عندما يقدم احدهم على شيء، كبناء بيت مثلا، فينبغي عليه ان يدعو الله التوفيق في كل خطوة يقوم بها لأجل ذلك، ولكن ربمانتسائل، لماذا والله يعلم اني اريد ان ابني بيتا جيداً، وهو اقرب لي من حبل الوريد؟ 


مثلاً عندما أبحث عن  أرض لذلك المنزل، فأرى ارضاً هناك، تبدو جيدة وقد أعجبني موقعها ومحيطها، وجيرانها الودودين، يبدو انهاقطعة نادرة وقد وجدت من اجلي

فأذهب مباشرة لشرائها، حسنا، ماذا لو حصلت لك مشكلة في ذهابك لأخذ هذه الارض، وقد تأخرت عدة أيام عن ذهابك لشرائها،وقد قيل لك انها لم تعد متوفرة، ماذا ستفعل؟ 

ربما نحزن ونندب حظنا مثل هذه الظروف، ونقول  آخ لو ان ذلك الظرف لم يحصل لي لوصلت الى ما أريده وأسعى اليه الان، لماذايحدث لي هذا ياربي وقد دعوتك؟ 


هنا يأتي دور أجمل معاني الدعاء، فأنا عندما ادعو الله واسأله التوفيق واتوكل عليه للوصول الى ما أريد، فأنا اولا اعترف بعلمي القاصر و الغير محيط بكل شيء، واسأل من لديه العلم التام والذي احاط علمه بكل شيء بأن يتم هذا الأمر، فإن تم كما خططت أناتماما، فالحمد لله، اما لو حال بيني وبين ما اريده العواصف و والرياح، فسوف أحمده أيضاً، لأني قد سألته مسبقاً ان يوفقني في ذلك، 

ماذا لو ان تلك الأرض غير صالحة تماماً للبناء، وسوف تتسبب بتصدع بيتي مستقبلاً؟

فأبعدني عن ماليس فيه غايتي الى ما اريده، وأؤمن ان ذلك حصل بعلمه ورحمته، فأكون في كل ما أمر به من ظروف لا يحيط بهاعلمي شاكراً وحامداً له سبحانه، 


وهنا يكمن بالتحديد الفرق بين من يتوكل على الله ويستعينه ويدعوه في جميع اموره، ومن يهم مباشرة لفعل مايريد بلا تعلق بالله عزوجل