في طفولتي وعندما كنت في المرحلة الابتدائية
كانت توزّع علينا نشرات بتوقيع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
وقد ذُكر فيها عِظَم حُرمة (الدش) و (التلفزيون)
وأن من وضعها أو أدخلها لبيته فلن يدخل الجنة ولا يجد ريحها!
وتم نعته ب (الديوث) وإن لم أكن أعي معناها
إلا أني فهمت أنها صفة سيئة!
قلقت حينها على أبي النائم بسلام في قبره
كيف هو مصيره وكيف لي أنا البنت التي لا حول لها ولا قوة أن تنقذه من هذا المصير
فإخوتي لا يستغنون عنها ومتابعين جيّدًا لها
كيف لي أن أقنعهم بحرمتها؟
وأنها قد تكون سببًا في عذاب والدي (والعياذ بالله)
مررت بأيام عصيبة والله
وكل لحظة أطّلع على تلك النشرات والخوف يتملّكني
ومضت السنين
وعند انتشار (الانترنت) في المملكة
ومن خلال إبحاري فيه
وجدت نقاش حاد عن حرمة تلك الأشياء أو إباحتها
وتفضل أحد العُقلاء مشكورًا مأجورًا بوضع رابط صوتي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وقد رفض رفضًا قاطعًا تحريم (الدش) فقد يكون به ما ينفع الناس!!!
حينها لم أعرف هل أفرح أم أحزن أم (أحقد)
على أولئك المتشددين!!
كيف لهم التدليس والكذب بهذا الشكل؟!!
والتزوير أيضًا لتمرير أفكار لم يُنزل الله بها من سلطان!
أتم الله الدين من آلاف السنين وأكمله
وبمصدريه تمام الحق!
فَلِمَ الكذب ؟!
فيه تمام الوعظ ولا نحتاج لنكذب او ندلّس لننصح ونوجه!
المؤلم بهذا ان تشددهم كان بشيء فيه خلاف
أو بما هو أقرب للإباحة من التحريم
(ولا أفتي وأعوذ بالله من ذلك)
ولم يُعظّموا لا بأنفسهم ولا بمن تحت رعايتهم تحريم الظلم وأكل حقوق الناس
ولم أرى في ذلك نشرات توّزع أو تحذيرات!
ولم يُجرموا الغيبة والنميمة وأكل الأموال بغير حق !
كنّا نحتاج كثيرًا لرفع المستوى الأخلاقي وحسن التعامل مع الآخرين
والبعد عن الكره والحقد والحسد والظلم
أكثر من تحريم أي شيء آخر.