البدائع المنيفة في قوله تعالى

﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً

 

وإنما كان الاستخلاف سنة ماضية؛ لأن الله - تعالى ربنا الرحمن سبحانه - إنما نَصَبَ كونَه أول ما كان عليه؛ ذلك لأنه تعالى قال: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]، وذلكم لِما يتضمنه أمره تعالى باستخلاف الإنسان أن يكون مشمولًا بمدى إكرامه تعالى لهذا (الإنسان)؛ كيما يكون فطريًّا على فطرته، سويًّا على سَلِيقَتِهِ، عبدًا موحدًا، مُفرِدًا ربَّه الرحمن سبحانه في ألوهيته، كما قد أفرده تعالى في ربوبيته، لا أن يكون ندًّا لربه وخالقه وبارئه؛ باتخاذه من دونه أولياء، لا وليًّا واحدًا؛ إمعانًا في استرقاق نفسه لغيره تعالى، مما كان حاصله الطبيعي أن كان آلةً في يد غيره، وهو مما يتنافى مع وضعه الرباني الذي خُلق عليه كريمًا مكرَّمًا؛ وذلك من مقتضى قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70].

 

وكان من موجب ذلكم الاستخلاف أن يكون قائمًا بالقسط، والقسط حينئذٍ هو عبادته وحده تعالى بلا شريك، نهوضًا بتكريم نفسه؛ حيث إذ وضعه ربه ومولاه، لا أن يستحل قِيَمَهُ وآدابه وعزته، حتى كاد الكون لَيشكو مما يحصل فيه من ظلم ذلكم الإنسان لأخيه الإنسان، ذلكم الظالم الذي لا يزداد في شيء عن أخيه المظلوم سوى أنهما قد اشتركا في عامل واحد؛ هو (الإنسانية)، وهو عامل لا يُبرِّر في أية لحظة من اللحظات أن يكون أحدهما ظالمًا والآخر مظلومًا، ولقد كان الحيود عن الصراط، وما يقتضيه من انتكاس في المفاهيم والقِيَمِ، وابتعاد عن منهجه تعالى القائم على فطرة سوية بيضاءَ نقيةٍ؛ أنبأك عنها قوله تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 30]، أقول: إن ذلكم الحيود عن السَّوَاء والجادَّة، إنما كانت ثمرته علقمةٌ مُرَّة تعيش ويلاتها الأمم، وتذوق مراراتها الجماعات.

 

ودلَّك على عظيم معنى الاستخلاف أن كان الإنسان من أحد مقوماته؛ إذ لمَّا كانت حقيقة الاستخلاف قائمة على الأربعة الأركان؛ وهي: المستخلِفُ وهو الله تعالى، والمستخلَفُ وهو الإنسان، والمستخلَفُ عليه وهو الأرض، والمستخلَفُ به وهو توحيده تعالى - فدلَّك إذًا على أهميته أن كان الإنسان واحدًا من مقوماته الأربعة كما أسلفت.

 

وأفهمُ أن المستخلِفَ هو الله تعالى من نص الآية سالفة الذكر؛ عندما قال الله تعالى ربنا الرحمن سبحانه ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، وهو أمر دالٌّ في حقيقته على قيوميته تعالى المطلقة على كل ما خلق، وعلى سائر ما برأ.

 

ولعل وجود ضمير المتكلم في ﴿ إِنِّي ﴾ وكذا اتصاله بـ(إنَّ) التوكيدية ما يَشِي بتفرده تعالى في ذلكم الاستخلاف، كما قد تفرد سبحانه بالخَلْقِ، فضلًا عن أن يكون هناك ضَرْبٌ من الناس قد حام حولهم شكُّهم أن الخلق سدًى؛ كما قال أسلافهم من قبل: ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾ [الجاثية: 24].

 

ودلَّك على هالةٍ عظيمة تكْسُوك، وأنت قارئ لهذا - أنه تعالى لم يشاركه أحد في خَلْقِهِ خَلْقَهُ، كما أنه تعالى كان متفردًا في ذلكم الخلق؛ فهو إذًا سبحانه المتفرد الأحد في عملية الاستخلاف، فضلًا عن أن يكون ذلكم هو السند الأوحد في حقيقة ربوبيته، وفي أساس ألوهيته للكون كله، ومن فيه، وما فيه معه، وقولٌ بغير ذلكم هو تعدٍّ عن أصول القول، وانفراط من عِقْدِ الحكمة.

 

وحقيقةُ أن المستخلِفَ هو الله تعالى لَتَتَفَتَّقُ منها سائر معاني العظمة لله تعالى ربنا الرحمن سبحانه، كما وأنه أيضًا لتنبثق منها كل معاني الكبرياء التي هي بحقٍّ ثمرة لهذا التفرد في عمليتَي الخلق والاستخلاف معًا، كما وإنه لتُشتقُّ منه كامل مرادفات الرحمة ومعانيها.

