مرحبا بك من جديد عزيزي القارئ. في الجزء الأول تكلمت عن بداية سواعد الإنشاء والإطلاق وفي هذا الجزء سأتحدث عن ما بعد الإطلاق حتى النهاية، فأهلا بالعالم مرة أخرى!
بعد الإطلاق وكتابتي للموضوع على مجتمع حسوب حصل سواعد على أول مستخدميه فقد قوبل الموقع بترحيب من المجتمع، بعدها استمر التسجيل وطلبات المساعدة في سلسلة من القمم والقيعان لمدة عام واحد. كانت من أفضل اللحظات عندما أتلقى رسالة أو بريد إلكتروني من أحد أعجبه سواعد حتى بعد عدة سنوات من توقفه كنت سعيدا جدًا عندما وجدت يونس والمجتمع يتذكره هنا، لذا كانت هذه التدوينات.
التواصل
كنت في تلك الفترة متابع للبودكاست الرائع كلام الذي يقدمه ثمود بن محفوظ وتحديدًا حلقة كلام 34: محمد القاضي من Feelit.co، أعجبت بشدة بمحمد القاضي وتجربته لذا قررت التواصل معه، لم لا وهو يبني مجتمعًا إلكترونيًا وأنا أيضا أدّعي ذلك!
ببساطة رسالة على الأنستغرام فرد على بأن نتواصل عبر الإيميل وتم تحديد موعد مكالمة، كنت وقتها في غاية السعادة والإثارة فأنا سأتحدث مع محمد القاضى الذي بنى شركته وسافر إلى السيليكون فالي ليتبع شغفه، كل هذا مبهر بالنسبة لي.
تم التواصل وكان محمد في منتهى الود والاستعداد للمساعدة وقدم لي من التوجيه ما أذكر منه الآتي -على مسئولية ذاكرتي بالطبع-:
- بناء المجتمعات الإلكترونية صعب ويحتاج جهد وصبر.
- تحتاج أن تركز المجهود الأكبر في توصيل منتجك حتى أنه لا بأس في أن تتواصل مع المستخدمين المحتملين واحد واحد لتقنعهم بإستخدام منتجك أو أن يشاركوا في مجتمعك.
- ابق على قرب وتواصل دائم مع مستخدميك ومن يمكنهم مساعدتك.
- لا تعتذر في كل مرة تطلب فيها المساعدة من أحد -لأني كنت أعتذر كثيرا عن الإزعاج :') - “الطريق مو سهل فتحتاج تزعج كل احد بدون ما تعتذر”
- لا تاخذ نصيحة كل احد وحاول تعرف ايش الاشياء اللي تناسبك واللي ما تناسب مشروعك
كما قلت كنت سعيدًا جدا بهذه المكالمة بالرغم من انتهائها بشكل محرج فقد نفذت بطارية هاتفي :')، وانتهت المكالمة باعتذاري عن هذا العطل الفني على أمل أن نلتقي يومًا.
تأثير المدونين
في أحد الأيام زاد عدد المسجلين بشكل ملحوظ جدا حتى أن الاستضافة المجانية لم تكن كافية لتحملهم واحتجت عندها لاستخدام بعض الرصيد المُهدى الذي ذكرته في الجزء الأول لزيادة إمكانات الاستضافة.
بعد قليل من البحث عن السبب وجدت أن أغلب المستخدمين قادمون من هذه التدوينة التي قام محمد حبش مشكورًا بنشرها عن سواعد، كان تأثير التدوينة جميلا فبعد حالة من الركود أعطت الموقع دفعة من الحيوية، بعدها قمت بمراسلة مدونين آخريّن واللذان قاما مشكورين أيضا بالنشر؛ وقد كان لكل تدوينة أثرها في زيادة عدد المستخدمين حتى إن كانت المدونة صغيرة.
سوء تقدير
أما هنا فأود أن أعبر عن تقديري الشديد ومن ثم اعتذاري لأحمد المغربي وهو مطور Asp.net الذي عرض العمل تطوعيًا على تطوير سواعد. وقتها لم يكن محددا كيف سيستمر الموقع فلم يكن مفتوح المصدر وبالطبع لم يكن له أي ميزانية أو دخل فلم أستطع أن أحدد إطارًا لمشاركة أحمد في التطوير وحتى لا أبخسه حقه وقتها اعتذرت منه، وبالطبع كنت مخطئًا.
نهاية سواعد
استمر سواعد لمدة عام كامل وصل عدد المستخدمين إلى 606 مستخدم وعدد طلبات المساعدة 144 طلب، قبل انتهاء العام أيقنت أن نظام المقايضة فقط لا يمكن بحال من الأحوال أن يحقق له معدل النمو المطلوب؛ لابد من تطوير آلية عمل الموقع، وأحد الحلول هو استبدال نظام المقايضة بالنقاط وإضافة نظام مجتمع للنقاش والأسئلة والذي كان من شأنه بناء مجتمع أوسع بمعدل نمو أعلى. لكن على كل انتهت مدة حجز الدومين!
لم يحقق سواعد أي دخل وقتها وأنا طالب ثانوية "مشغول" وليس معي نقد كافي لتجديد الدومين حتى أنه لم يكن لدي بطاقة دفع إلكتروني! لذا ببساطة توقف؛ لم أقم بتجديد النطاق، على أنه ربما أعود إليه في وقت لاحق لأقوم بإعادة بنائه وتطوير آلية عمله وهذا الذي لم يحدث -حتى الآن-.
عرض لشراء سواعد
بعد توقف سواعد بفترة -طويلة إلى حد ما- تواصل معي صاحب موقع معروف في الويب العربي حول سبب توقف الموقع وأين ذهب، حتى أنه سأل إن كنت أعرضه للبيع فإنه على استعداد لشرائه. وقتها كنت أحيانًا أفكر في نشر الكود المصدري لسواعد ليكون مفتوح المصدر، وأحيانا تراودني أفكار عن إعادة بنائه من جديد مع التطويرات وآلية العمل الجديدة -لم يحدث أي منهما- لذا تعللت بعذر امكانية البناء مرة أخرى ولم أرغب في البيع وكان النطاق قد انتهى واشتراه أحد آخر على أي حال. ربما كان البيع مفيدا وقتها حتى لسواعد نفسه وربما لا، من يدري!
ما تعلمته من سواعد
- البرمجة -بالطبع- كان هذا أول مشروع برمجي أقوم بتطويره بالكامل.
- بناء المنتج البرمجي لا يعدوا كونه الخطوة الأولى، كل العمل يأتي بعد ذلك.
- كل المشاريع تحتاج وقت لتنمو -سواء أكان المشروع جانبي أو مشروع ريادي- وعام واحد ليس بالوقت الكافي على الأغلب.
- لا تتردد بالمبادرة والتواصل مع من يمكنهم مساعدتك، مازال هناك الكثير من الود ومن هم مستعدون للمساعدة.
نهاية التدوينة
سواعد كان تجربة تعلمت منها واستمتعت بها، عرفت عن نفسي أنني أستمتع حقا ببناء الأشياء بغض النظر عن النتيجة أو ما ستؤول إليه. قد أقوم ببناءه مرة أخرى أو لا لكن المؤكد أنني -بإذن الله- سأقوم ببناء مشاريع أخرى. إلى أن أكتب مجددًا، سلام.
سر صغير: مازال سواعد موجودًا على دومين التطوير ويمكنك رؤيته من هنا :3