ما أحقر الإنسان! وما أضعفه! وما أجبنه!
مهما بلغت قوته وسطوته ومهما علا جبروته وعظمته إلا أنه عبد ضعيف حقير قد تكسره كلمة وقد تقضي عليه بعوضة.
ولنا في قصص القرآن ما يغني عن القصص:
فهذا فرعون الذي طغى وتجبر وبلغ جبروته أن قال (أنا ربكم الأعلى) وربه الحكيم العليم العظيم الحليم الرحيم يسمعه ويراه ويمهله بل أنه من رحمته به أرسل له موسى وهارون وأوصاهما (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)
لكنه طغى وبغى وتجبر فكذبهما وقال (إن هذان لساحران)، (ماعلمت لكم من إله غيري)
بل إنه تجرأ على ربه فقال (أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين)..
وهو في عز قوته وبطشه وملكه أغرقه الله في البحر هو وجنوده فلما أدركه الغرق قال (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل) فأتاه الجواب (آلآن وقد عصيت قبل).
وقارون الذي كانت مفاتحه تنوء بالعصبة أولى القوة خسف الله به وبداره الأرض وهو في قمة عظمته.
طبيعة الإنسان أنه ينغر بنعم الله وقليل من يوفق لشكرها واستعمالها في طاعة الله.
ولنا في قصة سبأ آية حين كفروا بأنعم الله فأذاقهم الله لباس الجوع والخوف وأبدلهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل..
لا تأمن مكر الله فقد يأتيك من حيث لا تحتسب وقد تُكسر من حيث تحسب أنك في مأمن.
(فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب)
وفي قصة الزير سالم حين بغى وأكثر القتل قيض الله له ابن عباد فكسر ظهره وجز ناصيته فعاش بقية حياته ذليلا حقيراً مستضعفًا بعد أن كان قوياً شجاعاً مهاباً.
الدنيا لاتدوم لأحد ولا يبقى فيها أحد على حال فقد تفقد كل شيء في لمح البصر فتندم حين لا ينفع الندم.
تدارك مافات وأصلح ما أفسدته بينك وبين الله، وبينك وبين عباده فلا تظلم أحداً ولا تكسر أحداً ولا تحتقر عبداً ولا تشمت بمخلوق ولا تُعيّر أخاك بذنب فقد تبتلى به.
ختاماً
نحن مقبلون على رمضان شهر الخير والمغفرة والرحمة والعتق من النار فلنستعد له بالتوبة النصوح.
أسأل الله أن يبلغنا رمضان ونحن في أتم الصحة والعافية والسلامة وأن يعيننا على صيامه وقيامه وأن يجعلنا فيه من المقبولين ومن عتقائه من النار.
✍️أبو نواف
٨/٨/ ١٤٤٢