الباحث الاقتصادي / احمد الطيب   

لقد أصبحت العملات الرقمية المشفرة حديث الساعة على الساحة الاقتصادية العالمية والدولية بعد أن أحدثت العملات الرقمية المشفرة ثورة كبيرة فى عالم التكنولوجيا المالية ، حيث يمكنها احداث تغير فى الهيكل الاقتصادى الحالى وتحول فى الطريقة التى تعمل بها المؤسسات المالية والمصارف.

ماذاعن العملات الرقمية المشفرة...؟!
تعتبر العملات الرقمية المشفرة هي عملات رقمية يتم إنشاؤها بأستخدام تقنية البلوكتشين او تقنية الند للند التي تسخدم للتشفير وللأمان. حيث يتصدر الساحة النقدية العالمية مئات العملات المشفرة التي أكتسبت الخصائص الشكلية للعملات النقدية المادية ، ولكن ثمة أن هناك مخاطر مرتقبة ستطيح بالنظم النقدية المختلفة فى العالم خصوصا بعد تطور العملات المشفرة وتداولها بشكل أسرع وإدارة لامركزية ويأتي فى المقدمة "البيتكوين"(BTC)

تعتبر البيتكوين هى الشكل الأكثر شعبية بين العملات الافتراضية المشفرة حيث تتم اجراء المعاملات بين طرفين دون الحاجة لوسيط ويتم تسجيل كل معاملة رقمية فى بلوك الذى يعمل مثل الدفاتر وعلى الرغم من تسجيل المعاملات إلا أنه لا يمكن الكشف عن أية معلومات عن الأطراف المشاركة فى المعاملات ولا يمكن تتبع الأموال إلا عندما يتم تحويلها إلى نقد أجنبى وهذا ما يجعلها مناسبة للأعمال غير المشروعة، الأمر الذى خلق الكثير من الجدل والحذر بشأن التعاملات بالعملات الافتراضية المشفرة من قبل الحكومات والمصارف والمؤسسات المالية خاصة وأنها لا تخضع لأى سيطرة مالية فى العالم إذ يتم التعامل فقط عبر شبكة الانترنت وعلى الرغم من ذلك تُعد حاليًا من أغلى العملات فى العالم.

حيث كشفت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، أنهم يخططون لابتكار عملة رقمية أوروبية في غضون سنوات، الأمر الذي من شأنه أن يحدث تغييراً جذرياً في القطاع المالي لمنطقة اليورو. وقالت لاغارد خلال حلقة نقاش افتراضية استضافها البنك المركزي الأوروبي: "حدسي يخبرني بأن ذلك سيأتي".
بأن عملية الشروع في إعداد عملة رقمية أكثر امان قد بدأت بالفعل وهي "اليورو الرقمي"
وأضافت: إذا كان أرخص وأسرع وأكثر أماناً للمستخدمين، وإن كان ذلك سيساهم في تحقيق سيادة نقدية واستقلال ذاتي أفضل لمنطقة اليورو، أعتقد أنه يجب علينا استكشافه"، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبرغ".
وأشارت رئيسة المركزي الأوروبي إلى أن ذلك قد يستغرق ما بين سنتين وأربع سنوات قبل أن يتم إطلاق المشروع، لأنه يتطلب معالجة المخاوف بشأن غسيل الأموال والخصوصية والتكنولوجيا المعنية.
وختاما أوكد إن الاستمرار فى الاستثمار فى العملات الافتراضية المشفرة سيمنح القوة للجانب المظلم من الانترنت إذ أنها وسيلة ممتازة للقتلة وتجار الأسلحة والمخدرات وغيرها من الأعمال غير القانونية لاجراء المعاملات دون اعطاء أى معلومات عن أنفسهم كما أنها طريقة للغش والاحتيال ، وهذا ما يجعل الاقتصاد العالمي يفقد قدرتة على مواجهة تلك الفوضي التى اخرجتها لنا الهندسة المالية الرقمية .