في تلك اللحظة لم يكن في العالم شيء اكثر غباء من وجودي في هذا العالم المتهاوي ان الظلام يحيط بذاتي و الفراغ يكسرني و العبء  الثقيل في عقلي يسحقني يحطمني اتابع الزحف في الهوة دون هدف دون تلمس للنور هذا الزحف المؤلم و المعتاد كأني محتوم باللاجدوى ما المعنى منه لا شيء سوى العقاب و العقاب زحف على شظايا الزجاج انفجار سقوط خواء و في داخلي مستمر العواء اجامل كل ما حولي و ارسم الابتسامات لكن ظلي في الداخل شاحب كيف استند الى كل هذا الفراغ و ابتسم احيانا اتمنى ان اخرج لساني للقدر و الوجود لكن تنقصني الشجاعة لركله بعيدا, و السكون في ظلام حقيقي ماذا لو كان بعد الظلام ظلام و بعد الزحف زحف سيكون الامر اشبه بالدوامة دوامة الزمن و لعنة دائرته , تكرار يصيبني بالارتجاف بالخوف من الوجود مللا و ليس أملا يسير الناس من حولي و انا وحيد من الداخل احاول العبور الى أي شيء احاول التعبير عن أي شيء لكن تنقصني الشجاعة و تخونني الكلمات كما تنقصني الشجاعة لأسال من اكون ماذا اريد ماذا بعد كل تلك الاسئلة و مزيد تطعنني ببطء و ربما احدها يقتلني في يوم من الايام لكنها الان لا تخلف سوى جراح عميقة في ذاتي من المسئول عن الملهاة و المأساة و التراجيدية المظلمة  كيف لي ان اكون و انا لم اطلب ان اكون هنا و ما هذا الضجيج الصامت المزعج في كل مكان يخلق انفجارات و انفجارت تصيبني بالصمم و تقتل الهدوء ازحف و ازحف انا وحيد في ظلام تام لاشيء معي سوى سكاكين لقتلي لم اعرف معنى النور في هذا الهوة السحيقة كل شيء شاحب و يصارع بضعف قوة الظلام في الذات ,هذا الوجود النحيل المتهاوي و الركيك مضحك الى حد السخرية ’كل الطرق في هذه المتاهة متشابهة لكن ماذا لو رجع الزمان هل كنت سأختار طريقا اخرى مشابهة لهذه الطريق ما الفرق ,اشعر انني نصف نعم نصف شيء ربما ليس انسان او حتى نصف اختيار , لا شيء يجبرني على احتمال هذا الكم البائس من السخرية سوى الخوف و العواء في داخلي مستمر جبان جبان , من علي ان اخاطب ان كنت وحيدا و نفسي لا تطيقيني , انا مستسلم تماما و مكسور في اكثر من موضع من المفترض ان اداوي انكساري و اصبح اقوى لكنني انكسر اكثر فأكثر , من قال ان الزمن يداوي الجراح كيف يداوي و هو جراح اهوج يضربني في اكثر من موضع , في كل هذا الزحف المؤلم الفاجعة الكبرى ليست في الجراح او الظلام او السقوط او الفراغ او الخواء لكنها في موت الطفل في داخلي .