Image title

  • الإنترنت، تويتر والرسائل النصية: كيف زاد اتصالي الإنترنتي، وانقطع تواصلي البشري.


منذ عدة سنوات تغيرت علاقتي بالتواصل الإجتماعي كثيراً، الإنترنت، وسيلة الترفيه (المحورية في وقت ما) بدأت تأخذ منعطفاً جديداً ذو معاني ليست جميعها بالضرورة جيدة. غيرت الإنترنت ديناميكية التعليم والعلاقات في حياتي، عبارة "لا أعرف" لم تعد مقبولة كما كان ممكناّ لها أن تكون من قبل، وما يمكن لي معرفته الآن عمَن هم حولي أصبح كثيراً جداً، ربما إلى درجة التشبع الغير مرغوب به أحياناً.

لم يعد من الحكمة إجراء مكالمات هاتفية للسؤال عن شيء ما، فالرسائل النصية، أسرع وأقل إلحاحاً. أما تويتر فأصبح الطريقة المثالية لتعرف كل مايحصل في حياة شخص ما، حتى وإن لم تكن تكن على إتصال دائم معه/ معها.

قبل بضع سنوات تحولت تجربتي في "التواصل الإجتماعي" إلى شيء أكثر قتامة قليلاً...

لا أعرف سبباً محدداً لذلك ولكن مع تسلل أساليب التواصل الجديدة إلى حياتي وحياة من حولي، أصبح هناك أسلوب جديد ومعنى مختلف لكلمة "التواصل"، وعلى الرغم من كوني شخص يقدس الوحدة ويستمد منها طاقته بشكل كلي، كان لعلاقتي بالإنترنت وتويتر والرسائل النصية أن تأخذ منحنى مختلف جداً عن أقراني، بعيداَ عن كونها تجربة بريئة ومتعة لقتل بضع ساعات من ملل اليوم، أو للتواصل مع غائب بعيد، وربما عندما قررت بأن أحذف أغلب حساباتي على وسائل التواصل منذ عدة أشهر وأغلق هاتفي معظم ساعات النهار لأركز في تصحيح عدة جوانب في حياتي الشخصية، تأكدت حينها من سطوة الإنترنت والرسائل النصية على حياتي الإجتماعية.

ولتعرفوا بشكل أفضل مقصدي سأراجع معكم بعض تجاربي مع التواصل الإجتماعي باستخدام وسائل التكنولوجيا:Image title

أتذكر بداياتي في استخدام الإنترنت، والتي تتكون من جزئين. الأول يسبق شبكات الإتصال الإجتماعي، وفي ذلك الوقت لم يكن استخدامي للإنترنت بنفس الكثافة الحالية، حيث لم يكن هنالك الكثير مما يثير إهتمامي على صفحات الإنترنت، ربما لجهلي بإمكانياتها أو لحدود إمكانياتي التقنية. كنت أتصفح في معظم الأوقات الصفحات المتخصصة بالفن، وبعض الصفحات المتخصصة ببرامج التلفاز المفضلة لدي والتي كنت أتابعها بشغف على التلفاز متى أتيحت لي الفرصة، وذلك قبل إختراع "التورينت" وشبكات البث المدفوعة. في ذلك الوقت حتى برامجي المفضلة لم تكن متاحة بنفس الشكل والكم الحالي، فإذا كنت أرغب بمتابعة حلقة من مسلسلي المفضل فعلي أن أنتظر وقت بثها، ولا أخفيكم القول، على الرغم من أن أغلبنا لا يجد في الإنتظار متعة فأنا أفتقد تلك الأوقات البسيطة حيث للتلفاز موعد محدد ننصرف بعده لمشاغلنا اليومية بشوق لحلقة جديدة في الغد. تمتليء مكتبتي الخاصة حالياً بأكثر من ٥٠ فيلم لا أجد الوقت لمشاهدة أي منهم،  وعلى الرغم من ذلك أستمر في تحميل كل ما يثير إهتمامي وصوت حالي يردد "ربما غداً أو في عطلة الأسبوع".

