1- لما علي قراءة هذا الكتاب: لتكتشف كيف تجعل الناس "مدمنين" لمنتاجاتك ... بنية حسنة


فكر في جميع المنتجات التي تستخدمها على أساس يومي: الهاتف الذكي الخاص بك، وتطبيقات حريص علي متابعتها والمواقع المفضلة لديك. كيف اصبحت كل هذه المنتجات جزء من روتينك اليومي؟

إدمان "اسم الكتاب" لن يوضح فقط العمليات النفسية التي تدخل في تشكيل العادات، ولكن كيف يمكن للشركات بناء منتجات للاستفادة من هذا الاتجاه.

سوف يشرح أيضا لماذا تصميم منتج لتشكيل عادة جديدة هو أفضل وسيلة لزيادة المبيعات لشركتك يمكن أن تحصل عليها اكثر من اي وقت مضي - و سوف يشرح ايضا السبب وراء ادمان شريط اخبار تويتر الخاص بك (تلميح: هذا كله ليس من قبيل الصدفة.)

وأخيرا، يتناول الكتاب الآثار الأخلاقية المترتبة على خلق منتجات تشكل عادة للمستخدم، والتي سوف تساعدك على تجنب الوقوع فيها.


2- من الصعب تغيير او استبدال عادة قائمة

عشية كل عام جديد، الناس تتخذ قرارات مثل الإقلاع عن التدخين، تناول المزيد من الاكل الصحى وممارسة رياضة أكثر. وعندما تدق الساعة منتصف الليل،  يكون الجميع ملتزم بكل إخلاص لإجراء هذه التغييرات.

اذا ما هو السبب في أنه في خلال الخامس من يناير يجد معظمنا أنفسنا يجلس على الأريكة ناكل رقائق الشيبسي، و ندخن السجائر و نشاهد التلفاز؟

الجواب القصير: بسبب عاداتنا، أو أنشطة اصبحنا معتادين على أن نؤديها دون تفكير واعي.

العادات تظهر لان دماغنا حريصة على توفير الوقت. لذلك، في معظم الحالات، سوف تختار أن تفعل اشياء قد فعلتها من قبل. على سبيل المثال، عادة قضم أظافرك عندما تكون عصبي ربما تحدث بسبب ان دماغك يتذكر أن قضم الأظافر قد ساعدك من قبل في تخفيف حدة توترك - والآن أنت تفعل ذلك دون وعي.

المشكلة مع العادات هي إنه من الصعب جدا تغييرها. في الواقع، أظهرت الأبحاث أنه حتى لو غيرنا عاداتنا،  فان المسارات العصبية من عاداتنا القديمة لا تزال موجودة في أدمغتنا و يمكن تنشيطها بكل بسهولة من جديد. ويتضح ذلك من حقيقة أن ثلثي المدمنين على الكحول الذين ينهون برنامج التخلص من السموم يبدأون الشرب مرة أخرى في غضون عام.

لا عجب اذا في وجود مثل هذه المشاكل مع القرارات البسيطة للسنة الجديدة. السؤال الأن ، هل من الممكن أن نتبع عادة جديدة؟

تكرار عمل معين في كثير من الأحيان هو أسهل طريقة للقيام بذلك. وأظهرت إحدى الدراسات أن الطلاب الذين يرغبون في الحصول علي عادة تنظيف أسنانهم بالخيط بانتظام يكونون أكثر نجاحا كلما زادت عدد مرات تنظيف اسنانهم بالخيط

إذا كانت العادة لا يمكن تكرارها كثيرا ، فان العادة الجديدة يجب أن تكون مفيدة جدا حتي يمكن تبنيها بانتظام. فالناخذ مثال علي ذلك بمتاجر التجزئة على الانترنت من خلال أمازون: معظم الناس لا يستخدمون امازون كل يوم، ولكن لا يزال التسوق عبر امازون يشكل عادة بالنسبة للكثيرين منا على الرغم من عدد لا يحصى من المتاجر الأخرى عبر الإنترنت للاختيار من بينها. لماذا؟ مقارنة الأسعار بين المنتجات هو مفيد بحيث يمكن للمستخدمين جعل هذه العادة من التسوق تحدث هناك حتى لو كان من النادر فعل ذلك يوميا.


