المفكر الصرخي:إنَّ السّيرة الذّاتيّة والعامّة للإمام الكاظم لا تثير الحاكم ولاتشكل تهديداً له فمالداعي لظلمه
منظومة الحق تتمثل بثلاث أركان وكذلك منظومة الباطل ثلاث
نأخذ منظومة الحق أولاً:
_الحق _وأهل الحق _والشهداء
ومنظومة الباطل ثلاث:
_الباطل _وأهل الباطل _والأبدال
#الحق في زمن الإمام موسى الكاظم-عليه السلام- تمثل بشخص الإمام نفسه لأنه فعل الله واسم لفعل الله وهوالحق وهم آباءه وأبناءه أسماء الله الحسنى ويدور الحق أينما دار الإمام فهو صاحب الولاية والسلطة التكوينية بمعنى أذن الله له بالقدرة المحددة على التصرف بالموجودات فيقل(كن فيكون)لكن بأذن الله بالواسطة من الله وليست مستقلة مثل الله تعالى وهي محددة أعلى من الملائكة لأن الملائكة سلطتهم التكوينية مقيدة والله ولايته التكوينية مطلقة وانعقدت للإمام السلطة التشريعية أي الفقه المعاملات والعبادات فهو المفتي والقاضي والمتولي على القاصرين وغيرهم فكان يمثل اسم السلام كما جاء في أول الزيارة الجامعة السلام عليكم ياأهل بيت النبوة فلولا الحجة لساخت الأرض كما جاء في الخبر والموروث الروائي فمن سيرته وسلوكه الذي كان في غاية مكارم الأخلاق كما جده الرسول الكريم وإنك لعلى خلق عظيم وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وماأرسلناك إلارحمة للعالمين وبالمؤمنين رؤوف رحيم ....فالمفروض من الخليفة العباسي أن لايخاف على كرسي ملكه لأن من تكون له صفات كمالية بتلك الصورة فلايغدر ولايفجر ولايمكر بل صادقاً مستقيماً أميناً مسالماً ماسلمت أمور المسلمين تقياً ورعاً زاهداً عابداً ناسكاً كما وصف الإمام علي -عليه السلام- جده المتقين نفسه منها في عناء والناس منه في راحة وكان شائعاً وملموساً عنه الاستقامة عند الناس وعند جواسيس الخليفة وإعلام السلطة الرابعة كما تسمى الآن .
-وهذا ماأكد عليه الأستاذ الصرخي الحسني في كتاب نزيل السجون تحت عنوان:
الحقّ معه والإمام الكاظم-عليه السّلام-مع الحقّ، وله انعقدت الولاية والسّلطة التّكوينيّة والتّشريعيّة، فهو الإمام والأمان والحجّة والبرهان، لكن هل يلتفت رئيس الدّولة المنحرف المنشغل بخموره ونسائه وقبحه وضلاله وإضلاله؟ كيف يلتفت إلى هذه الأمور الشّرعيّة العقائديّة، خاصّة وأنَّ السّيرة الذّاتيّة والعامّة للإمام -عليه السّلام- لا تثير الحاكم المخمور الظّالم، ولا تشكّل عليه تهديدًا وفق حساباته المادّيّة السّياسيّة والعسكريّة والإعلاميّة والاجتماعيّة؟!
مقتبس من كتاب (نزيل السّجون) لسماحة السّيّد الأستاذ الصّرخي الحسني - دام ظلّه -.