حين انظر لأيامي التي جمعتني بها .... كانت لاتعد ولا تجمع وحين ارى رحيلها ... يصبح كل رقماً مهولاً بنظري صفراً لا عائدةٍ منه ..
كنت أحيا حياتي مرتين بحضورها ومشاركتها ...
كانت الحياة بذاتها تخجل ان تدير لنا ظهرها ... حين تضحك تقاسيم وجهها ..
كنت اغفو وانا علي يقين بأنها اول من سترى عيني صباحاً ... لذا كنت انام مطمئنة وبسكينة لاحدود لها ...
كانت المصائر اموراً لاتذكر ولا نفكر فيها ... كانت تعلمني كيف سأحيا يومي بكل تفاصيله ..
كان الألم يتقهقر دوماًً امامها فلها هيبة ملكة سبأ ولها خدم كليوباترا وتملك نظره زرقاء اليمامه في كل امور حياتنا ...
كانت تحيا بحب كل من هم حولها ... لذا كان اعداؤها شرسون ... الذين عاشوا في نفور الاخرين منهم ... والذين لاتهدأ ألسنة ناقديهم عن انتقادهم ...
كان الحسد موجوداً حتى بعد ان غابت ... ومازالت صورتها الجميلة تلك يتناقلها احباؤها... وألسنتهم تغرد بالدعاء لاجلها... وكأن غيابها مازادها الاقرباً من قلوبهم ...
ملكتي ... جنتي ... أمي ...
تلك العظيمة التي كتبت لي مسيرتي ... طفولتي ... مراهقتي .. شبابي وحتى أمومتي ...
أمي الن يؤذيك شوقي المستمر لك ... باتت جدران البيت حضنك لم اعد اهوى لقاء الناس خوفاً من أن اتاخر ولا تجديني ... او ان اذهب عنك وترحلين مرة اخرى ....
اجد الراحه والسكون في كل زوايا هذه الدور المهجورة ...
ترك الناس غنيمه ان كان الداعي للقياك ..
البحث عنك في دعواتهم او حتى مناداتهم باسمك لم يغنيني ولم يكفني ...
وجدتك في وحدتي ... في افكاري ... في ضحكة ابنتي ... ودعاء والدي ...
وجدتك في كلمات اخوتك وسؤالهم عني دون من بقي من اخوتي واخواني ...
اراكِ في وجوههم حين اضحك .. واذرعهم حين ابكي ...
اراكِ في سرهم الذي يخبروني به دون غيري ...
ارى تلك المسؤولية العظيمة التي كانت على أكتافك ... ولم نشعر بها يوماً ...
لم اعد ارغب بالرحيل وتركك ... فقد تركتك مرة وذهبتي دون وداعي ... الان انا التي سترحل لكن ليس امراً بيدي ...
لذا يا أمي فلترافقيني أرجوك ...