3- المنتجات المكونة لعادات جديدة اكثر ربحا ومن الصعب المنافسة معها


هناك العديد من المزايا لبيع المنتجات التي تشكل عادات جديدة.

أولا وقبل كل شيء، هي تجذب الزبائن على المدى الطويل. العادات في المجمل يصعب التخلص منها، بحيث من المرجح سوف يقوم العملاء باستخدام المنتج لفترة أطول. وهذا يعني أنها سوف تولد تدفقات نقدية لفترة أطول.

ما هو أكثر من ذلك، العملاء يحبون إخبار أصدقائهم وعائلاتهم حول المنتجات التي شكلت عادات جديدة في حياتهم، وهذا يعني أنهم في نهاية المطاف سيقومون بدعاية مجانية لمنتجك. على سبيل المثال، واحد من الأسباب التي جعلت الفيسبوك مل هو عليه الان، ان الناس بدأت تعتاد استخدامه وبالتالي بدأوا في دعوة اصدقائهم لاستخدامه ، او تنبيههم بوجودهم في صور وغيرها والتي جذبت المزيد من المستخدمين.

ثانيا، المنتج الذي يشكل عادة جديدة لديه موقف تنافسي قوي.

هذا لأنه من الصعب تغيير واستبدال العادات، مما يجعل الامر صعبا لمنتج جديد في خطف العملاء منك، ومن اجل ان يفعل هذا فإنه يحتاج إلى القيام بمجهود كبير - حيث ان مجرد تحسن طفيف في المنتج لن يحدث اي تغيير في العادات .

خذ النجاح الدائم للوحة المفاتيح QWERTY: ستجد من المستحيل لتوزيع جديد للازرار التنافس، لأنها لا تقدم تحسنا كبيرا بما يكفي لحمل الناس على كسر عادتهم من الكتابة على لوحة المفاتيح QWERTY.

وأخيرا، يمكن للشركات أن تكون أكثر مرونة عند تسعير منتجاتها لأن الزبائن اصبحت تعتمد علىها للقيام بعاداتهم، وهو ما يعني أنها لن تكون حساسة جدا لتغييرات الأسعار.

على سبيل المثال، هناك ألعاب على الانترنت حيث يلعب المستخدمين في البداية مجانا، ولكن بعد فترة من الوقت، ينتهي خيار اللعب الحر. وحيث ان اللاعبين شكلوا عادة لعب هذه اللعبة خلال هذه الفترة، فانهم يكونوا اكثر استعدادا للدفع من اجل متابعة اللعب.


4- المنتجات المكونة للعادات تجعل مستخدموها يمروا باربعة مراحل في النموذج "hooked"


العديد من الشركات تسعى جاهدة لجعل منتجاتها تشكل عادة عند المستخدم. ولكن ما الذي يمكن فعله حتي تستطيع القيام بذلك؟

مجرد شئ واحد، وهو اتباع ما يسمى نموذج الادمان، وهي دورة تتكون من أربع خطوات ،عندما تتكرر كثيرا بما فيه الكفاية، ستجبر المستخدمين علي تشكيل عادة تتضمن استخدام هذا المنتج.

المراحل الأربعة هي:

الحافز: حدث خارجي يجعلنا نجرب منتج جديد لاول مرة، على سبيل المثال، اعلان تجاري علي التلفاز.

الفعل: ما يتعين علينا القيام به من أجل استخدام المنتج، على سبيل المثال، التسجيل مع موقع على الانترنت.

العائد: وفائا للحاجة التي دفعتنا إلى استخدام المنتج في المقام الأول، على سبيل المثال، الترفيه اذا كان الدافع هو الملل.

الاستثمار: شيء ذو القيمة استثمرناه في المنتج، مثل الوقت ،المال أو المعلومات.

الخطوة الأخيرة سوف تقوم باعادة الدورة من البداية، وكلما تتكرر هذه الخطوات مرارا وتكرارا، سيبدأ المستخدمين في تطوير محفزات داخلية بدلا من الخارجية. وهذا يعني أنهم سوف يشعرون بالدافع لاستخدام المنتج من تلقاء انفسهم، حتى من دون مؤثرات الخارجية.

مع مرور الوقت، الدوافع الداخلية تصبح أقوى بحيث في نهاية المطاف لن يفكر المستخدمين حتى ما إذا كانت أو لم تكن تريد استخدام المنتج: أنها سوف تفعل ذلك فقط. تصبح الدورة على سلسلة من ردود الفعل لا يمكن ايقافها.

