وكأنما للقدر من حياتي النصيب الأوفر ...
وكأنما لم تكفيه مصائبي ولا جفاف منابع دمعي ...
لكل لحظة ألم .. الحمدلله ...
لكل لحظة فقد .. الحمدلله ..
لكل لحظة جرح .. الحمدلله ..
لأصبر .. ولاتمسك بحياتي جيداً فالصبر خير طريق ...
ولكن لعل من غلب حبه فؤادي لايقوى علي الصبر ..
ولعل مدامعه لم تنضب ...
لعله يلتحف بثوب القوة وبداخله آلاف
الطعنات الموجعة ...
ولربما تفيض ذكرياته بما لايرغب ...
ما أدراني بما يختلج في صدره ..
ولا بما يدور بذهنه في غياب الجميع ...
ولربما كان غيابهم باقياً حتى بحضورهم ...
يقال بحجم المحبة يأتي الألم ...
ولعل ذلك ما كسر بداخلي الاف الاجزاء التي
قامت سنيني بترميمها ...
فأنا بلا حول ولا قوة ..
لايداي تستطيع الأمساك بيديك ..
ولا عيناي رؤيتك ..
ولا يستطيع قلبي احتضان ألمك ...
لا يمكنني ان اكون هناك ..
ان اكون حيث لايكون احد ..
في وحدتك مع ألمك ...
في غرقك وسط دموعك المتناثرة علي وسادتك ..
لا استطيع ان اكون بجانبك ..
لأريك كيف ان نجم فقيدك يشع في اقصى السماء ..
وكأنه يقول لا تنحنى فأنا بخير ..
لاتبكي ولتبقى قوياً ..
فأنت فتاي المدلل ..
ويسطع في كل ليلة ويحدثك بما يطمأن قلبك ..
فلتنظر اليه .. ولتحدثه بما تريد ففي حديثك سلواه ...
لربما حين نعيت أمي .. اخترت ان اجاورها ..
لكن لم يكتب لي الله ذلك ...
لأخبرك انهم سيسعدون برؤية احبابهم .. ومن سبقوهم ...
كانت تذكر والدها .. وفازت بجواره ...
وسأظل اذكرها لأفوز بجوارها ...
ولكن مادمت على قيد الحياه ..
فلن انحني او انهزم لألمي ...
وسأخبرك ..
سيشعر بك ..
في كل شي تخبره به سيسمعك ..
ففي كل شي كانت تحدثني وتخبرني ..
كان احساساً عظيماً ان اشعر بأنها
استوطنت في قلبي ..
ولعلك الآن ستشعر بما مررت به ...
اغمض عينيك ولتسمع صوته ...
أيها الفتى المدلل ..
امسح دمعك .. ولتنهض ..
فليس اليوم ولا غداً ولا بعد دهر من يحني
لك ظهراً .. ..
وسترى اثر كلماته عليك ...
محال ان يذهب ويترك في قلوبكم ثغرةً لم تشفى .... ...........