نعيش كل يوم تغيرًا مستمرًا وتقدماً متزايداً في جميع المجالات، ومع ثورة التقنية والتكنولوجيا والتطور المستمر، تطور الناس في ثقافاتهم وقياسهم وفهمهم وأحكامهم، فما كنا نراه بالأمس القريب عيباً أو جرماً نتوارى حين فعله عن عيون الناس؛ بتنا اليوم نعمله دون تردد أو خجل لأن المجتمع صار أكثر وعياً وفهماً وإدراكا. 

 وحتى لا يفهمنا خطأً من لا يريد أن يفهم؛ فأنا لا أتحدث عن ثوابت الدين في التحليل والتحريم. وإنما أخص بالحديث بعض العادات والتقاليد التي كسدت وتبين للناس سذاجتها، تلك التي كانت مبنية على أفكار سطحية تقيد الأفعال دون سبب ظاهر أو علة بينة. واليوم بعد أن تحسنت نظرة المجتمع وتطور وعيه؛ صارت بعض تلك الأشياء ضرورة لا غنى عنها وقد كنا بالأمس نحاربها ونمقت من يفعلها.

وحتى لا يتشعب الحديث فهو ذو شجون؛ فلن أبحر في سرد بعض تلك العادات المقيتة والنظريات الرجعية المتخلفة حتى لا يهاجمني بعض أولئك الذين مازالوا يعيشون تلك الحقبة الزمنية المتحجرة فكريا، و يتمسكون ببعض تلك المفاهيم القاصرة وهم أشد العارفين بحماقتها إلا أن لسان حالهم يقول (إنا وجدنا آباءنا على أمة). هؤلاء الذين مازالوا يقيسون الناس بعقولهم المقيدة وبفكرهم السطحي السقيم. 

ولست أعجب منهم جميعاً؛ فبعضهم ربما لم يجد فرصة الاطلاع على ثقافات أخرى ذات نظرة أكثر اتساعاً وشمولية، وإنما العجب كل العجب من بعض من كنا نظنهم وصلوا لقدر من العلم والمعرفة والثقافة تمكنهم من التفريق بين الخرافة والحقيقة وبين الخطأ والصواب، لكن عقولهم مازالت حبيسة تلك المفاهيم السطحية والنظرة السوداوية. 

هنا تكون الصدمة. 


✍️أبونواف.