وأتى رمضان المبارك الشهر الذي تشتاقه أنفس المؤمنين وتهواه أرواحهم، يتسابقون فيه إلى الخيرات ويهجرون ما كانوا يعملون من المنكرات، مستشعرين عظمته وروحانيته.
كيف وهم تركوا ما أباح الله لهم من الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى الليل امتثالاً لأمر الله. فكيف بما حرم الله في رمضان وفي غير رمضان.
(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
رمضان تهذيب للنفوس وتزكية لها، وحملها على التقوى ومراقبة الله عز وجل في السر والعلن.
قال سبحانه : (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
لذا فقد جاء في الحديث القدسي (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).
هناك من كان يتهاون في أداء صلواته فإذا أتى رمضان رأيته من أشد المحافظين عليها، وهناك من هو مقيم على الكبائر فإذا أتى رمضان هجرها، وهناك من يجتهد في رمضان فيفعل من النوافل ما لا يفعله في غير رمضان.
وهذا هو التوفيق بعينه، ومثل هؤلاء يرجى أن يتوبوا فيقبل الله توبتهم ويغفر لهم حوبتهم.
فإياك أن يأتيك الشيطان من هذا الباب فيقول ما الفائدة حين تفعل الخير في رمضان ثم تتركه بعد رمضان؟ وكيف تترك المعاصي في رمضان وتعود إليها بعد انقضائه؟ ثم تخسر فرصة عظيمة وموسما للخير قد لا يتكرر، أولم يقل المصطفى صلى الله عليه وسلم :(.. رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له.. )
ولا ننسى أن لله في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار فحري بأهل الذنوب والخطايا أن يحرصوا على أن يكونوا منهم.
المسلم الذي لا يزال يتقي الله في رمضان ويمنع نفسه الأمارة بالسوء عن المعاصي ويهذبها بالتقوى ويجتهد في الطاعات؛ هو على خير بإذن الله.
أسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم من عباده المتقين. وأن يجعلنا في رمضان من المقبولين، وممن صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً، ومن عتقائه من النار.
✍️أبو نواف
الثلاثاء
١ رمضان ١٤٤٢هـ