في تعريف العقيدة أنها تطلق على الأمر الذي يعتقده الإنسان ويعقد عليه قلبه وضميره بحيث يصير عنده حكماً لا يقبل الشك.
بالمختصر المفيد الواضح العقيدة هي نقيض الشك، ويطلق مصطلح العقيدة على مجالات شتى أهمها العقيدة الدينية وخلاف ذلك كالعقيدة العسكرية على سبيل المثال لا الحصر.
ولأننا كمسلمين أنعم الله علينا بنعمة الإسلام كان لدينا منذ بزوغ فجر الإسلام عقيدة دينية سماوية وثق عراها رب العزة والجلالة في كتابه الكريم وفسرها وبينها لنا في مواضع شتى نبي الرحمة في أحاديثه الشريفة.
عقيدة دينية لا يقتصر دورها على صلاح المعتقد الديني الذي نؤمن به بل هي أشمل غطت حتى ما يمكن لنا أن نمشي فيه من الأمور الدنيوية تحت أذرعها الرئيسية المتمثلة في السياسة والاقتصاد والعسكرية.
ولأن معركة الحق والباطل معركة أبدية حتى قيام الساعة نعيش اليوم أحد أشد وأوضح هذه المعارك التي تندرج تحت مسمى "معارك الوجود".
أؤمن إيماناً عميقاً راسخاً بأن بلدنا المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص تواجه اليوم معركة بين الحق والباطل تتخطى في فصولها نفوذاً سياسياً أو اقتصاديا أو عسكرياً هي معركة تغوص في دقائق تفاصيلها معتقدنا الديني معتقد أهل السنة والجماعة.
لا سبيل للأعداء في التغلغل والتوسع على أرض جزيرة العرب ما داموا لم يتمكنوا من هدم عُرى هذا الدين وإن عروة من عُراه لأنهم بهذا إن استطاعوا سبيلا فهم هدموا حاجزاً منيعاً يخترقون عبره نفسياتنا وما بعد الهزيمة النفسية إلا استباحة الأرض والبشر.
ما نراه اليوم من انبعاث روائح القبور الثلاثة "الصفوية ـ اليهودية ـ المسيحية" رغم كل هذه الدماء التي تُسال في أوطان العرب ما هي إلا حرب نفسية في معظم فصولها عبر منابرهم الإعلامية والسياسية تُمهد مستقبلاً تقبُّل إزالة المملكة العربية السعودية من الوجود ليس لأنه كيان سياسي بل لأنه يمثل عند مسلمي العالم كيان أهل السنة والجماعة والقلب النابض لهم وقبل ذلك حامية قِبلة المسلمين هذا أمر لا خداع فيه ولا عاطفة يمكن لنا أن نطلقها لنضحك على أنفسنا.
من نافلة القول وعلى هذا السياق لست مِماً يؤمن بأن الكثير من المسلمين يكرهوننا لأسباب تم التطرق لها كثيراً في مجالسنا وأحياناً عبر بعض المنابر الإعلامية فما هو موجود من كراهية إن أردنا أن نأخذ بهذا المصطلح القاسي يعود في أصله لتصرفات خاطئة لا مجال لذكرها لكن مع تصحيحها يمكن إزالة هذا الاعتقاد الخاطئ متى ما آمن كل فرد في هذا الوطن أنه سفير لبلده يمثلها في تصرفاته قولاً وعملاً.
ومن هنا أُمسك بطرف الخيط لأوجهه لنفسي كمواطن ولكل مواطن صغيراً وكبيراً مسئولاً ومن عامة الناس علينا بتفحص دروس التاريخ والاطلاع الواسع على مجريات ما يحدث من حولنا وتلمس مَواطِن ما يقال ويُحاك في الغرف المظلمة لمراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية عما يخصنا كسعوديين على وجه التحديد فبهذا نستطيع أن نستشعر عِظم جدية الأخطار والدسائس التي تُرسم لنا فيما يريدون لنا أن نكون عليه.
لا يركن أحدنا على أحدنا بل علينا سوياً أن نبني مجتمعاً سعودياً يقِظاً يستطيع أن يحمي نفسه بنفسه كُلاً على قدر استطاعته.
إن لم نستشعر الخوف مما يُحاك حولنا في أيامنا هذه فالسلام علينا غداً أو بعد غد، استشعار الخوف ليس من أجل الجُبن بل استلهام سُبل الإقدام الممهور ببعد النظر للتصدي بكل شجاعة وحسم فالشجاع الذي يركُن على أنه شجاع وينام لن يستيقظ من نومه لأن عدوه وإن كان جباناً سيستغل غرقه في نومه ليسدد له طعنة قاتلة تجعله ينام نومة أبدية.
رأينا يقظة من ولي أمرنا ترجمها بحزم وحسم في اليمن وقبلها بالبحرين وما بعدهم ما نراه من تمدد لهذا الحزم والحسم لسوريا فهل تساءلنا كشعب سعودي..
هل نحن على نفس الدرجة من اليقظة والفهم لمجريات ما يحدث؟
ليراجع كلاً منا أمره لأنني أدع هذا الجواب لكل فرد منا فهو أدرى بنفسه.
نحتاج لأن نقفز كأفراد قفزة وعي وإدراك عميق لكل هذه الأخطار فالخطر خطر عظيم لُبه عقيدة أهل السنة والجماعة وقشرته أرضهم وما في باطنها من ثروات.
دسائس قبرٍ صفوي وقبرٍ يهودي وقبرٍ مسيحي تريد لنا أن نعيش أسوأ من قبوريتهم هو العيش في قبرٍ وهمي فلا حياة عزة نحياها ولا شهادة شرف نُدفن لأجلها.
فكروا وأن قليلاً.
#عارف_الحيسوني
