ذات يوم وقبل أكثر من عشرين عاماً رأيت رجلا أعرفه من عامة الناس يقوم بتوزيع ورقة لا أدري من أين حصل عليها؟ ومن أعطاه إياها؟ وقد طبعها عدة نسخ ، يوزعها على المساجد بحسن نية وسذاجة، وماإن قرأت تلك الورقة التي امتلأت بالبدع والخرافات وبالأحاديث المكذوبة والموضوعة ومذيلة بأنه إذا أهملتها فقد يحصل لك مصيبة وإن نشرتها حصلت على فرح وبهجة. ورغم حداثة سني و بلا تردد مزّقتها ، ولله الحمد منذ ذلك الحين لم يحصل لي ماتوعدني به كاتبها من المصائب والكوارث. 

ومع مرور السنوات وثورة الاتصالات نجد بين الحين والآخر تلك الورقة تعود؛ فبالأمس القريب وصلتني على هيئة بريد إلكتروني واليوم قرأتها  في رسالة واتساب.

 مايحصل مؤخرًا من انتشار مثل هذه البدع والخرافات والأحاديث الموضوعة والقصص المكذوبة يدعو للعجب.

 والمصيبة العظمى إذا قام من تظن أنه على قدرٍ من العلم والمعرفة بنشرها في قروبات الواتساب مذيلاً إياها ب( أنشر تؤجر) و(إن لم تنشر فذنوبك هي التي منعتك وإن نشرتها فستحصل على كذا وكذا من الحسنات) و(تخيل لو أن نفرا من الناس قام بنشرها فسوف تحصل على حسنات بالمليارات)... يستحثك بعبارات تدل على صغر عقله وضيق أفقه . ورغم تحذيرات العلماء وتنبيهات الفقهاء إلا أنهم مازالوا في غيهم يعمهون .

والسؤال هنا...

هل هؤلاء لايقرؤون ماينشرون ولايعون مايكتبون؟ فبدلاً من أن يقوموا بالذب عن السنة ومحاربة البدع؛ يساعدون السذج من العامة في تنفيذ خطط أعداء السنة وأهل البدع والضلال؟!. أم أننا أخطأنا حين حسبناهم من أهل السنة وأنصارها ؟ 

لست عالماً ولا متديناً بما يكفي لأصعد المنابر وألقي الخطب والمواعظ ولكني ولله الحمد لدي من المعرفة مايكفي للتمييز بين حديث صحيح وآخر موضوع وبين السنة والبدعة وبين الحقيقة والخيال.

والله من وراء القصد ، ،

📝(أبونواف)

١ مارس ٢٠١٧ (من صفحتي في الفيس بوك)