الجزء الثاني من تجربتي مع الإنترنت بدأ على وجه التحديد في عام ٢٠٠٤ ويمتد إلى يومنا الحالي هذا. وربما لا يميز عام ٢٠٠٤ أي شيء، ولكنه العام الذي حصلت فيه على حاسوبي الخاص. وربما هي نقطة التحول الأولى من نوعها في علاقتي مع الإنترنت، فلم أعد مضطرة للاستئذان من شقيقتي الكبرى لأستخدم حاسوبها الخاص لعدة دقائق، أو للتنصت عليها وهي تستخدم حاسوبها لأكتشف الكلمة السرية الجديدة للحاسوب بعدما قامت أختي بتغييرها عندما أكتشفت بأنني أقوم بإستعماله دون إذن منها فيما بعد. :)

كانت أول محطاتي على الإنترنت هي صفحة myspace أو "مساحتي"، الفكرة استهوتني كثيراً، أن يكون لي "مساحتي" في عالم الإنترنت أشكلها كما أشاء ويستطيع أي فرد من شتى أقطار العالم أن يطلع عليها. رغم بشاعة التصميم والمحتوى البسيط الذي يصرخ "أعيروني اهتماماً" كانت مرحلة ممتعة ، ومحرجة بلا شك، ومقدمة جيدة لعالم شبكات التواصل الإجتماعية الشاسع.

في العام التالي، فقد Myspace رونقه لدي، وظهر Youtube ليكتسح ساحة الترفيه "الإنترنتي" بلا منازع، وأنا مدينة ليوتوب بالكثير، حيث وفر لي نافذة لعالم الأفلام الوثائقية والفيديوهات التعليمية وللمحاضرات التي لولا توفرها على يوتوب لكنت مضطرة لشراء كل منها على حده.

ثم جاء تويتر في عام 2006، وجاءت معه ديناميكية جديدة لمفهوم التواصل البشري، لازلت أتذكر الشكل الأولي للموقع، بادرت في التسجيل في الأسابيع الأولى من إنطلاقه، ولم أكن أتصور بأن ١٤٠ حرف تكفي لقول أي شيء، لم أتصور بأن الفكرة ستحوز على إعجاب أي أحد خصوصاً بالقيود المفروضة على الكتابة. أتذكر جيداً أن تجربتي كانت مملة جداً في بدايتها، فلم يكن لدي الكثير من المتابعين، ولم يكن هناك أي قوانين للعبة بعد، لذلك لم نعرف بالضبط المغزى من مشاركة الغرباء بجمل قصيرة متقطعة عن يومنا. أتذكر محاولاتي لإقناع أكثر من صديقة للإنضمام للموقع لأجد من أشاركه التجربة والإكتشاف، لم أكن أتصور أن تلك ستكون بداية دوامة الإنقطاع عن التواصل البشري الفعلي على مدى السنوات القادمة.

أنت متأخر جداً:

في بداية الأمر، لم يكن تويتر أكثر من مجرد بدعة إنترنتية جديدة، لم يتعدى كونه مجرد موقع تسلية لاغير، بمرور الوقت أخذ عدد المنضمين في التزايد، وتطور مستوى المحتوى وأخذ أشكالاً أكثر جدية. أصبح تويتر وسيلة لتلقي الأخبار (المهم منها والأجوف) بشكل أسرع من نشرات الأخبار، ثم تطور ليصبح نافذة أساسية لمعرفة مايحدث، وكونك منقطع عن المشاركة في ساحات تويتر الحوارية يجعلك شبه منقطع عن العالم، حتى وإن كنت من متابعي الأخبار، فأعضاء تويتر يعرفون الخبر فور حدوثه، أما نشرة أخبارك المسائية فهي تقدم محتوى "شبه بائت" حيث تم مناقشة وتفنيد أخبارك البائتة على تويتر قبل ذلك بساعات.