نموذج "الادمان" عبارة عن دورة ذاتية التعزيز و تشكل سلوكنا على المدى الطويل.

بعد ذلك، دعونا نلقي نظرة فاحصة على بعض الخطوات الفردية.


5- من الضروري ايجاد الحافز الخارجي لبدء تشكيل العادة الجديدة


الناس لا تكتسب العادات من فراغ. هم لا يستيقظون فجأة في صباح أحد الأيام ويقررون أن يصبحوا مستخدمين دائمين لأحد التطبيقات، على سبيل المثال، تطبيق يتيح للناس رؤية صورهم منذ عام. علي العكس من ذلك، انها عملية مستمرة، والخطوة الأولى يتطلب حافز خارجي. في حالة التطبيق المذكور أعلاه، فإنه ربما يكون أحد الأصدقاء قد ارسل لك دعوة أو الإعلان الذي يغري الناس على استخدام المنتج.

الحافز الخارجي ضروري لأنه، في البداية، المنتج ليس جزءا من عادات العملاء المحتملين ".

على سبيل المثال، على الرغم من أنك قد تفتح حسابك علي الفيسبوك عدة مرات في اليوم الآن، علي الارجح كنت في حاجة إلى حافز خارجي لبدء استخدامه في البداية. على الأرجح، كان دعوة من أحد الأصدقاء الذي كان بالفعل لديه حساب علي الفيسبوك.

هذه الحوافز الخارجية هي دعوات إلى القيام بفعل معين، ويمكن أن تتخذ أشكالا مختلفة. يمكن أن تكون محفزات تدفع الشركات مبالغ طائلة فيها مثل الإعلانات، والتي تشجع الناس على استخدام منتجاتها - أو محفزات لتقوم بدعوة اصدقائك لاستخدام المنتج، والتي تعتمد على شبكة اصدقائك، كما رأينا مع الفيسبوك.

أن يكون فعالا، يجب على الحافز أن يقدم للمستخدم خيارات بسيطة من الإجراءات التي يجب اتخاذها. إذا كان الحافز معقد أكثر من اللازم، فمن غير المرجح أن المستخدم سيستخدم منتجك بشغف.

تخيل أنك تريد الانضمام الى موقع تواصل اجتماعي، ولكن لديك صعوبة في العثور على صفحة التسجيل أو تستغرق وقتا طويلا جدا في ملء معلومات التسجيل. هذه الأنواع من العقبات تجعلك أكثر عرضة للتخلي عن الموقع تماما. ولكن، إذا كان الموقع  بسيط في الاستراك مثل وجود زر مكتوب عليه "إشترك الآن"، ستكون أكثر استعداد للتسجيل.


6- بمجرد وجود حافز داخلي لدينا لاستخدام المنتج نصبح "مدمنين" تلقائيا


كما رأينا، تكرار الفعل هو جزء أساسي من تكوين العادات. إذا كنا نستخدم المنتج بشكل متكرر جدا، فمن المرجح تشكيل عادة استخدامه على المدى الطويل.

ولكن، بطبيعة الحال،  لا تستطيع الشركات ان تعتمد فقط على الحوافز الخارجية من اجل ان تجعلنا نستخدم منتجاتها  ذلك بسبب ان المحفزات مثل الإعلانات تكون عادة مكلفة للغاية وتعتمد كثيرا على الحظ - أي ان العملاء المستهدفين قد لا يرون الاعلان وبالتالي سنفقدهم.

وهذا يعني أنه حتي تكون الشركة قادرة علي تشكيل عادات جديدة لمستخدميها بنجاح من خلال نموذج "hooked"عدة مرات، عاجلا أو آجلا نحتاج أن يأتي الحافز من العملاء أنفسهم.

كيف يحدث ذلك؟

حسنا، عادة، نحن نستخدم منتجات من اجل  حل مشاكل لدينا. في معظم الحالات، نحن نفعل ذلك من اجل تجنب الألم أو الشعور بالمتعة والترفيه.

