انقسم الساسة في ليبيا الى فريقين كل يتلقى الدعم بمختلف انواعه من اطراف اقليمية ودولية, الاتراك والطليان وأمريكا يدعمون حكومة الوفاق التي فرضت على الليبيين بقرار من مجلس الأمن 2259 ,الجيش الوطني تدعمه مصر والإمارات وكان قاب قوسين او ادنى من الاستيلاء على العاصمة,تدخلت تركيا ورمت بكل ثقلها في المعركة لنصرة الوفاق او لنقل اخوانها المسلمين الذين يدينون لها بالولاء التام,اجبرت الجيش على التقهقر الى ما وراء الحدود الاقليمية لإقليم طرابلس بسبب تخاذل انصاره الدوليين ومنهم مصر,التي لم تقو على المقاومة, لكنها رسمت خطوطا حمراء بكل من سرت والجفرة في محاولة منها للحصول على بعض الغنائم ,راوح الطرفان مكانهما ,تعددت المبادرات,لكنها لم تفض الى نتيجة تعيد لليبيين امنهم واستقرارهم,وعيشهم الرغد الذي كانوا ينعمون به.
الاتراك يعلنون وبكل صفاقة دعمهم للوفاق,ثبتوها في الحكم,المصريون يدركون جيدا ان الوفاق هي الحاكم (الشرعي) للبلاد وانه بحوزتها كل ثروات البلاد وتتصرف بها كما تشاء والمستفيد الاكبر هم الاتراك,لذا عمدت السلطات المصرية الى التودد للوفاق وإظهار نفسها بأنها على مسافة واحدة من الافرقاء,علها تتحصل على الفتات وضمان حقوق العمالة المصريين بالغرب الليبي.
زار وفد مصري رفيع المستوى طرابلس والتقى بمسئولي الوفاق,ووعد بان تفتح السفارة قريبا وإقامة علاقات دبلوماسية ممتازة وفتح الخط الجوي بين البلدين!,لم تحل الميليشيات المسلحة بغرب البلاد كما كانت تطالب مصر بل ازدادت تغولا,تلقى منتسبيها بعض الدورات وأسبغت عليها صفة (الجيش الليبي),انها المصالح التي تقود دول العالم الى التحرك وليست المبادئ التي كنا نعيشها زمن الرعيل الاول من حكامنا,للأسف مصر لم تعد رائدة للعالم العربي,كما انها لم تعد مهتمة بهم,اتفاقيات كامب دافيد ربما ساهمت في تخاذل مصر عن مد يد العون لأشقائها ولكن رؤسائها بعد عبد الناصر انسلخوا عن العروبة ولم يعملوا على رفع الضيم والمعاناة عن الشعب المصري كما كانوا يتشدقون,وبسبب وضع مصر المخزي تداعى كافة العرب الى التطبيع مع العدو,تاركين الفلسطينيين (الشعب)وشانهم تتقاذفهم الركلات ويتلقون الصفعات القاتلة وقضم الاراضي الفلسطينية.
حلّ وزير الدفاع التركي بطرابلس استقبلوه بحرارة وبمناسبة ذكرى استقلال ليبيا,أقاموا له حفلا فنيا ساهرا بقاعدة امعيتيقة الجوية التي تسيطر عليها ميليشيا الردع وتقيم بها معتقلا لمن يناوئونها العداء. يحتفل حكامنا بعيد الاستقلال وقد اتوا بالمستعمر ليثبتهم في السلطة التي اغتصبوها بواسطته.
يتصرف حكامنا بأموالنا كما يشاءون,يوقفون الاعتمادات,ترتفع الاسعار وسعر صرف الدولار بالسوق السوداء,ثم يعمدون الى تحديد سعر صرف جديد للدولار اقل من سعر صرف السوق, ويمنون علينا بذلك وكأنهم لم يكونوا هم السبب,تبا لساستنا المتوحشين وتبا لنا الذين ارتضينا لأنفسنا بان نكون القطيع.
الوضع المعيشي لم يعد يحتمل,ومنهم ذوي الدخل المحدود وبالأخص اصحاب المعاشات الضمانية,الذين يعني بعضهم الامراض المزمنة ومنها ارتفاع ضغط الدم والسكري,لم تعد الادوية توزع بالمجان ناهيك عن المواد الغذائية,امرأة مسنة تخاطب المسئولين(اذا كان ما تقدروا اتوكلونا جيبوا كاتـــــربيل واردمونا).
نودع عاما(2020) وقد ذقنا فيه ابشع اصناف العذاب من جوع وعطش وجائحة كورونا التي تاجر بها حكامنا,خصصوا لها اكثر من مليار دينار ولم ينفقوا على المصابين إلا القليل الذي لا يذكر,ويبقى الامل رغم الشدائد.