لا أذكر البداية الفعلية لذلك، ولكن وببطء تسلل تويتر بخيره وشره إلى تفاصيل حياتي، وزاد شغفي بإستعماله، وبطريقة ما أصبحت أستخدمه كوسيلة رئيسية للتواصل مع الأصدقاء وبعض المعارف. وبدأت ديناميكية الإتصال والتواصل بيني وبين من حولي تتخذ شكلاً جديداً، إن لم تكن من متابعيني على تويتر فغالب الأمر أن أخباري لن تصلك على الإطلاق. أصبحت كذلك شغوفة بمعرفة ما يحصل في حياة من أعرفهم – البدايات كانت لطيفة، ثم بدأت التفاصيل بأخذ شكل شخصي عجيب، أصبحت اعرف مواعيد نوم الجميع، وما تناولوه في وجبتي الغداء والعشاء، وأين سيقضي كل منهم بقية يومه الحالي. كذلك أصبحت أعرف تفاصيل بعض الخلافات الأسرية، وشكواهم من الدراسة أو من صديقة سيئة أو من شيء ألمَ بهم، وتعرفت على مزاجية بعضهم وحس الدعابة لدى البعض الآخر، ولاحظت التفاوت والتناقض بين ما يقال على تويتر وبين ما يحصل فعلاً، وانساب نوع من التدقيق اللاإرادي والتنقيح المكثف لما يتم مشاركته في صفحاتنا الشخصية. فبسهولة، يستطيع أي شخص أن يأخذ انطباعاً عنك من تغريدة واحدة... ولا أخفيكم قولاً، كنت من المشاركين وبشدة في تأريخ حياتي يومياً في تدوينات قصيرة بمئة وأربعين حرفاً، ولم تخلوا تغريداتي من شكوى أو ملاحظة تفتقد للذوق العام أحياناً، الفكرة كانت بأنني أشارك وبأن لي منصة وصوت، وكشخص يافع بمنصة كان لدي تصور خاطيء بأن كل منصة تستحق أن يتم اعتلاءها، وبأن كل شخص يملك منصة لديه ما يستحق أن يقال فعلياً.

شيء آخر بدأ بالحدوث، تدفق المتابعين، وتكوين الصداقات الجديدة جعل من الاستمرار أمر لابد منه، بدأ عدد من أعرفهم على الموقع في التزايد وبالطبع أن يكون لديك من يتابع ما تقوله باهتمام أمر جميل، بل من الممكن أن تكره التجربة بأسرها ويكون ذلك دافعك الوحيد للبقاء.

أين ذهب الجميع؟

تزايد في أحد الشهور عدد متابعيني بشكل كبير وتزايد مع ذلك إحساسي بأهمية ما أقوله، لم يكن إحساساً مبنياً على شيء صلب، وإنما كان مجرد شعور بأن الإنترنت مكان جيد لكي أكون، وكأنني لم أكن قبل ذلك.

ودون أي وعي مني، أصبح تويتر الغربال الذي تمر من خلاله قناعاتي التي كونتها عن ذاتي وأصحابي ومن حولي وربما عن العالم أيضاً. أصبحت هناك ضغوطات جديدة وألاعيب نفسية جديدة تحكم حياتي الإجتماعية بمن حولي، وقد بدأت الغمامة المتعة وجمع المتابعين نوع ما تنقشع عندما أصبحت وتدريجياً أقل تواجداً على شبكة الإنترنت.

بدأ تراجع حضوري الإنترنتي منذ عدة سنوات، حينما حصل بيني وبين زميلة خلاف أدى إلى إنقطاع العلاقات بيننا. وعلى الرغم من أن المشكلة كانت على أرض الواقع ، أخذت المشكلة أبعاداً أخرى في حياتنا الإفتراضية ، وتدريجياً، قررت أن أحذف جميع حساباتي على الإنترنت وأتنحى جانباً بعيداً عن دراما القيل والقال وأن لا أتواجد في أي مساحة سلبية إفتراضية أو واقعية وأن وأمنح نفسي عطلة ذهنية إلى إشعار آخر. كانت تلك بداية إختباري للتنمر بوجهه التكنولوجي، لم يكن لدي أي نية فعلية بالإنقطاع بشكل كلي، ولكنني آثرت الإنسحاب حتى يزول أثر الصدمة الأولي من نفسي.

إثر أول إنقطاع إنترنتي لي، لم أعد قادرة على العودة بشكل فعلي كما سبق، فالإنقطاع الوجيز لعدة شهور شكل لدي عازلاً نفسياً والمنظار الوردي الذي شكلت به منظوري عن حقيقة علاقاتي أصابه شرخ شوه الرؤيا لدي. عدت لإستخدام تويتر وشبكات التواصل، وتفاقم لدي الشعور بأن انقطاعي عن العالم الإفتراضي، كان سبباً في انقطاع العالم الفعلي عني وانقطاعي عنه.

