بعد قرار الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية بالتوجه نحو التركيز على المهارات الشخصية بدلا من الشهادات الجامعية في اختيار الموظفين الفدراليين عاد للحياة سؤال يطرح نفسه من حين لٱخر ألا وهو :
أيهما أهم الخبرة أم المؤهل الجامعي ؟
والحقيقة أن الجواب يعتمد على أمور عدة من وجهة نظر موضوعية :
١)البيئة
٢)التطور
٣)الأدوات والمهن
وسأشرح كل واحدة على حدة أما بالنسبة للبيئة فأعني بها التباين بين بيئة العمل في دول العالم الثالث وبيئة العمل في في الدول المتقدمة بالإضافة للعقليات القائمة على إدارة مؤسسات العمل فعلى سبيل المثال في شركة تقنية في سورية لن يقبل المسؤول عن التوظيف بطالب جامعي في كلية الهندسة المعلوماتية ويمتلك معرفة واسعة بلغات برمجية عدة إذ أنه لم يكمل تعليمه الجامعي بعد وبالتالب لا يمتلك إجازة جامعية بينما الأمر على العكس تماما على الجانب الٱخر من الكرة الأرضية فمن منا لا يعرف مايكل ديل الذي ترك جامعة تكساس ليؤسس شركة Dell التي أصبحت فيما بعد رائدة من رواد صناعة الحواسيب الإلكترونية وليس ببعيد عن مؤسسة شركة Dell بيل غيتس ثاني أغنى رجل في العالم اليوم صحيح أنه التحق بجامعة هارفارد ولكنه ما لبث أن تركها وانغمس في عالم شركته الجديدة لو كان بيل غيتس في دولة من دول العالم الثالث هل كان هو نفسه (بسبب العقلية التي سيمتلكها جراء كونه ابن بيئة لا تؤمن بالإبداع والمهارات الشخصية في دولة من دول العالم الثالث ) سيقبل فكرة ترك جامعة تصنف على أنها الأولى عالميا مقابل الإكمال في مشروع لا زال طور التأسيس ويحتمل الربح والخسارة لمجرد كونه يمتلك سغفا ومهارات شخصية في هذا المجال بالطبع لا لأن البيئة المحيطة وبيئة العمل اختلفتا اختلافا جذريا
ثانيا :التطور
والتطور مشمول ضمن فكرة اختلاف البيئات فلولا كون بيئة العمل في دول العالم المتقدمة قد سبقت بيئة العمل لدينا بأشواط لما تولد هذا الاختلاف ولكن هناك فكرة إضافية فيما يتعلق بالتطور ألا وهي أن البشرية بأكملها تسلك درب التطور هذا ومٱل الدول المتخلفة أن تؤمن بأهمية المهارات والخبرة حتى وإن لم تكن على حساب المؤهل الجامعي ولنعد إلى الولايات المتحدة الأمريكية لربما كان تقدير الخبرة توجها مجتمعيا ومؤسساتيا خلال العقدين الأخيرين ولكن مع قرار ترامب أمسى توجه دولة بكاملها وهذا إن دل دل على تطور في عقلية الإدارات في أمريكا نفسها ودل بشكل أعم على أن الوقت يفرض التطور واقعا على الجميع
نكمل في مقال ٱخر لكون الفكرة الثالثة تستحق شرحا منفردا
أرجو أن يكون المقال قد نال رضاكم