فكر في ذلك للحظة : لماذا نشتري أشياء مثل المواد الغذائية والملابس أو الهواتف الذكية؟ عادة، السبب هو إما لتجنب نوع من الألم، مثل الجوع والبرد، أو العزلة الاجتماعية، أو أن نشعر بشئ من المتعة او الترفيه، مثل كونك أنيقا أو اللعب وانت في طريقك للعمل. ويمكن أن يكون أيضا الاثنان على حد سواء.

إذا امكن لنا ايجاد رابط بين منتج معين وحل معين لواحدة من مشاكلنا، بذلك نكون شكلنا حافز داخلي لاستخدام هذا المنتج. المنتج سوف يكون في ذهننا باستمرار لأننا نستخدمه لحل مشاكلنا بنجاح.

في كثير من الأحيان،اقوي المحفزات الداخلية تكون المشاعر السلبية. المحفزات الداخلية لدي كثير منا علي شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية تتراوح بين الملل او الخوف من العزلة الاجتماعية الي الهروب من ضغوط المعيشة الي عدم اليقين في المستقبل، والتي تحثنا إلى استخدام google للبحث عن كل المجهول في حياتنا.

بمجرد ايجادنا حوافز داخلية لاستخدام منتج ما، سوف نشعر بدوافع لاستخدام المنتج أكثر وأكثر. لكن الحوافز ليست الا مجرد منبهات: سواء فعلا نستخدم منتج ما او لا نستخدمه، فكل هذا يعتمد علي عوامل اخري غير الحوافز، سنقوم بالتعرض لها في السطور القادمة.


7- كل منتج بحاجة الي تحفيذ مستخدميه. والاهم من ذلك تمكين المستخدمين المحتملين من الاستفادة منه


هل سبق لك أن رأيت المنوم المغناطيسي نوم مغناطيسيا متطوع من الحشد حتى أنه بمجرد ذكر كلمة معينة بصوت عال، يفعل "الضحية" ما قد قيل له؟

سواء كان جيد او سئ، عندما يتعلق الأمر بتكوين عادات جديدة، فان الحافز الخارجي وحده لا يكفي لتوليد الفعل المراد.

وفقا لنموذج سلوك واحد، الشخص يقوم بفعل معين إذا حدث ما يلي: أولا، هناك حاجة إلى حافز خارجي. ثانيا، يجب أيضا أن يكون الشخص لديه دافع كافي للقيام ببعض المجهود . ثالثا، يجب أن يكون الشخص قادرا على انجاز هذا الفعل، وإلا فان الحافز الخارجي لا طائل منه. ولذلك ينبغي للشركات ان تسعى لزيادة هذه الجوانب في منتجاتها كذلك.

إذا كانوا غير قادرين على القيام بذلك على حد سواء، فان الشركات يجب ان تعطي الاولوية لزيادة قدرة المستخدمين لاستخدام المنتج او تسهيل المنتج بالقدر الكافي. هذا لأن جعل المنتج سهل الاستخدام هو اسهل و ارخص وسيلة من أجل زيادة الدافع  عند المستخدمين. احدي الطرق البسيطة للقيام بذلك هي تبسيط الخطوات اللازمة لاستخدام المنتج. على سبيل المثال، إذا كان موقع التواصل الاجتماعي يريد أن يساعد مستخدميه في استخدام الموقع أكثر، فمن الممكن جعل عملية تسجيلهم أقصر وأبسط.

يكون المستخدمين متحمسين اكثر لاستخدام المنتج إذا استطاعوا حل مشكلات كانت تواجههم . بشكل عام، يتكون الدافع الإنساني من أهداف بسيطة، مثل الترفيه وتجنب الألم، الأمل وتجنب الخوف، القبول الاجتماعي وتجنب الرفض.

العاطفة أيضا حافز قوي، وهذا هو السبب في استخدامها بكثرة في الإعلانات. و يمكن ملاحظة ذلك في كثرة استخدام الصور الايحائية للإعلان عن كل شيء تقريبا، حتى مطاعم الوجبات السريعة. المعلنين يأملون لإثارة العاطفة في الجمهور - المراهقين - بوعدهم بالحصول علي المتعة والسعادة في النهاية

كما رأينا، فإن الحافز الخارجي تجعلنا نستخدم المنتج طالما نستطيع و نريد ذلك. السؤال هو: ما الذي يجعلنا نستخدمها مرارا وتكرارا؟ ما الذي يحولها إلى عادة؟


8- المكافآت المتغيرة هي المفتاح لجعل المستخدمين يعتمدون علي منتجك علي المدي الطويل


بينما الدافع لدينا مهم للوصول بنا إلى محاولة استخدام منتج، في الحقيقة لن نستطيع الاستمرار في استخدام المنتج ما لم يحقق النتائج التي نأملها منذ البداية

حتي  يتم استخدام المنتج بشكل متكرر، يجب أن يفي بشكل موثوق ما وعد به. بعبارة أخرى، يجب أن يعطينا مكافأة ما لاستخدامنا له وخلق النتائج التي نتوقعها منه.