Image title

تعجبت بأن غيابي عن تويتر، أو انقطاعي عن تحديث حالتي في الفيسبوك يعني بأن أخباري لن تصل لأحد، والأعجب، لم يلاحظ أحد غيابي على الإطلاق، ربما كنت أنا الملامة الأولى والأخيرة على ما آل إليه أمري، ولكني تعجبت عن كون الأغلبية العظمى غير مهتمة للتواصل معي بأي وسيلة أخرى سوى شبكة التواصل. أحزنني أيضاً بأن غيابي عن رفيقاتي على الشبكة منعني عن معرفة أخبارهم الجيدة، بل كثيراً ما كان يتم استقصائي من أنشطتهم الإجتماعية ببساطة لأنني لو كنت على الشبكة لعرفت.

ورغبة مني بأن تضل حبال التواصل ممتدة أصبحت أكثر المتابعين صمتاً، متاوجدة شكلياً على شبكات التواصل بتفاعل قليل جداً، وأكتشفت بأن "كيف حالكِ" هي أقل عبارة توجه لي وجهاً لوجه، فالحوار وجهاً لوجه أصبح شبه معدوم.

لا أعرف متى حصل ذلك بالضبط، ولكن لغة الإنترنت أصبحت اللغة المهيمنة على طريقة التواصل بين الأفراد، ولم يعد يكفي أن تكون لطيفاً، بل أصبحت الرسائل النصية، وتغريداتك في تويتر وحتى صورتك التعريفية في الواتساب كلها أشياء يحكم من حولك عليك من خلالها، وتدريجياً تجد نفسك أنت أيضاً منصاع لإتيكيت التواصل الإجتماعي الإلكتروني، فتتأفف من الرسائل النصية المقتضبة والخالية من أي أيقونات تعبيرية مبتسمة، و صديقك الذي غرد في حضورك بأنه متضايق لابد أنه يقصد بأنه متضايق من وجودك أنت شخصياً، ومهما حاولت أن تعزل نفسك عن تلك الحرب النفسية الإلكترونية، ستجد نفسك وسطها بشكل أو بآخر، فعدم إنخراطي مثلاً في أجواء التواصل العامة على الإنترنت علامة لا مبالاة، أو ربما يكون ذلك سلوكاً غير اجتماعي، وبالتالي من الطبيعي أن ينقطع الغير عن التواصل الحي معي لأنني منقطعة عن ما يعرف حالياً بسلوك التواصل الطبيعي ،  وإصراري على أن يكون أسلوب التواصل أكثر عضوية وطبيعية إنما هو مجرد سباحة عكس التيار لاغير.

.......

بدأ سوء التفاهم يحل وسط أغلب علاقاتي، فرسائلي النصية يتم تحليلها أكثر مما ينبغي، وبالتالي أصبحت أكثر توتراً حيال إرسال أي شيء بأي شكل عفوي، بل تدريجياً أصبحت أنا نفسي من تستشف تلك الرسائل السلبية بين سطور رسائل تفتقد للحياة. مع مرور الوقت فقدت الشغف بمتابعة من لا أعرفهم سوى من خلال النسخة الإنترنتية المحسنة لذواتهم، أصبحت أبحث عن حوار شيق بين زميلاتي المشغولات بصقل الصورة الإفتراضية التي تلخص في سيرة ذاتية تويترية معقدة تعرِف بها صديقتي نفسها بأكثر المصطلحات تعقيداً ورنيناً، وضمن تعريفها لذاتها وتعريفي لها أجد نفسي لا أعرف صديقتي على الإطلاق.

أصبحت رسالة يومية تقول "صباح الخير" كافية للإدعاء بأنني وفلانة على إتصال، وحقيقة الأمر أن كل يوم يمر تقل فيه رغبتي بقول أي شيء على الإطلاق، فما فائدة الاحتفاظ بعلاقة لمجرد عدم رغبتنا في التخلص منها؟ لماذا يجب علينا الحفاظ على علاقة والشعور بالذنب حيال كونها مهملة كوننا نخاف أن نعترف أننا نرغب بإلغاء المتابعة على أرض الواقع أيضاً؟

