصة أبكي بحرقة قلب!
أستشعر ولو بشيء قليل كيف هو وَقْعُ تلك الحادثة على قلب عائشة!
وكيف لقلبها تحمّل ذلك كلّه؟!
وقد لاقت من أشد ما قد يمر بامرأة!!
الحديث عنها وهي غافلة
طلبها لأبيها بأن يرد عنها وكذا أمها_رضي الله عنهما_ ولا أحد يستجيب!
والأعظم من هذا كلّه
تغيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحديث بعض كبار الصحابة عنها!
والله لا أسوأ من أن يُظن بك سوءًا وتتهم ظُلمًا وبهتانًا بما لم يكن فيك ولو بمثقال ذرّة!
وأن يتحدث النّاس في شأنٍ عظيم يخصّك ويضعون الافتراضات وحلولها
وأنت غافلٌ بريء من هذا كُلّه!
ثم تتجاوز _بعد ذلك_ كل هذا الظلم والبهتان!
لا عجب
إنه نَصْر الله العظيم الذي ينزل كالغيث على الروح!
لم يُبَرِّئها فحسب، بل وأنزل في ذلك قرآنًا يُتلى إلى يوم القيامة!
وإيمانًا عظيمًا سكن قلبها
يتمثل في قولها "وأنا حينئذٍ أعلم أني بريئة وأن الله مبرِّئي ببراءتي"
فاللهم ذلك الإيمان وذلك التجاوز وذلك الفرج،
وتلك الطمأنينة التي أنزلتها بقلب عائشة.
رضي الله عنها وأرضاها وألحقنا بها في جنات النعيم
وإن كنّا أقل من ذلك بكثير ولكن عسى أن يشفع لنا عظيم حبنا لها.