ولكن هذا وحده لا يكفي لتبقي لنا دوافع على المدى الطويل: نحن نحتاج الي مكافآت متغيرة دائما و مرنة.

لماذا؟ أظهرت الدراسات أن شغفنا للحصول على مكافآت يؤثر في الواقع تاثير أقوى من تلقي المكافأة نفسها. وهكذا، التطلع الي المكافأة يلعب دورا حاسما في عملية تشكيل العادة الجديدة.

إذا كانت المكافأة المتوقعة يمكن التنبؤ بها، لن نكون متحمسون بسرعة مقابل إذا كانت المكافأة لا يمكن التنبؤ بها. وقد ثبت أن هذا التغيير المستمر في نوع وشكل المكافأة يؤثر في كيمياء الدماغ لدينا بطريقة تؤدي الي سعينا للحصول على مزيد من المكافآت. التفكير في المرور على شريط الاخبار في تويتر يوفر لنا مزيج لا يمكن التنبؤ به من الأخبار والرسائل - ويعطي شعور مجزي لقراءتها ايضا.

لجعل المستخدمين تعتمد على منتج، يجب استخدام مزيج من أنواع مختلفة من المكافآت. ويمكن أن تتراوح من الاحتياجات الاجتماعية، مثل التواصل مع اشخاص "مثلك" أو طلبات الأصدقاء في الفيسبوك، واكتساب الموارد، مثل الفوز في مسابقة وكسب المال، او الشعور بالارتياح الشخصي، مثل الذي كسب من إكمال مستويات صعبة في لعبة كمبيوتر.

ولكن، في نهاية المطاف، يجب على المكافأة ان ترتبط دائما بالدافع الأول للمستخدم الذي من اجله استخدم المنتج. على سبيل المثال، في منتديات الاسئلة والاجوبة علي النترنت، عادة ما تبدأ الناس المساهمة لأنهم يسعون إليه مكافأة الاعتراف والتقدير الاجتماعي. بمجرد، ان حاولت بعض المواقع تقديم مكافآت نقدية بدلا من ذلك، وجدوا أنها لم تكن فعالة، لأنها لم تعد تتوافق مع دافعهم الاول للمساهمة


9- اذا استثمر المستخدمون اي شئ في منتج ما. هذا يجعلهم اكثر عرضة لتكوين عادة جديدة تتضمن هذا المنتج


حتي الأن رأيت كيف يقود الحافز الخارجي لاستخدام المنتج ويوفر مكافأة متغيرة للمستخدمين. فما هي الخطوة النهائية في نموذج "hooked" الذي يعيدهم الى الحافز الخارجي وبدء دورة أخرى؟

باختصار: الاستثمار في المنتج. عندما يستثمر المستخدمين في المنتج اي شيء، سواء كان ذلك الوقت ، الجهد ،المال أو حتى بياناتهم الشخصية، فانهم يكونوا اكثر عرضة لاستخدامه مرة أخرى.

لماذا؟

أولا وقبل كل شيء، لأننا نعتبر الأشياء أكثر قيمة إذا استثمرنا فيها. أظهرت دراسة واحدة أنه إذا صنعنا شيئا بأيدينا، فسنقيم هذا الشئ أكثر من الأعمال المماثلة التي صنعها الآخرون. وبالمثل، إذا استثمرنا وقتنا و جهدنا لبناء، على سبيل المثال، شبكة اجتماعية على الانترنت، فسوف نقيمها أكثر.

ثانيا، لأننا نحاول أن نكون متسقين في سلوكنا. تشير الدراسات إلى أن ما فعلناه من قبل يكون بنسبة كبيرة مؤشرا جيدا الي ما سنفعله في المستقبل. وهذا يعني أنه إذا كنا قد استثمرنا في منتج عن طريق استخدامه في كثير من الأحيان، فعلى الأرجح سنستمر في استخدامه في المستقبل أيضا.

