"ولا يوم الطين"
يحكى أن المعتمد آخر ملوك بني العباد في الأندلس أحب جارية اسمها اعتماد الرميكية فتزوجها، واشتهت يوما أن تسير على الطين، فأمر بالكافور والعنبر وخلط بماء الورد وأخذت تلهو به..
وحين نُفي من ملكه وساءت حالته؛ قالت له: (والله لم أرَ منك يوما حسنا).. فقال لها : (ولا يوم الطين)؟!.
كم في حياتنا ممن أنكروا معروفنا فوددنا أن نقول لهم :(ولا يوم الطين) لعلهم يستحون أو ينتهون مما يفعلون، ولكن منعنا حياؤنا.
لم أجد أشد على النفس مرارة من التنكر لمعروف صنعته لأحدهم، بل أن بعض ممن تحسن إليهم يتفانون في الإساءة إليك بلا سبب، حتى أصبح لسان حال المحسن من هؤلاء كما قال ابن جدلان رحمه الله
"يدك لا مدت وفا لا تحرى وش تجيب
كان جاتك سالمة حب يدك وخشها"
وكأن ابن جدلان في هذا البيت يقول لا تنتظر رد الجميل، فلو رجعت من إحسانك سالماً فاحمد الله.
ومع هذا فلا ينبغي أن ينعدم الإحسان بين الناس، فعلى المسلم أن يحسن حتى لمن أساء إليه ابتغاء وجه الله، فقد أخبر سبحانه أنه يحب المحسنين.
فأي كرامة أكبر من أن يحبك الله.
✍️أبو نواف...
٢٨ شعبان ١٤٤٢هـ