النّاس اللي يقولو عبارة"يريدون حرية الوصول إلى المرأة، وليس حرية المرأة" عندهم خطاب منبثق من معتقد أن "أي اتصال مع المرأة راح يكون باش يمارس معاها علاقة جنسية" و هذا هو المُعتقد السّائد حول دور المرأة في المجتمع في أغلب المناطق في الجزائر، ربما ما عدا النساء في منطقة القبائل، وبعض القبائل الأمازيغ في الجنوب خاطر تشوف ثمّاك كيفاش المرأة مندمجة في المجتمع ولا تُعتبر عورة.



.
نتيجة لهذا المُعتقد المرأة لازم تبقى في الدار ويخبيوها ويغطيوها بالكامل، خاطر أي نشاط ديرو المرأة راح يُترجم إلى أنّه فعل يحاول إثارة الرّجل ونداء باش يمارس معاها الجنس، على هاذيك النساء اللي خرجو البارح في العاصمة قالو عليهم، "خامجات"، "هاذو وين راهم رجالهم؟"، "هاذو النساء ق**ب".
.
وبالتّأكيد في العائلة ميقدروش الوالدين يقولو للبنت، "نتي كي تخرجي راح تكوني عرضة لتلبية رغبات جنسية، فيتم تغليف هذا المُعتقد بغلافات وخطابات غير مباشرة قد ينساها الأفراد مع مرور الوقت، خاطر الحديث عن الجنس عيب ومن التابوهات. فيقول الوالدين لبنتهم، "مترفعيش صوتك، متضحكيش هكذاك، متقعديش هكذاك، استري روحك، متخرجيش وحدك، معامن راكي رايحة؟ شكون هذاك اللي كنتي تهدري معاه في الطريق؟ وتتربّى البنت تشوف في روحها كائن لازم يتخبّى ويستر روحو ويحشم وميهدرش مع الرجال، وعلى هاذيك تشوف أحيانا البنات يديرو صورهم ويغطيوها بالإيموجيز، حتّى ولو كان الحساب فيه ناس تعرفهم.
 هذا هو المشكل، المشكل في التّصور والاعتقاد، وهذا واش لازم يتبدل، وكي تربي جيل بهذا المُعتقد يخرجلك مجتمع "سواء رجل أو امرأة" تشوف بلي وجود المرأة في المكان العام عيب عليها لأنّها بوجودها في المكان العام قادرة تغري الرجل، و راهي حابة تمارس الجنس وتلبي الرغبة الجنسية للرّجل، على هاذيك ثانيك البارح ثانيك كانو يقولو على المظاهرات، "هاذو واش خصهم؟ هاذو باين يحوسو على راجل".

.
المرأة بنادم كيفك كيفها، عندها حاجيات أخرى من غير الجنس، كيما انت. ماهيش ماشينة جنسية. واللّي يلحق ليها، لازملو قانون يعاقبو، ورادع ماشي لوم الضّحية خاطر متخباتش مليح ومسترتش روحها، خاطر بالنسبة لهذا المُعتقد، المرأة هي المسؤول الوحيد عن نتائج تحرش، ولا عُنف، ولا فعل يأذيها.
الحراك شيء ثمين خاطر شفنا فيه كيفاش النساء (واللي بزاف منهم تعرضو للتّحرش خلال المسيرات) خرجو وسمعو صواتهم، وكاين اليوم وعي أكثر على العنف وكاين مبادرات يحاولو يفككو هذا المُعتقد ويخلقو مجتمع المرأة (على الأقل) لا يُنظر ليها على أنّها أداة جنسية بحتة.


حواشي: 

حول نساء الطوارق:

"عكس رجال الطوارق الملثمين، نساء الطوارق يتبوأن مكانة متقدمة في المجتمع، ويخترن شركاء حياتهن بأنفسهن. كما تخول لهن التقاليد والأعراف طلب الطلاق والخروج من بيوتهن متى شئن.

وعادة ما تبادر المرأة الطوارقية إلى مغازلة الرجل إذا شعرت بإعجاب تجاهه"

حول نساء منطقة القبائل:

"بالنسبة للأستاذ بكلية الآداب بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، الياس نوبلي، فإن المرأة القبائلية أسست لـ"مجتمع أميسي" (وصف للمجتمع الذي يتأسس على دور المرأة أكثر من الرجل).

وذلك أعطت المرأة القبائلية، حسب الأستاذ الجامعي ذاته، صورة مخالفة للمجتمع الذكوري الذي اتسمت به أغلبية مناطق الجزائر، "مع بعض الاستثناءات"، يستدرك المتحدث.

ويؤكد الياس نوبلي بأن المرأة الأمازيغية القبائلية على وجه التحديد، برزت من خلال مشاركتها، جنبا إلى جنب مع الرجل، خلال مسيرة المطالبة بالاعتراف بالتراث الأمازيغي.

"المُشاهد لصور المسيرات التي نظمت بالجزائر منذ الثمانينات، يلاحظ وجودا نسائيا معتبرا، وهو دليل توثيقي لدورها الدائم في رحلة النضال الذي قادها أمازيغ منطقة القبائل"، يؤكد المتحدث ذاته

وفي سياق تأكيد مكانتها داخل المجتمع القبائلي، يستدل الياس نوبلي بالهيبة التي تطبع المرأة القبائلية داخل مجتمعها، والذي لا يحتم عليها تغطية رأسها للخروج وأداء مهامها، لأنه يعتبرها كائنا قائما بذاته ولا يحتاج من ينور له طريقه، على حد قول الباحث الجامعي."