يغمرني الحنين .. رغبةً او شوقاً .. 

لم يعد يبالي قلبي بأي مشاعر تحيا بداخله .. 

رغم البعد .. مسافةً وشعوراً .. 

رغم الفوارق بيني وبينك .. 

رغم الحزن .. و سؤال الاهتمام .. 

إلا أن رغبة البقاء تسود في النفس البشرية بجوار من نحب ... 

قيل بأن للحب كرامات .. 

وله من ويل جهنم النصيب الاوفر .. 

لم اطمع بكراماته ولم أبالي بويلاته .. 

ماازال عقلي غائباً عن علاقتي بك .. 

وكأن قلبي قد عُقدَ بقلبك ... 

منذ ان كانت الرغبات بريئة .. والنفوس مجبولة علي مافُطِرت عليه ... 

لم تكن عيناي تبحث عن سواك ... 

لا أعلم اهو شعوذةً قد أُلقيت عليّ بلا رغبة مني ... 

ام هو جنونٌ بحت ...؟! 

قد انصهرت روحي بعيداً عنك ... 

وضاعت نظرات عيناي في من هم دونك ... 

وكأنما ضاق الأفق ... 

واستدارت الارض بغير اتجاهها ... 

وأصبحت الجاذبية اضعافاً مضاعفة .. حتى خطواتي كانت تُجر جراً ... 

لم تكن مغامرتي تُحسب ألا من عمري ... 

ولم يخلق الله لك بديلاً يفوز بمكانك ... 

كان الأبتعاد عنك .. 

وكأن القمر باع رفقة الشمس ... 

ساد الظلام محياه .. 

غابت ملامحه في وسط المجهول ... 

لم تكن ابدا النهايات محسوبة ... 

لا بفلسفة  افلاطون وارسطو .. 

ولا خوارزميات فيثاغورس ... 

كنت الرحالة الذي فقد الوجهة التي يريد ان يرسو بها ... 

لم ينفعني مااتعلمته عن ابن بطوطه ولا كريستوفر كولومبوس ....؟! 

رغم نداءات الاستنجاد التي صرخت بها وسط المحيط ... 

لم يسمعني احد ... 

وكأن الأرض لم يُخلق بها أنس ... ! 

وحين تسكن الحياه في صمت مهيب ...، 

وتغفو الأرض ... 

في مغيب الشمس ...

ولا يظهر القمر ... 

يصبح المحيط في أبشع صوره .....

تظهر ملامحه الحقيقيه ... 

ويطبق السواد المعتم علي سطحه ....

يبقى حلمي للبقاء على قيد الحياة ... 

أصارع ذاتي المنطفئة ... 

اجاهد نبضات قلبي كي لاتخبو وهي تنتظر ....

يسكن البرود ... الجمود .. كل شيء قد غبت عنه ... 

وان أوشكت سفينتي لترسو ... 

هاجمتها تيارات الطواحين ... 

لا أريد ان استسلم ... 

وأن اتيتك زحفاً ... حقاً لا أريد ان استسلم ....

لأن القمر مظلماً ... دون شمسه ... 

تنجلي بشاعة الدنيا في حضورك ...

وتسعد السموات بإبتسامتك ... 

وكأن طيور الصباح لم تتغنى الا لك ...

يسود الربيع أراضينا ... 

حتى الاحلام تزهو ألوانها ... وتحلو مواقفها ...

وحين تغفو الشمس ... 

يحق للقمر ان يتباهى بنفسه ...

فهو يعكس أثر حبهما ...

ويوماً ما سترسو سفينتي ...

وسأجد ضالتي ...

ويتلألأ المحيط بانعكاس القمر ....

وسيشرق داخلي بك يوماً ما ....

ستنبت بداخلي روحاً غير التي ذبلت ...

ستكون انت زارعها وساقيها ...

لن أفقد رغبتي بك ماحييت ... 

سيكون الوصل منك يوماً ...

ستبحث عني بشوق .. ..

ستبدأ بالسؤال ... والكتابة ..

لن يكون هناك لحظات للألم ...

لن أغفو على مدامعي مرة اخرى ...

لأنك لم تفتقدني ...

وأن الشوق الذى بداخلك قد انطفأ... 

في خرافة ما... قيل " ان الشمس والقمر حبيبين وعاقبتهما السموات وفرقت بينهما .. واصبحا يلتقيان في كل خسوف وكسوف ..." 

لذا يوما سأستيقظ سأجدك تبحث عني ...

مثلما يفعل القمر مع الشمس فقط ليحتضنها ..

ستغير مدارك ..

ستتنازل عن مبادئك لتصل إلي ...

لن تبقى منابع احساسك جافة ..

ولا حقول مفرداتك عقيمة...

ستشهد المجرة بكواكبها ونجومها ونيازكها... 

حتى سديم الفضاء سيزهو ..

وتتغير الوانه على ماتحب .. 

ستتغير كل القوانين معك ...^~ ^..

........................