بعد أشهر طويلة من الكدح
نصل أخيرًا إلى شاطئ رمضان
نجيئك يا رمضان منهكين نشتاق الارتماء في روحانيتك
هل رمضان جزيرة راحة؟
بدأت أستعرض الأمثلة والتشبيهات التي شبهوا بها رمضان
هل هو واحة استجمام روحي؟ أو مضمار سباق؟
أو مدرسة؟
وصلت لنتيجتين:
الأولى: أن هذه التشبيهات لم تذكر في القرآن ولا السنة، فلا نستطيع الاستسلام تمامًا لصورة نحن قررناها.
الثانية: أن الأمثلة تحفزنا وتقرب لنا التصور لكن كل مثال فيه ثغرة يمكن أن يتسلل منها مفهوم خاطئ.
هل رمضان مضمار سباق؟
نعم أو ربما لكن قد يحدث ذلك في عقولنا صورة للسرعة، للكثرة، لعبور مرحلةمؤقتة تنتهي بانتهاء صافرة النهاية..
فنحاول أن نختم أسرع حتى نسبق قد ننسى النوعية على حساب الكمية
قد نحوض رمضان وننتهي منه ولا يبقى في جيوبنا شيء لأن مدة السباق انتهت
هل رمضان خزنة الكنز أو منجم الذهب أو قصر المجوهرات؟
نعم أو ربما لكن ليس تمامًا
هل نحن نهدف لحصد عدد أكبر من الحسنات فقط؟ أو أننا نحتاج لذلك التغيير في بنيتنا الروحية التغيير الذي يجعلنا نمضي لبقية الأشهر بنسخة محدثة من أنفسنا.
ماذا لو قلنا أنه مدرسة؟
نعم كالمدرسة التي تجعلك أرقى، تصقل إنسانيتك
لكن سيطرة فكرة المدرسة-من وجهة نظري- قد يجعلني بروح المتلقي السلبي بمعنى أنتظر من رمضان أن يغيرني، أن يدربني
والحقيقة أني أحتاج أن أتلحلح أنا نحوه بخطوات أبذل فيها جهدًا
هل يشبه رمضان إذن دورة تدريبية مكثفة للعبادة؟
لعل هذا الأقرب
دورة تقوي عضلاتنا حتى نصبح أقوى
دورة تؤهلنا روحيًا وجسديًا لتجربة العيش مع القرآن أو العيش بالقرآن
أن تتذوق شتى العبادات وأن تنغمر قلوبنا بريّ الإيمان
حتى إذا عدنا إلى الحياة الجافة اصطحبنا معنا ندى القرآن
إنّ جذب يد طفل نحو الوجهة الصحيحة
قد يواجه بالعناد
ونحتاج لبعض الحيل في مداراة أنفسنا نحو الطاعة
كنت أحادث صديقتي وصارحتني بأن بعض الخطاب الوعظي عن رمضان يجلب لها الإحباط؛ الأمثلة من السلف وهمتهم في عدد ختمات القرآن..
أحيانا لا يؤدي هذا المثال مفعوله كما يتوقع
الهوة الواسعة قد تثمر (الصد)
نريد ذلك التحفيز الذي يصعد بنا درجة درجة
نريد من يخبرنا ببساطة أننا نحتاج أن نصبح في (شهر شوال) أفضل مما كنا (إيمانيًا) في
(شهر شعبان)
الاستعداد للتصوير
أو
الاستعداد للتطهير
؟
زينة رمضان تصنع لنا (جوً دافئًا)
لكن هل تجعلنا نفهم الآيات أكثر؟
السمبوسة طعم مميز لرمضان
لكن هل تجعلنا نخشع أكثر؟
الثياب التي نرتديها لرمضان
تشعرنا بالبهجة والسلام
لكن هل تجعلنا نتعامل مع من دوننا أفضل؟
لا أقصد إقصاء الجانب المادي
بل أقدّر تأثيره وأنا شخصيًا اتأثر به ويحفزني
لكن
ما أريد أن أقوله هو أن الجانب الإيماني ورفع منسوب التقوى يحتاج لجهد مستقل لا يأتي مجانًا مع الأشياء الحسية
نحتاج أن نركز أكثر على الهدف الذي لأجله نخوض تجربة رمضان
(لعلكم تتقون)
هكذا ختمت آية الصيام
نحن كأننا بالغنا في الاستعداد المحسوس؟
كأننا تجاوزنا المساحة الممكنة له واقتطعنا مساحة كبيرة من تلك المخصصة للقلب؟
أن تهدأ الضوضاء حول القلب
أن تخفت الأنوار وتعتم
هذا الجو الذي ينبغي أن نوفره للقلب حتى لا يتشتت في طريقه نحو القرآن،
ونحن نصرّ على عرقلته!
أحب تلك البيوت التي تهتم بالمضمون، تركز على إحداث شيء داخلي في أفرادها، على تحريك الإيمان بروح جماعية
أحب غلبة الأفكار القيمية على الشكل المادي
الخطوات الواقعية نحو رمضان
خطوتان
• إزاحة.
• إضافة.
• الإزاحة
قاعدة: اشطب واحد فقط.
راجع قائمة المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي اعتدتها، اشطب واحدًا.
راجع قائمة شبكات التواصل التي تشغلك، اشطب واحدًا واحذفه.
راجع الحسابات التي تأخذ وقتك في شبكتك المفضلة، واشطب واحدًا.
راجع الذنوب التي تعرفها من نفسك واشطب واحدًا.
راجعي قائمة الأطباق التي تأخذ وقتك. اشطبي واحدًا.
الإضافة
قاعدة: داوم على واحد.
راجع دقائق صلاة الفريضة كم دقيقة تستغرق؟ احسبها وأضف دقيقة.
راجع صلاة النوافل لديك، وأضف واحدة.
راجع أدعيتك اليومية، وأضف دعاء.
راجع قائمة الأذكار، أضف ذكرًا وداوم عليه.
راجع أعمال الخير في أسبوعك وأضف واحدًا.
أخيرًا
المعرفة تولّد الشعور، والشعور يولد السلوك
غذّ معرفتك
اقرأ كتاب أو اسمع درس عن رمضان
وخذ في يدك أيدي من حولك وانطلقوا نحو نهر الخير
اللهم بلغنا رمضان وأعنا فيه على عبادتك
الارتماء في رمضان
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين