-

‏(عُزير) رجل صالح من بني إسرائيل ، لم يثبت أنه نبي ، قال ﷺ :".. وما أدري أعُزيرٌ نبي هو أم لا"-صححه الألباني.

‏‏مرّ عُزير على قرية في أشهر الأقوال أنها بيت المقدس ؛ ﴿ أو كالذي مرّ على قريةٍ وهي خاوية ﴾ ؛ بعد أن خّربها الملك بختنصر وقتل أهلها جميعاً.

‏ومن شدّة ذهوله لما آل إليه أمر هذه القرية من خراب وقف متفكّراً متعجّباً وقال : ﴿أنّى يُحيي هذه الله بعد موتها﴾؛ حيث كانت مدينة عظيمة قبلها.

‏فأراد الله أن يريه قدرته سبحانه ؛ ﴿ فأماته الله مائة عام ثم بعثه ﴾؛ فعادت للقرية الحياة في هذه السنوات وسكنها بنو إسرائيل من جديد ..

‏وأول ما أحيا فيه الله عيناه حتى يرى تغير الحال ؛ فأرسل الله له ملكاً يسأله كم لبثت ؟ أي كم لبثت في نومك ؟ فقال ﴿ لبثت يوماً أو بعض يوم ﴾..

‏‏قيل ظنّ أنه لبث يوماً أو بعضه وذلك لأن الله قبض روحه في أول نهار وبعثه في آخر نهار فظنّ أنه لم يزل في ذات اليوم؛ ﴿ لبثت يوماً أو بعض يوم ﴾.

‏وأيضاً حينما نظر إلى طعامه وشرابه لم يجدهما قد تغيّرا فظن أنه لم ينم طويلاً ؛ إذ كما ذُكر أنه كان يحمل معه العنب والتين وشيئاً من عصير.

‏فقال له الملَك ؛ ﴿ بل لبثت مائة عام ﴾ ؛ ثم نظر وتفكّر في طعامه وشرابه مرة أخرى ، وأمره الله أن ينظر إلى حماره كيف سيحييه الله له ..

‏﴿ ولنجعلك آيةً للناس ﴾ ؛ أي بنظرةٍ منه للحمار يحييه الله بعدما تفرَّقت عظامه وبليت ؛ ﴿ وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً ﴾..

‏﴿ كيف ننشزها ﴾ أي كيف نرفع العظام ثم نركّبها كُلّاً في موضعه الذي خُلق لأجله حتى عاد الحمار هيكلاً عظيماً كاملاً ؛ ﴿ ثم نكسوها لحماً ﴾.

‏فكُسيت العظام باللحم والأعصاب والعروق والجلد حتى عاد حماره كما عهِده قبل نومه ، وكل ذلك أمام عينيه فقال : ﴿ أعلم أن الله على كل شيء قدير ﴾..

‏﴿ أعلم أن الله على كل شيءٍ قدير ﴾ ؛ أي كما أحياني وأحيا حماري فهو سبحانه قادر على إحياء القرية الخاوية؛ وكان أعلم أهل زمانه بذلك لأنه رآه

‏كانت هذه قصة عُزير الرجل الصالح ، إن توفّقت في الطرح فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

‏وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وآلِه وصحبه 💙💙💙