هذا الفصل بعنوان:

الأرملة الخجولة ضدّ القزم الغاضب 

دخل السّحرة الخمسة إلى محلّ سيدوس حيث كانت السيّدة العجوز جالسة كعادتها تقرأ كتابا.

-"إنّها هادئة"،همس دانيال

 -"يبدو أنّها لا تعلم شيئا عمّا حدث في الخارج"، أضاف أحمد.

-"إنّها عجوز يا رجل، قال مادوكا، لا يمكنها السّماع جيّدا" ثمّ أضاف متوجّها نحوها :" راقبا و تعلّما جيّدا يا صديقاي."

فور اقترابه منها ظهرت هالته الذّهبيّة و وضع يده على كتفها ثمّ همس في أذنها قائلا:"أنت ستنسين أنّك رأيتنا هنا." فغلّفت هالته جسدها بينما بقيت هي متسمّرة في مكانها.

التفت مادوكا إلى البقيّة مبتسما : " يمكننا الذّهاب الآن."

***

تحت الأرض..في محطّة سيدوس لم يجد السّحرة الخمسة أيّ قطار.

-"هل توقّفت القطارات عن العمل هنا ؟"، سأل دانيال

-"هذا ما يبدو...يبدو أنّ الأمر حقيقيّ..لقد حدث أمر ما ب(هوكوشين)"،أجابت رايلين

-"كيف سنصل إلى هناك الآن ؟"، سأل مادوكا

تقدّم  دانيال نحو حافّة السكّة الحديديّة فلمح قطارا بدون أيّ عربات عند نهاية أحد الأنفاق فصرخ مناديا البقيّة : " يا جماعة ! أنظروا ماذا وجدت" ثمّ أكمل طريقه متّجها نحو الآلة بينما لحق به البقيّة.

وقف مادوكا أمام القطار الصّغير مصفّرا بإعجاب ثمّ قال :

-"ترى هل هذا الشّيء يعمل ؟"

-"سنرى الآن"، أجابه دانيال

-"هل ستقوم بتشغيله ؟"

-"نعم"

ضغط  دانيال على زرّ التّشغيل لكنّ شيئا لم يعمل فنزع غطاء لوحة التّحكّم ثمّ بدأ بنزع و تركيب بعض الأسلاك هنا و هناك ثمّ أعاد الضغط على زرّ التّشغيل فبدأت الآلة بالاهتزاز.

ابتسم مادوكا قائلا:

 -"يبدو أنّنا قد وجدنا وسيلة نقلنا يا جماعة..أتمنّى أن لا تنفجر بنا في منتصف الطّريق"

-"لكن هل يمكنك القيادة يا دانيال ؟"،سألت رايلين.

-"ربّما"

-" هل قلت ربّما ؟"

-" أنا لم أسق قطارا من قبل لكن ما الذي يمكن أن يكون صعبا في هذا الشّيء ؟"

فور صعود الجميع دفع دانيال الرّافعة التي على لوحة التّحكّم إلى الأمام فبدأ القطار بالتّحرّك تدريجيّا ثمّ بدأ يزداد سرعة مع الوقت.

-" هذا رائع !"، قال أحمد.

-" هوكوشين ها نحن ذا !"، أضاف مادوكا.

***

أسفل ضوء القمر المكتمل، كان القطار يسير فوق سطح البحر بسرعة و اتزان تاركا وراءه أموجا من الزبد على كلا جانبيه.

- "يبدو أنّ هذه الآلة صدئة بعض الشّيء، قال دانيال، لذا لا يمكنها أن تعمل بسرعتها الكاملة "

 فجأة صرخ أحمد مطلاّ من النّافذة:

-"ما هذا ؟"

لحق به البقيّة على الفور ليروا أنّ جزيرة مدرستهم قد حطّت فوقها سحابة من الدّخّان الأسود.

-" ما الذي يحدث هناك ؟"، قالت رايلين

-"لقد سقط غلاف الإخفاء عن الجزيرة بأكملها !، أضاف دانيال،لا بدّ من وجود تفسير منطقيّ لكلّ هذا."

-"هل يعقل أن يكون ذلك الشّيء الأسود ؟ "، قال الفتى في نفسه.

