"على رِسلكما إنما هي صفية"
قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجلين من الأنصار خشيةً عليهما من سوء الظن
وحتى لا يكون هناك مجالاً لوسوسة الشيطان لهما
ذلك وهو رسول الله الذي لا يمكن الشك به!
خُلُق رفيع وفي أسمى أشكاله وليس في ذلك غرابة وهو من بُعث ليتمم مكارم الأخلاق.
أما من سوى رسول الله فوالله ما يُلَقَّاها إلا ذو حظٍ عظيم!
لا تجد _ إلا فيما ندر_ من يبادر أخاه لإيضاح الصورة خشية عليه من سوء الظن!
وحتى لا تأخذه أفكاره بعيدًا عن الحقيقة التي يجهلها!
ووالله إني لأرها من أسمى وأنبل الأخلاق ولا تمت للضعف وعدم الثقة بصلة
بل إنها من أساس ثقة الشخص بنفسه.
نحن بشر محدودي الإدراك فلا نعلم ما تخفي الصدور
ويتخطفنا الشيطان من كل جانب
فلا بأس من توضيح الصورة إن شعرنا أن أمرٍ ما قلناه أو فعلناه يُحدث لبْس عند الآخر.
ولا بأس أيضًا إن بادرنا بالاعتذار إن فُهم قولنا وفعلنا بغير ما نقصد
فهذا من تمام الخلق والرُّقي والثقة بالنفس أيضًا.
المكابرة وعدم الاعتذار أو التوضيح يُراكم الأمور ويزيد الأمر سوءًا.
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.