صورة الغلاف



مقال علمي 

بقلم الباحثة : رنا خالد محمد الغامدي

( ماجستير سياسات تعليمية )


                                                                                         بسم الله الرحمن الرحيم

تسعى وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية إلى رفع جودة التعليم العالي ونوعيته، ليقدم مخرجات تسهم في خدمة المجتمع والتنمية الاقتصادية، والاستجابة لمتطلبات سوق العمل، كما تسعى الوزارة إلى جعل التعليم 

العالي في المملكة تعليما منافسا للأقاليم الأخرى والدول المتقدمة.

أيضا يجتاز التعليم العالي في الوقت الحاضر مرحلة مهمة من مراحل تطوره المشهودة في المملكة العربيةالسعودية، وذلك تحقيقا لرؤية خادم الحرمين الشريفين في إحداث نقلة نوعية وكمية في قطاع التعليمالعالي، وتطويره بكافة 

مكوناته، ونظمه، وأشكاله، وبرامجه، وفقا لأحدث التوجهات العلمية في التعليم العالي.

ولما كان التطوير - بوصفه عملیات مستمرة ولا نهائية - قدرة ملازمة لأي أمة طموحة ومبدعة تسعىلأن تضع لها قدم راسخة في ميدان المنافسة والإنجاز العالميين في مجال حيوي لتحقيق التنمية الشاملة،وهو التعليم العالي، وتحديد 

مواطن القوة وتعزيزها ونقاط الضعف والعمل على معالجتها، وتلمس الاتجاه الذي تسير فيه؛ ما يساعد على وضوح الرؤية المستقبلية والتخطيط الاستراتيجي المتمركز على المعلومات الدقيقة والمقارنات الدولية والتجارب الناجحة.

ومن ثم ستتساءل ، الى اين وصل مستوى التعليم العالي في المملكة العربية السعودية؟ وما هيتوجهات تطوير التعليم العالي في المملكة العربية السعودية؟.

سيتم استعراض مدى التقدم الذي وصل اليه التعليم العالي من خلال ما اظهرته الاحصائيات المرتبطة باقتصاد الدولة وعلاقته بتطور مستوى التعليم العالي في المملكة العربية السعودية للإجابة عن هذا التساؤل.

حيث اظهرت دراسة عبلة البخاري علاقة سببية بين الإنفاق على التعليم العالي والنمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، والتي هدفت إلى الكشف عن هذه العلاقة وتحديد اتجاهاتها في الأجلين القصير والطويل خلال الفترة 

1980-2014م.

أظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة سببية موجبة أحادية الاتجاه في الأجلين القصير والطويل، حيث تتجه هذه العلاقة من النمو الاقتصادي إلى الإنفاق على التعليم العالي وليس العكس، الأمر الذي يعني أن الإنفاق على التعليم العالي 

و ان كان ضروريا، إلا أنه غير كاف لتحقيق النمو الاقتصادي في المملكة. وعليه أوصت الدراسة بضرورة إعادة النظر في كيفية إدارة استثمارات التعليم العالي بما يحقق عوائد متزايدة.

نجد ان المملكة حققت تطورا واضحا في التعليم العام كميا ونوعيا، استجابة منطقية للنهضة التعليمية التي شهدتها البلاد، وكان من الطبيعي أن يتطور بالتالي التعليم العالي وبشكل سريع، نظرا لإدراك الدولة الأهمية تطوير نظام 

تعليمها العالي سواء من خلال سياساتها أو ممارساتها، وبذلك نالت عملية تنمية التعليم العالي رعاية واضحة من قبل القيادة الحكيمة للبلاد، وعلى كافة المستويات.

إن ما حققته الدولة من إنجازات في قطاع التعليم العالي، وخلال فترة وجيزة من الزمن، لم يكن ممكنا دون التزام فعلي من الدولة بتوفير الموارد والمخصصات المالية اللازمة لتحقيق التوسع في التعليم، خاصة وأن العبء والمسؤولية 

الأكبر في مجال التعليم العالي تقع على كاهل الدولة.