 

وهذا غاية في المدح والثناء على الله تعالى ربنا الرحمن سبحانه؛ إذ إن أقصى ما يمكن قوله حسب تعابيرنا المتواضعة أن مَن كان ذا كبرياء، فكبرياؤه تنبع منه رحمته، ومن عظمته تبدو منها رأفته، وإن من عزته أن تنهمر منها مِنَّتُهُ، وإن من كل ذلكم ألَّا تُحصى علينا نعمته؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18].

 

ولقد قال الله تعالى ربنا الرحمن سبحانه: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الحشر: 23]، في دالَّات كثيرة من الهيمنة؛ لأنه تعالى هو ﴿ الْمُهَيْمِنُ ﴾، وفي دالَّات كثيرة من العزة؛ لأنه سبحانه هو﴿ الْعَزِيزُ ﴾، وفي دالَّات كثيرة من الجبروت؛ لأنه تعالى هو ﴿ الْجَبَّارُ ﴾، وفي دالَّات كثيرة أيضًا من الكبرياء؛ لأنه سبحانه هو ﴿ الْمُتَكَبِّرُ ﴾.

 

وذلكم ليس للعبيد من أمثالنا، ومن غير أمثالنا، فحقُّنا هو العبودية لله تعالى وحده، وهذه هي وظيفتنا في هذه الحياة الدنيا، وأي مسلك يسلكه عبدٌ خارج هذا الإطار المرسوم له سلفًا، فمآله بَوَارٌ، ونتاجه خَسار.

 

ومنه كان النَّعْيُ القرآني الكريم في الذكر الحكيم على مَن اتخذ لله تعالى ندًّا أو شريكًا له، ولمَّا لم يكن ذلك موجودًا حال خلْقِه تعالى لِما خلق، فبأي سندٍ إذًا يستند أولاء على إشراكهم شركاءهم لله تعالى ربنا الرحمن، ولمَّا لمْ يدَّعِ أحدٌ منهم في زَعْمِ ما قد نُقل عنهم على مدار التاريخ كله أنه قد شارك الله تعالى، أو أعانه في خَلْقِهِ خَلْقَهُ؟!

 

ولذا كان النعي عليهم - كما قلت - في غير ما موضع، ومنه ذلكم الموضع كما في آيتنا سالفة البيان، ﴿ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾.

 

وإنك لَترى غِناه المطلق عن سائر ما خلق، حتى وكأن ذلكم كان كافيًا ألَّا يكون معبودًا بحق سواه، لا في قديم أو حديث!

 

ألم تَرَ أن الله تعالى ربنا الرحمن سبحانه قد تفرَّد بأواصر العزة كلها في قول موجز وبليغ معًا؛ حين قال سبحانه: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111]؟!

 

وأفهم أن المستخلَفَ عليه هو الأرض، وهو ما أعني به (محل الخلافة)؛ بدليل صريح النص القرآني الكريم الذي بين أيدينا: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، فدلَّ على أن الأرض هي مقصوده تعالى من أن يكون الإنسان خليفته تعالى فيها، ودلَّك أيضًا على تلكم فِراسة للملائكة الكرام عليهم السلام لمَّا أن قد استشرفوا فساده: ﴿ مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا ﴾ [البقرة: 30]، وسفكه الدماء ﴿ وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ [البقرة: 30] فيها، وقد وقع منه ما الله تعالى به عليم، والله المستعان.

 

وأفهم أن المستخلَفَ هو الإنسان، وهو ما عناه النظم القرآني الكريم بـ﴿ خَلِيفَةً ﴾، فدلَّ على أنه لا غيره - الإنسان - هو الخليفة، كما دل على ذلكم ما وقع منه من شر مستطير مُذْ أن خلقه الله تعالى، وإلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، وهو ما أنبأت عنه فراسة الملائكة الكرام عليهم السلام؛ حينما قالوا قولهم الكريم: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ [البقرة: 30]، وكذا ومن واقع الحال الذي يشهد على الإنسان كم أفسد! وكم أسفك الدماء!

 

ذلك أن الملائكة الكرام عليهم السلام قد قابلوا خبره تعالى بالاستخلاف بسؤال تعجبي دالٍّ على فرط إحساسهم بما سوف يؤول إليه شأن ذلكم الإنسان؛ إذ ذكروه - ذلك الإنسان - بصفة قائمة به لا ينفك عنها؛ ذلك لأنهم ﴿ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ [البقرة: 30]!

 

ولمَّا لم يكن بُدٌّ من الاعتراف بفراسة كان عليها ذلكم الركب الكريم من ملائكة الله تعالى ربنا الرحمن عليهم السلام، بدليل وقوع ذلك كله من ذلكم الإنسان، فدلَّك على إصابتهم في تعجبهم، ودلَّك على صدق الاستدلال بأن الخليفة المستخلَفَ هو أيضًا ذلكم (الإنسان).

 

وأفهم أن المستخلَفَ به هو عبادته تعالى وتوحيده، وإفراده تعالى وحده بالعبادة والتوحيد، وعدم الإشراك به أحدًا غيره - من منطوق النظم القرآني الكريم الذي شرُفت به الملائكة الكرام يوم أن قالت: ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [البقرة: 30]؛ فهو معنًى عظيم من معاني التوحيد الخالص لله تعالى ربنا الرحمن سبحانه، نتعلمه من ذلكم الركب الكريم عليهم السلام على مدار التاريخ كله، يوم أن أفردوه وحده سبحانه بالتسبيح بحمده له وحده، وبالتقديس له وحده.