وأخيرا، لأن لدينا ميل لموائمة رؤيتنا لعالمنا لتتناسب مع لسلوكنا، فان نظرتنا الى عالمنا الجديد تولد نفس السلوك بصورة كبيرة.

فكر في المرة الأولى التي ذقت فيها بيريل. هل أحببتها؟ ربما لا. ولكن لأنك رأيت الناس الآخرين يستمتعون بها، حاولت ان تشربها لقترة من الزمن. هنا سلوكك اثر علي تفضيلاتك ببطء حتي تعودت علي الطعم و بدأت ترغب في المزيد. وبالمثل، عندما يستثمر المستخدمين في منتجك، فمن المرجح أنهم سيغيرون تفضيلاتهم بمجرد ان يستخدموه بالنتظام لحل مشاكلهم.

إذا تكررت دورة "الحافز الخارجي - استخدام المنتج - المكافأة - الاستثمار" بما فيه الكفاية، سيشكل للمستخدمين عادة جديدة حول المنتج. باختصار، سوف يكونوا مدمنين.

القوة الهائلة لنموذج "hooked" يثير أيضا تساؤلات حول استخدامه بطريقة مسؤولة، والتي سيتم مناقشتها في السطور التالية.


10- يجب علي الشركات ان تكون علي قدر المسئولية عند تصنيع منتج مكون لعادات جديدة


عندما نتحدث عن جعل المستخدمين "مرتبطين بشدة" بمنتج ما، اول شئ يقفز إلى اذهاننا هو الإدمان. وهذا سبب إضافي لماذا تحتاج الشركات إلى استخدام نموذج "hooked" بمسؤولية. والا، سيكونوا منخرطين في تلاعب بالاشخاص غير أخلاقي. على سبيل المثال، إذا كانت شركات الوجبات السريعة تحقن طعامهم ببعض المواد المسببة للإدمان. فمن المؤكد أننا  سنعتبر ذلك فعل غير أخلاقي

في بعض الأحيان، رغم ذلك، تعتبر بعض المنتجات مقبولة طالما أنها تعزز حياة مستخدميها. شركات مثل "weight watechers" من الناحية الفنية قامت "بالتلاعب" بالاف من عملائها لجعلهم يفقدون الوزن، لكننا قد لا ندين أفعالهم لأن منتجها يعزز حياة عملائها.

اذا كيف تعرف الشركات أو رجال الأعمال ما إذا كانوا على حق أو خطأ في هذا الصدد؟

كل ما عليهم القيام به هو ان يسألوا أنفسهم سؤالين:

هل المنتج يعزز حياة المستخدمين؟

هل يستخدم رجل الأعمال نفسه هذا المنتج؟

إذا كانت الإجابة على السؤالين معا "لا"، اذا جعل الناس مدمنين على المنتج علي الأرجح خطأ من الناحية الأخلاقية. لعلنا نستشهد بمثال صارخ، تجار المخدرات ربما يحبون ان يدمن الناس علي مادتهم، ولكنها لا تعزز حياة الناس وتجار المخدرات انفسهم لا يستخدموها.

ثم مرة أخرى، فان شركتك قد تبيع المنتجات التي تستخدمها انت بنفسك، ولكنها، بالمعنى الدقيق للكلمة، لا تعزز حياة العملاء. ومع ذلك، لا يزال من الممكن تصنيفها على أنها منتج ترفيهي، وهو يعتبر شئ مقبول.

بالطبع، كل مندوب مبيعات، مصمم المنتج، رائد الاعمال ... الخ.  مسؤولون في النهاية عن منتجاتهم وكيف تؤثر على العملاء. ولكن قوة نموذج "hooked" الاستثنائية يجعل هذه المسؤولية الأخلاقية مضاعفة، خاصة اذا كانت هذه القوة في التاثير يمكن تسخيرها لمساعدة الناس على حل مشاكلهم.


