ممارسة الفكر (الإيجابي) هو ابداع واعداد للنهوض وقراءة مطابقة جديدة للرؤى والتوجهات وتوحيد ورص الصفوف سواء على المستوى الاجتماعي أو العلمي أو الديني لنيل سعادة الدنيا والآخرة وخاصة إذا كان لأجل توحيد أمة وجمعها مع تاريخ حقيقي ينسجم مع مبادئها وأخلاقها فهذا الاعداد الفكري ممدوح على عكس الاستبداد الفكري المذموم فالاستبداد جمود ورجوع القهقهري إلى الوراء وله أنواع فيوجد استبداد ثقافي يستعمله المثقف بحجة لأحافظ على وعيكم ويفعله السياسي بحجة لأحافظ على أمنكم ويستعمله رجل الدين المزيف بحجة أحافظ على عقائدكم يجعلها فزاعة الخوف،
-أصعب أنواع الاستبداد الاستبداد الفكري (السلبي) لأنه يحتاج إلى وقت لازالته ويحتاج إلى صدمات للإفاقة والتعديل فبني إسرائيل لم يفيقوا من ذلك الاستبداد الفكري حتى وقع عليهم ابتلاء التيه والذي كتب عليهم أربعين سنة يدورون بحلقة مفرغة يراوحون بمكانهم في فراسخ قليلة عن مدينتهم والنبي موسى معهم شمله الابتلاءلكي لايصابوا ببلاء أعظم قال تعالى (.. وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33..) وواعد الله تعالى موسى 40 يوماً ثلاثين وأتممهم بعشرة إلى أن أتاهم بنسخ الألواح ووجدهم مرة أخرى يعبدون العجل إلى أن أتى جيل جديد وبذرة جديدة لتمحي تلك الأفكاروتبدأ من جديد لعلهم يرجعون ،
-فالإنسان عليه أن يتعظ من سير الماضين وتكون له انطلاقة جديدة ولتنقية الفكر لابد من إعادة قراءة التاريخ من خلال القواسم المشتركة بين الملل والنحل وكتب السير والتاريخ بانصاف من غير تعصب ومن غير أهواء بل تكون موافقة للخطوط العريضة للآية والرواية وللأخلاق ،
ولنتابع ماقاله المفكر العظيم- الصرخي الحسني- في خصوص الفكر وكيف تلاقح الأفكار والروئ للخروج بنتيجة تصحح التاريخ حسب منهج وثوابت الإسلام والحقيقة الذي كان تحت عنوان :
تهذيب الفكر
نحتاج إلى مراجعة للنفس وتهذيب الفكر وإعادة قراءة التاريخ بإنصاف وحكمة حتّى نتّعظ مما حصل وتقترب الأفكار والنّفوس وتتّحد تحت عنوان جامع يرجع إلى ثوابت الإسلام ومبادئ الإنسان والأخلاق.
مقتبس من بحوث السّيّد الأستاذ الصّرخي الحسني - دام ظلّه -