هناك أشياء تدور بين أحلامي وكأنها تريد أن تجتثها.. تحوم حولي كعدو مفترس منتظر لحظة ضعفٍ يغرز أنيابه في لحمي..
أنا قاعد بين الكلمات اللتي خذلتني.. وسط أحرف أبجديتي الحمقاء.. بجانب تلك الجمل الغزلية التي أصبحتْ مشردة عن سمعي ومفقودة في قلبي..
انتظر لحظة العودة والحنين انتظر تلك الأحرف البسيطة تلم أشلائي وتنفخ في صُـوُر روحي فتبعثها..
إني أعاني من شعور الفقد.. أقسىٰ عدو للحب وملك تلك المملكة الحمقاء المسماه بمملكة الفراق.. مظلمة طرقها موحشة بوابتها المزينة بأشلاء قلوب المحبين.. هناك على ارصفتها تحوم أفاعي سامة الكلمات.. أزقتها مرصوفة بمواقف حنين العاشقين التي دُمرت.. قصرها المنشود بذكريات وأحلام عاشق تسمع لها أنين كآخر ناجٍ من معركة مات كلا الطرفين فلم توسعه فرحته بنجاته وفي لحظة يلتقط أنفاسه لينهض فلم يستطع ينظر إلى قدميه ممزقه، يدية لم يعد لهما أثر وأشلاءه القابعة عند رأسه وليس هناك أحد يُنقذه ولو بالموت..
وهناك ذكريات مسطرة بأفراح لاشتها الأفاعي بلدغاتها فتوغل سم الكلمات إلى كل جزء في الذكريات وجعلتها كمريض لم يستطع أطباء العالم انقاذه ولا الموت خلّصه من آلامه..
إهمال المحب أحد الجيوش اللتي تخوض في ميدان المعارك بلا كلل أو ملل.. غدارة في حربها.. لاتدري متى ستباغتك من ظهرك بسهامها.. والكثير من الجيوش العملاقة المشؤمة التي تنفذ الأوامر مهما كانت النتائج..
فهل هناك من يريد أن يكون هنا..؟
هل تشعري أني افتقدكِ قبل أن نكون هنا.. 💔
بقلم: علي المنصري