11- حتي تستخدم نموذج "hooked" بشكل فعال. عليك اولا معرفة منتجك بشكل جيد واحتياجات مستخدميه


كل رائد اعمال و مصمم منتج يريد عمل منتج ناجح بحيث يستخدمه كثيرا من الناس ويعتمدون عليه. نموذج "hooked" يمكن أن يساعد في تحقيق ذلك، ولكن تطبيقه العملي يتطلب منك أن تعرف المنتج الخاص بك وعملائك معرفة وثيقة.

أولا وقبل كل شيء، من المهم أن نفهم أن ليس كل المنتجات بحاجة لتشكيل عادة جديدة لدي المستخدم. على سبيل المثال، بوالص التأمين على الحياة بالكاد تحتاج ان تشكل عادة جديدة لدي المستخدم، لأن الناس يميلون لشرائها مرة واحدة فقط في حياتهم. المنتجات الوحيدة التي تعتمد على الستخدام المستمر والمتكرر لها ستستفيد من تشكيل عادة جديدة. لذلك، إذا كنت تقوم بإنشاء منتج جديد أو تعزيز وجود واحد، اسأل نفسك إذا كان المنتج يجب أن يشكل عادة جديدة ام لا.

إذا كنت تريد عمل منتج يشكل عادة جديدة، عليك أن تبدأ من خلال تحليل الاحتياجات الخاصة بالمستخدمين وما ينبغي علي منتجك تقديمه. لأنه، في نهاية المطاف، المنتج الخاص بك يحتاج إلى توفير حل لمشكلة تواجه المستخدمين بشكل مستمر حتي يكونوا عادة استخدامه.

إذا كنت تقوم بإنشاء منتج جديد، تحتاج إلى معرفة ما الذي يأمله بالظبط الزبائن المحتملين في منتجك وكيفية تقديمه لهم. يمكنك بعد ذلك ضبط جوانب نموذج "hooked" المختلفة، مثل الحوافز والمكافآت، وفقا لذلك.

ولكن، إذا كنت ترغب في تحديث أو تعزيز منتج موجود، يجب أولا تحديد عادات المستخدمين الحاليين لديك ومعرفة من أين جاءت  هذه العادات. هذا قد يساعدك، على سبيل المثال، على ايجاد الاسباب المشتركة التي أدت لتكوين تلك العادات و استخدام تلك المعلومات للحصول على زبائن جدد لتكوين نفس العادة.

في نهاية اليوم، هناك طرق كثيرة لتطبيق نموذج "hooked". طالما كان منتجك يلبي احتياجات الزبائن ويؤدي بهم الي تكوين عادة جديدة من خلال النموذج "hooked" بما فيه الكفاية، فلا بد لمنتجك ان يكون ناجح!


الرسالة الأساسية في هذا الكتاب


المنتجات التي تشكل عادة جديدة هي الكأس المقدسة للشركات التي تتعامل مع المستخدمين بشكل مباشر: لأنها تخلق ولاء مستمر و بالتالي تقوم بتسويق و بيع نفسها دون مجهود كبير. الناس تشكل عادات جديدة من خلال ما يسمى نموذج "hooked"، حيث يقوم الحافز الخارجي بحثهم للقيام بافعال معينة، والتي تؤدي بدورها الي مكافآت، وبعد ذلك يبدأ يشعر المستخدم انه استثمر بعض من الوقت والجهد في المنتج، و تبدأ الدورة مرة أخرى.


أفكار قابلة للتنفيذ من هذا الكتاب


تغيير العادات

كثير من الناس تناضل عند محاولة تغيير عاداتهم. لكن السر البسيط لتشكيل عادة جديدة، سواء تنظيف اسنانك بالخيط أو القيام بالتمارين الرياضية، هو التكرار. أيا كان الروتين اليومي الذي ترغب في فعله، مجرد تكرار ذلك في كثير من الأحيان عند البداية كافي لجعلها جزء من روتينك اليومي في وقت قصير جدا.


تعلم اكتشاف المنتجات المشكلة لعادات جديدة

حتي تفهم كيف تستفيد هذه المنتجات من علم النفس لخلق عادات جديدة لديك، حاول ان تلاحظ كل الحوافز التي تحثك علي استخدام المنتج خلال يوم واحد. هل هذا الحافز خارجي أو داخلي ؟ إذا كنت تفكر في ذلك بعقلانية، هل هذه المنتجات تتلاعب بك للقيام بشيء سلبي أو أنها فعلا تعزز حياتك في جانب معين؟