الفيروسات، ومنها فيروس كورونا، اذا تمكنت من هزيمة جهاز المناعة الطبيعية للانسان وأصابته بالمرض، لا يمكن ايجاد علاج لها من الناحية العلمية والعملية بسهولة، فالعلاج الوحيد هو ان يصاب بها الجسم حتى يتعرف عليها جهاز المناعة ويعرف يتعامل معها ويقضي عليها ... ومعظم الناس بلا شك يمكن لجهاز مناعتهم ان يتغلب على فيروس كورونا حينما يدخل للجسم لكن بعضهم يعجز جهاز المناعة عن التغلب عليه فتكون الكارثة!، اي احداث تلف في الجهاز التنفسي مما يؤدي للموت في كثير من الحالات!! ولأننا بمعلوماتنا نحن البشر القاصرة حاليًا لا نعرف مَن مِن السبعة مليار من البشر جهاز مناعته قادر على التعامل مع فيروس كورونا ممن هم اجهزة مناعتهم عاجزة عن التعامل مع هذا الفيروس لذا يكون الحل تطعيم الجميع بلقاح فيروس كورونا شبه الميت أو صورة عنه كي يتعرف جهاز المناعة ويتدرب على قتله أي من باب الوقاية ... تمامًا كما هو الحال في شلل الاطفال، فنحن البشر لا نعرف مَن مِن الاطفال يمكن لجهاز مناعته الطبيعية ان يتصدى لهذا المرض الخطير ومن لا يستطيع؟ فيكون الحل هو تطعيم كل المواليد ضد شلل الأطفال من باب الوقاية لأن لو أصيب الطفل بفيروس شلل الأطفال فهو عرضة للإصابة بالشلل طوال حياته، فمن بين 100 طفل يكون 5 منهم عرضةً للاصابة بفيروس شلل الأطفال، وهؤلاء الخمسة قد يتمكن جهاز مناعتهم مقاومة الفيروس والقضاء عليه وقد يعجز وتكون النتيجة هو اصابة الطفل بالشلل وهو ما يصعب معالجته لاحقًا، من هنا قيل (الوقاية خير من العلاج) لكن لو يصل العلم يومًا لمعرفة مَن مِن الناس جهاز مناعته قوي وقادر على مقاومة فيروس شلل الاطفال وفيروس كورونا .... الخ ... فهؤلاء قطعًا لا حاجة لتطعيمهم فيكون التطعيم محصور فقط في مَن تكون اجهزة مناعتهم الطبيعية ضعيفة وعاجزة عن مقاومة ميكروب شلل الاطفال وميكروب كورونا لكن المشكلة أننا في عالم اليوم لا نعرف من على وجه التحديد من هو جهاز مناعته الطبيعية قوي وقادر على هزيمة فيروس شلل الاطفال كي لا نعطيه اللقاح!!، كذلك الحال في كورونا ولكن فيروس كورونا اشرس واخطر لأنه ينتقل عن طريق التنفس حيث يتحول المصاب بالفيروس الى مدفع يطلق اعيرة نار الفيروس في الهواء فيمكن بثه على نطاق واسع!، والمشكلة الاخرى أن هذا الفيروس يملك قدرة على تحديث نفسه بشكل سريع ومستمر مما يعني أن من أصيب بالنوع الاول وتعافى منه بشكل طبيعي قد لا ينجو من النوع الثاني!.. المشكلة الأخرى أنه حتى مع التعافي الطبيعي فإن المرض قد يترك آثارا جانبية في الرئتين ((مخلفات المعركة)) مما يعني أن تكرار الاصابة بهذا المرض التنفسي مع انواعه المتجددة قد يؤدي الى ضعف كفاءة الرئتين!!، لذا يبقى الخيار الأفضل هو اللقاح ضد هذا الفيروس لأن الوقاية خير من العلاج من جهة ومن جهة ان العلاج سواء في مرض كورونا أو شلل الأطفال غير مضمون!!
*********
سليم نصر الرقعي
(*) هذه المقالة خلاصة ما فهمته حول خطورة هذا المرض وضرورة اللقاح من باب الوقاية.