وعليه تزايدت مخصصات التعليم العالي تزامنا مع موازنات التعليم ككل ومع ما ينفق على تنمية الموارد البشرية من إجمالي مخصصات الدولة.

كما يتضح لنا ان الزيادة الانفاق على التعليم أدى الى زيادة الاقبال على الجامعات مما أدى بذلك الىتحسن المستوى الاقتصادي لدى المملكة العربية السعودية.

حيث كشفت دراسة الصقري و المحيمد الجامعات التي تصدرت في تصنيف يو إس نيوز US News Rankings فقد حصلت جامعة الملك عبد العزيز على الترتيب الأول عربيا، والترتيب (۱۸۲) عالميا.

 في حين حصلت جامعة الملك سعود على الترتيب الثالث عربيا، وعلى الترتيب (٤٢٧) عالميا.

 أماجامعة الملك فهد للبترول والمعادن فقد حصلت على الترتيب السادس عربيا وعلى الترتيب (٧٣٥)عالميا. 

وحصلت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية على الترتيب الثاني عربيا، والترتيب (۲٤۳) عالميا.

ومما يتضح لنا من نتائج التصنيف السابق أن هناك عددا من الجامعات الحكومية في المملكة العربية السعودية تتمتع بنتائج متقدمة، حيث تدل على نضجها، وما تتميز به من إمكانيات أهلتها لتحقيق هذه النتائج المتقدمة، وهو مؤشر 

على قدرتها على تحقيق نتائج أفضل و التغلب على الكثير من التحديات التي تواجهها.

أن عملية التطوير هي مسؤولية قبل أن تكون رسالة، فواجبنا تجاه وطننا أولا وتجاه جامعتنا هو التطوير والتحديث والارتقاء وتحقيق الجودة والتفاعلية والمشاركة والكفاية والفاعلية، وليكون هذا التطوير محققة للمساعي المبتغاة والأهداف 

المطلوبة, وقد اوصى الدكتور عبدالله الدمهنوري عدد من التوجهات لتطوير التعليم العالي في المملكة العربية السعودية منها : تحديد الواقع الحالي للجامعة بكافة جوانبه الإيجابية والسلبية مع إظهار نقاط القوة والضعف بالمنظومة .

كان اهتمام المملكة العربية السعودية المتزايد بالتعليم العالي أمرا ملحوظا، خاصة من خلال التجديد في الجامعات من حيث استحداث الأقسام المرتبطه بسوق العمل ، وكان ذلك للحد من مشكله البطاله لما يتضمنه التعليم من رفع 

إنتاجية الفرد وتزويده بالمهارات والقدرات العلمية والعملية التي تجعل منه فردا منتجا يساهم في تحقيق النمو الاقتصادي.



المراجع

الخطيب، احمد سالم. (2006م). الإدارة الإبداعية للجامعات : نماذج حديثة. عمان: جدارا للكتاب العالمي للنشر .

مفتي ، حسن . (2001م). البحث العلمي كأحد الدعامات الأساسية لتطوير الصناعات. جدة: جامعةالملك عبد العزيز-مركز النشر العلمي.

دمنهوري، زهير. (1428هـ). توجهات التطوير المستقبلية لإعادة هيكلة وتنظيم وكالة الجامعة للتطويرعلى ضوء الخطة الإستراتيجية للجامعة والاتجاهات العالمية الحديثة لتطوير التعليم العالي. جدة: جامعة الملك عبدالعزيز-عمادة البحث العلمي.

المالكي، بن عبيد. (2004م). التعليم والنمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية . الرياض: جامعة الملك سعود.

بخاري،عبله. (2016م). اختبار فرضية علاقة السببية بين الانفاق على التعليم العالي والنموالاقتصادي في المملكة العربية السعودية. المجلة العلمية للاقتصاد والتجارة.

الصقري، المحيمد. (2017م). تقويم التدريبمدخل لتعزيز قدرة الجامعات السعودية على التنافسيةفي المؤشرات العالمية. القصيم: جامعة القصيم.