#المماهاة_والمحاكاة_المتسلسلة

يستخدم المتاجرون بالدين عامةً وبالطائفة خاصةً أسلحة مادية وأسلحة معنوية لتصفية الخصوم بما لاتهوى أنفسهم كلما جاءهم رسول أو مرشد وموجه تخيروا عليه بأحد الأمرين أو كلاهما تباعاً كما قال تعالى (...فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87البقرة) التكذيب قتل معنوي للعقل والروح والقتل أمر مادي قتل للبدن

ومن أساليب المتعصبون التكذيب المتسلسل من خلال المحاكاة والمماهاة (التمويه) وقول المثل الدارج كذب ثم كذب حتى تظن أنك صادقاً

ويسيرون وفق خطوط عريضة لتنفيذها تباعاً منها (المبالغة أولاً وحد قوة الافراط ثانياً) أولاً فهذه المبالغة في استخدام جهاز العقل للاقناع والبرهان لتنفيذ الهدف المرجو وإضفاء طابع المشروعية له وهذه العملية تحتاج إلى آليات لسير ذلك المعتقد الجديد ( فالمهم الأساسي لكل سلطة أو تيار هو اكتساب المشروعية) ومن هذه الآليات:

أ‌- التعبئة لقضية معينة ومعتقد أسطوري لزيادة الشحن الطائفي

ب‌- المماهات والمحاكاة المتسلسلة لأطول مدة ممكنة

للتعبئة للمنهج الجديد لابد من فصل الغاية عن الوسيلة من خلال مبدأ المحاكاة فالغاية عندهم تبرر الوسيلة وهم يقولون الغاية لاتبرر الوسيلة صاعدين نازلين وعلى حسب القياس والمبدأ المكيافيلي في كتابه المشهور أن الغاية لاتبرر الوسيلة وإن كان الطريقة فيها كذب وافتراء من خلال توظيف النص الديني وأصل الكذب في رسائلهم العملية من المحرمات والمؤمن لايكون كاذباً قد يكون جباناً أو سارقاً ومن الأمثلة انتقاء الروايات التي تنفع مشروعهم الطائفي وهي تحكي على مصاديق معينة ويستغلونها لمصاديق بعيدة مثال الرواية القائلة عن الرسول الكريم(...إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة)..)والمصداق حاضر عندهم من هم أهل البدع أو الريب ومن خلال قواعد وضعية حاضرة هم وضعوها بأنفسهم مثلاً (إذا جاءت رواية لأجل الإبكاء أو التباكي على الحسين...) وأضافوا إليها على المعصومين الباقين فلامانع فيها وإن لم يكن لها سند شرعي أو من أخبار الضعاف أو الأحاد فاعملوا بها لزيادة عقيدة الناس فلاحاجة للسند.... ) تقسيم الناس كالأبيض والأسود يستخدمونها حسب مقاساتهم هذا مؤمن وذلك كافر عدو وصديق لذا كان خطابهم يتسم بغرض الاقناع فهو خطاب ( ملتبس متعدد المعاني والإيحاءات يجمع بين الاستدلال العقلي والشحن الوجداني بين العلم والأسطورة ) وهو خطاب ( مستنفر دائمًا للحلول والاقتراحات والأجوبة لأن ترك الفاعل الديني أو السياسي في حالة حيرة وشك وتساؤل ستعجل بسقوطه ).

لذا كان يتبع آليات متعددة منها التمييز والتضخيم , الاختزال والتبسيط , الانتقاء والتبرير .

1. التضخيم والتمييز: تضخيم المفاهيم من العقائد الغير ركنية والتهويل وزيادة عليها وجواز الكذب لأن الكذب يجوز في ثلاث

مواضع مع العدو واحدة منها والمقابل هو العدو وكذلك التمييز بين الطائفة التي ينتمي إليها على الطائفة الأخرى من جعل تلك الطائفة عدو أول ثم غيرهم عدو ثاني وثالث وهكذا

2. الاختزال والتبسيط:(التبسيط يقتضي الاختزال وإلغاء الفروق التي بين علماء الطائفة بل الأخذ من القول الذي يلبي مشروعهم وإن كان من خطيب منبر أو مبلغ إسلامي بسيط

3. . الانتقاء والتبرير . ( الانتقاء هو فرز الوقائع إلى إيجابية وسلبية ) وعندما يتم هذا الانتقاء , يأتي الانتقال بعد ذلك إلى عملية الاخفاء أو الاظهار حسب الحاجة والضرورة . واستخدام هذا الفرز لتقديم وقائع ومعلومات جديدة في كل مرة تكون الحاجة إلى التبرير موجودة الإيجابية ماكانت تشجع على الشحن الطائفي واذكاء الفتنة اخفاء قول الذي يخالفهم واظهارقول العالم الذي يوافقهم

ب( المماهاة المتسلسلة ) وكذلك بالمقابل تقليص الفروق بين الانصار وأفكارهم أما مع أو ضد أما التبعية أو الضدية مما يمهد إلى المشتركات الداخلية الكلية وإن كانت مكذوبة وليس فيها اجماع وتوافق و( لعل الخطر المشترك هو أسهل الطرق للوصول للتجانس )على قول المفكر الغربي (رسل)

هذه الآليات استخدمت بشكل واسع في المساجد على المنابر والفضائيات ومن خلال التلفاز والتواصل الاجتماعي وفي المؤسسات الدينية والندوات الثقافية

وحاولت أن تقسر المجتمع على هذا المعتقد لكن المؤسسة الدينية لم تستطع أن تدرك أو أنها أدركت وتغافلت شعورياً أو لاشعورياً أنه ( في المجتمع الذي يفرض فيه على الناس تقبل عقيدة تتضح سخافتها حتى لو كان هذا التقبل صورياً فقط فيتحول أكارم الناس أما إلى أشخاص بلداء أو متمردين مما يؤدي إلى ضياع القيم الإنسانية والدعوة الحسنى وهذه الأمور تؤدي إلى خلق البغض والكراهية من غير سند شرعي أو قانوني

ولنسير على ماأشار إليه المحقق الصرخي الحسني على قضية وحادثة دار فاطمة بنت الرسول المصطفى-صلى الله عليه وآله وسلم- وكيف استخدم فيها تلك الأساليب الرخيصة لزيادة التوتر الطائفي بل دعا هذا العالم العظيم إلى نشر الحب والرفق والاعتدال من خلال بيان الوقائع والأحداث بين الطرفين حيث قال كما يشير إليه الفيديو التالي الذي حمل عنوان: :

الشّيخ المُفِيد (رض) يَتَبَنّى القَولَ بِعَدَمِ وجودِ المحسن

للمشاهدة على اليوتيوب : https://youtu.be/xflT7m49Yuc

الصَّرخيّ الحسنيّ

facebook.com/Alsarkhyalhasny


twitter.com/AlsrkhyAlhasny

instagram.com/alsarkhyalhasany

https://youtu.be/xflT7m49Yuc