 

ودلك على ذلكم توحيد خالص قولُهُ تعالى على لسانهم الكريم: ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [البقرة: 30]؛ بدلالة كاف الخطاب وجرسها العميق المؤدي لمعنى التوحيد والإفراد به لله تعالى ربنا الرحمن وحده، حتى وكأن الملائكة الكرام قد علِمت بما أُوتيت من فِراسة وإحساس عميق بما سوف يؤول إليه ذلكم عموم الإنسان من تنكُّبِهِ للمِنَّةِ، وذلك بردِّ جميل خلقه له إشراكًا به تعالى.

 

وأزيد وضوحًا فأقول: ذلك أن مجيء ضمير الخطاب الموحي بالتفرد والوحدانية والربوبية والسلطان القديم لله تعالى - هو ما حفل به اختصاصه تعالى بذلكم تسبيح بحمده، كما أنه أيضًا يَشِي بانفراده سبحانه وتعالى وحده بأن يكون التقديس ليس إلا له وحده، ولا يشاركه أحد مما خلق في ذلكم أبدًا، فدلَّ على توحيد الملائكة الكرام لربهم الحق سبحانه، كما دل على أن ذلك فطرة فطر الله تعالى خلقه عليها، وما أحد بملومٍ عن الخروج عن ذلكم نهج قويم إلا مَن حاد، وإلا من أشرك.

 

كما وأنه قد دل نهج ملائكة الله تعالى الكرام عليهم السلام على وجوب توحيده تعالى، ودل أيضًا على أنه ليس يَسَعُ أحدًا الخروجُ عن ذلكم النظام المحكم، الذي لا يكون الأمر والنهي فيه إلا لله تعالى وحده بلا شريك؛ وهذا هو مقتضى قولنا: (أَشْهَدُ أَن لا إله إلا الله، وأَشْهَدُ أن محمدًا رسول الله).

 

وبمنطوق القرآن العظيم؛ فإنَّ حقيقة الاستخلاف تقوم على أن المالكَ الحقَّ هو الله تعالى، فلا إله ولا مالك ولا متصرف في الكون والحياة غير الله سبحانه وتعالى، أما الإنسان فدوره فقط هو الاستخلاف؛ أي: إنه مؤتمن ليقوم على أمانةٍ عهِد بها ربُّهُ إليه، لكي يعمُرَ هذه الأرض، فإن كان إعمارها بما يُرضي الله تعالى، وعلى مراده تعالى وحسب، ووفق أمره إتيانًا، وعلى مقتضى نهيه انتهاء واجتنابًا - فقد حقق الإنسان الغاية من الاستخلاف، وإلا فإنه بَعُدَ من الله تعالى، وأخلَّ بعقد الخلافة الموجب للالتزام، ومهما رأيتَ من علوِّ المباني، وأشكال الازدهار المادي، ومعالم الجمال والتنسيق، ومظاهر التمدن والرقي - فكلها تصبح بلا قيمة، ولا فائدة منها، إن لم يَقُمْ تعمير الأرض على تقوى الله تعالى رب العالمين، وهذا ما يريده القرآن الكريم ويؤكد عليه؛ أي: استدامة صلة المستخلَفِ بالمستخلِفِ، وطاعته، وخشيته.

 

ومنه، فإن المجتمعات التي تقطع صلتها بالمستخلِفِ - وهو الله تعالى - فتكون مجرد تركيبات بشرية، أو تركيبات معمارية بعيدة من الغاية من الاستخلاف.

 

ولذا كانت أية قيمة أو حركة أو منهج ليست قائمةً على أساس التكامل بين عناصر الاستخلاف الأربعة سالفة البيان، وما تنطوي عليه من بُعْدٍ؛ هو في الأساس تحقيق ألوهية الله تعالى في هذا الكون الممتد، ومنه يتحقق رضاؤه تعالى، ومن ثَمَّ يكون فلاح الناس في الدنيا، ومنه يكون مصيرهم الحسن الجميل في الآخرة، وإنه بغير ذلكم إنما هو تعبير عن خَلَلٍ مُدْلَهِمٍّ في التركيبة النوعية للأساس الذي يجب أن تقوم عليه الخليقة أثناء مسيرتها في الكون.

 

هذا، ولم يخْلُ زمان من موحِّدين، ولم يخلُ عصر من مفرِدين ربَّهم بالتوحيد والعبادة، والتوجه إليه تعالى آناء الليل وأطراف النهار؛ ﴿ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ﴾ [النحل: 48]؛ وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23]، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ((لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي ظاهِرِينَ، حتى يأتيَهم أمرُ اللهِ وهم ظاهِرُونَ))؛ [صحيح الجامع، الألباني، الصفحة أو الرقم: (7288)، خلاصة حكم المحدث: صحيح].



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/144451/#ixzz6kHOrDQhz