بعد دقائق ظهر قطار من بعيد آت من الجزيرة متقدّما نحو قطارهم بسرعة هائلة.

-"ما الذي يحدث ؟، صرخ دانيال، إنّه لا يبطئ سرعته ! على هذا المعدّل سيصدم ذلك الشّيء بنا".

-"ماذا ؟ ما الذي تقوله ؟"، صرخ أحمد.

-"علينا فعل شيء ما "، ردّت رايلين.

-"دان ! ألا يمكنك أن تقوم بتغيير مسارنا ؟"، سأل مادوكا.

-"هذه الآلة الصّدئة لا تستطيع الانعطاف"، أجابه دانيال بينما كان يبحث داخل علبة لوحة التّحكّم.

-"ما الذي تقوله ؟"، صرخت رايلين ثم التفت للبقيّة:

-"علينا فعل شيء ما حالا قبل أن يصطدم بنا ذلك الشّيء" ثم خطرت ببالها فكرة فالتفتت لدانيال قائلة:

-"اسمعني جيّدا، عليك أن تبدأ بإبطاء سرعة قطارنا"

-"ما الذي تقولينه ؟ أتريديننا أن نصطدم بالقطار الآخر ؟ سنموت جمي... "، أجابها دانيال

-"ثق بي"، قاطعته رايلين ثمّ التفتت إلى أحمد قائلة :

-" ماجير، تعال معي إلى السٌّقف"

-"ماذا سنفعل ؟ "، سألها أحمد ثمّ قال في نفسه: " ماذا عليّ فعله ؟ ما الذي يمكن لنيراني أن تستطيع فعله ؟ عليّ إنقاذ أصدقائي."

-"سنوقف ذلك القطار"، أجابته رايلين متسلّقة السلّم الحديدي ثمّ أضافت للبقيّة واضعة قبّعتها الأسطوانية بين يديّ إميلي :

-"حاولوا أن تتشبّثوا جيّدا، سيكون الاصطدام قويّا بعض الشّيء"

***

وقف أحمد و رايلين فوق سطح القطار بينما الرّياح تقوم بصفع وجهيهما بقوّة فركعا على الفور ثمّ التفت الفتى إليها قائلا :

-"ما هي خطّتك ؟ "

فأخرجت عدّة بطاقات لعب الفاي لكنّها كانت مختلفة عن المعتاد من حيث السّمك فلقد كانت أشبه بعدّة بطاقات ملتصقة فوق بعضها فسألها أحمد على الفور :

 -"ما بال هذه البطاقات ؟ لِمَ هي سميكة جدّا ؟ "

-"أنت تعلم ماذا أفعل ببطاقاتي، صحيح ؟"

-"حسب ما أذكر فإنّك تقومين بوضع المتفجّرات بين كلّ بطاقتين ثم تقومين بإلصاقهما معا، صحيح ؟"

-"هذا صحيح لكنّني لا أضع المتفجّرات فحسب، أنا أضع هناك بعض المفاجآت الأخرى و هذه المرّة وضعت مادّة صنعتها لامتصاص الصّدمات"

-"مادّة لامتصاص الصّدمات ؟"

-" نعم كما سمعت" ثمّ قدّمت إليه بعضا من تلك البطاقات مضيفة:

-"عندما يقترب ذلك القطار منّا سنقوم بإطلاق هذه البطاقات نحو مقدّمته ليتكوّن جدار عازل بين القطارين لتحمّل قوّة الصّدمة"

أخذ أحمد البطاقات واضعا إيّاها في مخزن البطاقات الخاصّ بالجناح الفضّي ثمّ قال لها:

-" لم أكن أعلم أنّك قادرة على صنع مثل هذه الأشياء"

أظهرت رايلين هالتها القرمزيّة واضعة البطاقات بين أصابعها ثمّ أجابته:

-" أنا لست مجرّد ساحرة يا هذا، أنا كيميائيّة كذلك..و الآن دعنا نرى قدرتك الاستثنائية على التّصويب التي يتحدّث عنها الجميع يا ماجير."

