بقعة من الضياء تراقص حولها البوح ...
لم تعد تدرك كيف تلاحقت الكلمات على لسانها متسارعة حول مثواها الاخير .. تلفظ أنفاس معاناتها الأخيرة ..وتقتل الشك باليقين.
جالس هوعلى الكرسي المقابل لها .. كمرآة انعكست عليها ذاتها العارية من الأقنعة.. كان وجوده خالٍ من الواقعية و مليء بالحقيقة.
حدق في عينيها بحنان والد يستمع لهذيان ابنته الحالمه .. بإعجاب عاشق في موعده الأول .. و ببصيرة حكيم قضى من عمره مئة عام !
اتسع الضياء .. غاصت في جنبات روحها تتأمل الأبواب المشرعه .. النوافذ الملونة .. و مساحات مليئة بالفرح.
أبحرت في خيالات الماضي .. انعكاسات المراحل المتعاقبة .. حكايا امتلأت بها و أخرى استنزفتها ..
فتاة متمردة .. مراهقة متهورة .. إمرأة عنيدة و الكثير الكثير من الخذلان ..
كيف لتلك المراهقة التي كانتها ذات يوم ان تتصالح مع إمرأة خطت الأيام على جبينها وديان من القلق ؟!
تعانقتا و تبعثرتا خيوط من سحاب .. اشرقت شمس و قمر .. حل الليل و قهقه الصباح .. و سكت العتاب.
عادت من رحلتها لتجده يمسك يدها بيديه .. تُقبل نظراته روحها .. و ابتسامته تخبرها أنه آن الأوان .. ثم رحل !
"تراه شرب من قهوتها أم ان فنجانها فارغ منذ زمن ؟ "
مليئة هي بالحضور و الغياب .. مكتملة ببقايا النقصان ..
و ارتعش النسيم ...
عشق .. هكذا أسمته بعد أن خانها الوقت فلم تسأله عمن كان !