لو كان للمنامات المزعجة مؤقت لأوقفته لليلة كاملة, ليلة كاملة أستعيرها من تلك المنامات أنام فيها دون أن تقحم أنفها في عقلي, بالتأكيد سيكون نوماً هادئاً وهانئاً وعلى الأغلب بأني سأصحو بعده وكأني بي وقد نمت أسبوع كامل بلا انقطاع لا ليلة واحدة! 

ليست المنامات المُرهقة وحدها من تحتاج إلى مؤقت بل كذلك المشاعر التي تكون عبء عليك. ولأنه لا يوجد بعد مؤقت للمنامات المزعجة أو المشاعر التي تعرقل تقدمك, تشدك بأية طريقة إلى الخلف و إن لم تتمكن من إعادة توجيهك, اكتفت بإيقافك/ بشلِّ حركتك كأن تثير الحيرة في عقلك فتجعله معها غير قادر على أن يختار بل أحياناً لا يكون قادراً على معرفة وتمييز الخيارات التي أمامه فضلاً على أن يدرك أيها الأنسب إليه. ولأنه لا وجود لمؤقت سحري, ولا يمكنك صنع مؤقت خاص بك, فإن كل ما يمكنك فعله هو أن تستمر بالعيش والتقدم حتى لو كان التقدم أحياناً بالتوقف بدلاً عن التأخر/التراجع! كل ما يمكنك فعله هو أن تستمر بالعيش والتعايش مع إدراكك وقبولك التام بأن ثمة منامات مزعجة ستسرق راحة النوم من عينيك ومزاج أزرق سيغرق اليوم ويلوّن الخيارات بلون الحياد الذي لن تعرف نفسك بعده, مع أي خيار ستقف, أي خيار هو الأفضل لها وإن لم تعتقد هي بأنه كذلك؟!. 

ولأني لم أتحرك للأمام هذا اليوم ولا الذي قبله ولا الأيام القليلة التي تسبق ذلك, لأني ربما لم أقاوم بشكل كافي أو ربما أني عوّلت على آخرين بنسبة أكبر بكثير من المطلوب, كان عليّ أن أعوّل عليهم بنسبة 50% مثلاً - أقل أو أكثر-  وأعوّل على نفسي بالباقي, ما أتذكره, هو أنهم حتى الآن قاموا بما عليهم تجاهي ولم أقم أنا بما عليّ تجاه نفسي. لأني كذلك, أكتب الآن ربما لأعترف بأخطائي في حقي أملاً في أن تسقط مني مرحلة تأنيب الضمير سهواً فأستأنف المحاولة من جديد. ما أعرفه أن المحاولات للتخلص من الحيرة لو اختارت أن تتحول إلى قطار طويل سيكون عليّ أن أُمكّنهُ من العبور فوقي وفوق أشياء أخرى عربة.. عربة .. حتى يُنهي/يقضي على الحيرة تماماً, قبل أن تظهر أشياء أخرى أهم من الحيرة وكل ما يتعلق بها.