Image title

تسللت إلى هاتفي أيضاً مقاطع الفيديو البشعة للحرب وأهوالها، وتسلل الإكتئاب إلي بكل خبث عبر شاشة جهاز صغير في يدي، وأصبحت كل زيارة لشبكات التواصل مصحوبة بصدمة نفسية لا يمكن نسيانها تزورني كل ليلة في حلم أو عند تناول الطعام. وقد يقول أحدكم بأنني أبالغ، حيث يمكنني أن أختار نوعية التجربة التي أريدها لنفسي على شبكات التواصل، وذلك نوعاً ما صحيح، ولكن تصميم تلك الشبكات يحتم عليك أن تطلع بشكل أو بآخر على محتويات متعددة سواء رغبت بذلك أم لم ترغب، فهي مبنية على أسس النمو الذاتي، حيث متابع واحد يجر متابعين آخرين، ومحتوى تريده يجر محتوى لا تريده، وهكذا تستمر شبكتك في النمو لتصبح صفحتك نظرياً، هي كل ما تحتاجه لتصبح أنت - بطريقة أو بأخرى - "في كل مكان".

كوني شخص متعدد الاهتمامات فلا مفر إذا من رغبتي في البحث عن من يشاطرني تلك الاهتمامات على الإنترنت، وتبادل الأفكار وتطوير تلك الاهتمامات،  وربما تتلخص  مشكلتي في كوني لم أجد أشخاصاً يجيدون الفصل بين شخصياتهم الإنترنتية وشخصياتهم  المنزلية...بعيوبها دون أي رتوش، ويجيدون تكوين إنطباعات منفصلة عن إنطباعات الإنترنت المستمدة بجودة صورك في حسابك الإنستقرامي أو بعدد متابعينك في تويتر.

لا أستطيع إنكار أهمية ومتعة الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي كوسائل تواصل إضافية، المشكلة تكمن في أن يتم استخدام وسيلة لتدعيم التواصل كوسيلة بديلة للتواصل الحي، فبدلاً من أن تجمع وسائل الإتصال بيننا أجدها قد باعدت بيني وبين الكثيرين، وربما كشفت لي جوانب سلبية يسهل التغاضي عنها مسبقاً، وربما ساعدتني في وضع تعريف حقيقي للتواصل البشري، فليس كل من يتابعني مهتم، وليس كل غائب عن قائمة أصدقائي على الفيسبوك غير مهتم.

.......

استنتاج:

أرغب في خوض حوار دون أن نتطرق للكلام عن حياتنا الإفتراضية، دون مقاطعات لتصوير مقطع لمتابعيننا على السنابشات، ودون حاجة لمقاطعة متعتنا على أرض الواقع لنقول لسكان الإنترنت بأننا مستمتعون فعلاً.

 أريد إستعادة انطبعاتي الأولية العضوية عن البشر التي يحكمها نقاش ممتع، أو تجربة حية مشتركة ورغبة حقيقة للتواصل دونما حاجة لخدمة إنترنت لتحقيق ذلك.

أرغب برؤية أشخاص بلا رتوش وأرغب أن لا أضطر أنا لوضع رتوش في وجودي حولهم، حتى لا نخيب أمل بعضنا البعض فيما بعد، وحتى لا تضطرنا الصدمة لقول: "كنت مختلفاً على الإنترنت"

.......

وحتى لا أكون جاحدة فأنا مدينة للإنترنت بالكثير، فلولاه لما توفر لي هذا الكم الهائل من مصادر المعرفة، ولا تمكنت من إثراء حياتي بالفن والموسيقى ,والسينما بنفس اليسر الذي تتيحه لي شبكة الإنترنت اليوم، والأهم من ذلك هذا النص الذي تقرؤونه موجود الآن بين يديكم لأنني أملك حاسوباً متصلاً بشبكة الإنترنت. وربما يكفي ذلك أن يشفع للإنترنت ومواقع التواصل ولو قليلاً.

في نهاية الأمر ستستمر علاقتي بالإنترنت وشبكات التواصل و بالتفاوت بين حب وكراهية، ولا أتصور انقطاعي التام عنها ولا عن شبكات التواصل الإجتماعي، لكنني قررت منح نفسي الإجازة الذهنية ذاتها كلما رغبت بذلك، وسأحاول تحقيق ذلك التوازن بين أن أكون متصلة دون أن أنقطع عن ذاتي، لعل حنقي على شبكات التواصل يقل. إلى ذلك الحين سأكتفي بمشاركات قليلة هنا وهناك متى سمحت لي الظروف.