بعد مرور سنوات عِدَّة على وفاة والدي_رحمه الله_ قُدِّرَ لي أن تقع عيناي على شهادة وفاته
وقد ذُكِر فيها سبب الوفاة وبالتفصيل الجارح
( تهشّم في في الجمجمة وكسور في القفص الصدري و...)
تملّكتني حينها أمنية مُرَاهِقة أن تكون مع والدها بذات (السيارة) وتطوّق رأسه بكلتا يديها
تقف بينه وبين كل ضربة لا تعرف قدره!
تكون عنه أمام الموت ..
تعطيه عمرها وترحل لتملأ قبره بدلًا عنه..
ولكن ما كل المنى تتحقق!
كان أبي مختلفًا بحضوره وكرمه
وهذا القول ليس من باب ( كل فتاة بأبيها مُعْجبة)
لا والله وإن حُق لي ذلك ألف مرة ومرة
بل لما فيه من خصال كريمة حَظِيَ بها
كان يؤثر على نفسه ولو به خصاصة
لا يأتيه طالب حاجة فيرده
ولا عابر سبيل إلا وقَصِد بيته.
رجل تقيّ وإمامًا أينما أُقيمت صلاة
تحكي لنا أمي عن نشأته على التقوى
فقد صنع له حقيبة يضع فيها مصْحفه ليكون معه في تنقّله
وقد شُوهِد في خلْوته يقرأ القرآن ويبكي خاشعًا
وهو صغير لم يتجاوز ال١٥ من عمره!
عُلِّق قلبي به ولم أحظ بالعيش معه إلا بِضْع سنوات
ولا أكذب إن قُلت أنه في كل مرة يُخيَّلُ لي أن رحيله كان كذِبًا وسيدخل علينا بأي لحظة!!!
ولِمَ لا
وقد قالت أمي أنه عند ولادتك قال لي أبيك ممازحًا: ( وراك غيّرتِ الترتيب)
يقصد بذلك إنجاب الأولاد والبنات
فكانت تنجب على ترتيب معيّن
ثم أردفت قائلة : فكُنْتِ بعد ذلك الأغلى وكأنه لم يُنجب سواك!
وخصّني بأن اختار لي اسمي بدون (مشاورة) أحد وسؤاله
كما العادة مع بقيّة إخوتي.
ولذلك لاسمي مكانة خاصة في قلبي..
ختامًا
بعمق ومقدار الشوق في قلبي أسأل الله أن يُقر عيني ويسعد قلبي بلقاءه في جنات النعيم.
ومن أُحب يارب ♥️