كانت مضنيةً تلك الليالي التي قضيتها بدونك ... 

هكذا بدأت رسالتها إليه ... 

كتبت سطراً واحداً وتركت له العديد من الصفحات لعلها تسهب فيما بعد وتملأ تلك الصفحات البيضاء بكثير من الحكايا والأخبار... 

تركت القلم وسط ذلك الدفتر البسيط بشكله الجميل بألوانه ... 

الذي لطالما حملته بين يديها بخجل ... 

كانت تضعه دوماً تحت وسادتها لتضع يمينها عليه حين تنام ... 

وكأنها تلامس كتفه وهو نائم ... 

كانت السماء لا تتسع لها ولا حتى الفضاء حين تسمعه يناديها بدلال ... 

كانت تكره ان يخاطب أنثى غيرها ... 

كانت تضيق بها الدنيا وتصبح في خرم أبرة من الغيرة عليه ... 

لطالما شعرت أنها تملكه لها وحدها ... 

هل كان شعورها وحدها ... ام كانت تهيم عبثاً في الشخص الخطاء .....؟! 

كتبت له الكثير من الرسائل الالكترونية... 

وظل دفترها خاوياً الا من سطر واحد ... 

تحدثت مع صورته حتى الفجر ... كانت تحمر خجلاً حين يترآئى لها لو كان معها كيف سينظر إليها ... 

كانت عاشقةً بكل بساطة الكون وأبجدية الحروف العربيه ...! 

لم تبحث في المعجم عن اي معاني لما تشعر به ...

ولم تنظر للأمر في روايةٍ مترجمة .... ولا حتى كتاب عربي ..! 

كانت ترى الأمر بسيطاً ... واضحاً ... جميلاً 

يشابه الربيع ... ويتجلى حسنه به ... 

كانت الحياة بالنسبة لها هو ... بتفاصيل حياته ... بحديثه ... بملامحه ... بما ينجزه ويقدمه كانت هي الفائزة والمنتصره ....! 

كانت ابسط الاحداث تسر خاطرها وكأن بهجة العيد تنتظرها .. 

بقي ذلك الدفتر خالياً ... الا من ذلك السطر الذي كتبته في أوله ... 

مضت الايام ... وانقضى عاماً كاملاً ... تبعته الايام ... انتهى الأمر .... 

كيف ذلك وبلا سابق انذار... 

كيف حدث 

كيف واين ومتى ولماااذا ...؟! 

كثير من الاسئلة سيطرت علي عقلها الواعي ... حتى غاب ... 

ظلت تهمس لنفسها .. كيف انتهى ....؟! 

ولماذا بهذه السرعة ... ؟! 

لم استطع اللحاق بالامر ولا بإخبارك ... 

تذكرت دفترها ذاك ... 

ذهبت تركض لترى مااافيه .... لم يكن الا سطراً واحدٍ قد كتب ...

كان القلم يأبى ان يقف معها في حزنها ... ولا حتى مفردات اللغة علي امتدادها واتساعها ان تنثر عبيرها امامها ... 

ظلت تلك الاوراق تؤرقها ...

لم يعد يعنيها تغير الفصول ... ولم يعد يعنيها اين يبيت ذاك الدفتر ... 

ولا اين تحتفظ بقلمه  ... 

اصبحت الحياة رتيبةً بشكل مؤلم ... 

أصبح الألم مؤنساً لوحشة ليلها ...

لماذا حقاً اختار الذهاب ...! 

مالذي حدث بالفعل ...؟!

هل كان أمراً إلَهّي ... ام كان اختياره هو ...؟! 

كل مافي الامر حقاً انني احببته ..!!

احببته بقلب طفل ......