-"لكي ذلك يا سيّدتي الكيميائيّة"، أجابها الفتى بابتسامة شقيّة

انبطح أحمد و رايلين ثمّ بدآ بالزّحف متقدّمين نحو الحافّة ببطء بينما بدأ القطار الآخر بالاقتراب من قطارهم الذي بدأ بالتباطؤ حتّى وصلت المسافة بينهم إلى عدّة أمتار.

-"حان الوقت يا ماجير، صرخت رايلين، أطلق الآن !".

أغلق الفتى عينيه و أخذ نفسا عميقا ثمّ فتح عينيه و ثبّت أداته بين يديه و أطلق عدّة طلقات متتالية مصيبا الأركان الأربعة لمقدّمة الٌقطار و فور ارتطام البطاقات انفجرت متحوّلة إلى قطع من الهلام الوردي الذي أخذ بالتضخّم مع مرور الوقت، ثمّ أطلقت رايلين بطاقاتها مصيبة عدّة أماكن بالوسط.

غُلّفت مقدّمة القطار بطبقة كثيفة جدّا من الهلام الورديّ حتّى وصل سمكها إلى عدّة أمتار ثمّ التصق القطاران ببعضهما محدثين رجّة جعلت رايلين تنزلق من سقف القطار لكنّ أحمد أمسكها من يدها في اللّحظة الأخيرة بينما بقي القطار يتقدّم دون توقّف جاعلا قطار الأصدقاء يعود إلى الوراء.

***

عاد أحمد و رايلين إلى الأسفل حيث وجدا البقيّة لا يزالون متشبّثين بالقضبان الحديديّة التي بأركان القطار و هم يرتعدون من الخوف فضحكا قائلين :

-"لقد انتهى كلّ شيء." ثمّ أضاف الفتى:

-"يمكنكم أن تتوقّفوا عن التّشبّث يا جماعة"

عندها تنفّسوا الصّعداء.

-"ماذا سنفعل الآن ؟ إنّنا نعود إلى الوراء"، قال دانيال.

"ما بال ذلك القطار ؟، قال أحمد في نفسه، هل هناك من يقوده ؟ و لم اصطدم بنا ؟"

-"أظنّ أنّ علينا أن نذهب إلى القطار الآخر"، قال مادوكا.

-"معك حقّ، ردّت رايلين، ليس هناك سبب يجعلنا نبقى هنا فنحن نعود إلى الوراء على أيّة حال."

-"علينا أن نعرف من يقود القطار الآخر ؟"، قال أحمد.

-"لكن..كيف سنذهب إلى هناك ؟"، قالت إميلي.

-"سنعبر إلى من سطح قطارنا إلى سطح القطار الآخر"، قالت رايلين.

-"ماذا تقولين ؟، قال أحمد، هل سنمشي فوق تلك المادّة الهلاميّة ؟ هل ستستطيع تحمّل أوزاننا ؟"

-"لا تقلق نحن نستطيع فعلها "، أجابته رايلين.

***

صعد أحمد و أصدقاءه على سقف قطارهم و الرياح تزداد شدّة مع مرور الوقت ثمّ بدؤوا بالتّقدم إلى حافّة المقدّمة حيث تبدأ الطّبقة الهلاميّة الورديّة الواصلة بين القطارين.

تقدّم مادوكا إلى الأمام  قائلا :

-"يا إلهي ! هذا ما أسمّيه قطعة هلام عملاقة" ثمّ التفت إلى البقيّة مبتسما:

-"هذا الشّيء كان أحد أحلامي عندما كنت صغيرا"

-" لكن هذا غير قابل للأكل أيّها السّخيف"، ردّت رايلين مبتسمة.

-"لا بأس أنا لا أحبّ نكهة الفراولة على أيّة حال"  ثمّ وضع قدمه على سطح القطعة الهلاميّة فبدأت بالاهتزاز و التموّج فابتسم قائلا :

-" أظنّه غير قابل للمشي فوقه كذلك"

-"ابتعد قليلا، قالت رايلين مخرجة بطاقة من حقيبتها، عليكم أن تمشوا خلفي بسرعة."

رمت البطاقة نحو قلب القطعة الهلاميّة فانفجّرت مخرجة سائلا شفافا يصدر دخّانا أبيضا و خلال ثوان أصبحت القطعة الهلاميّة جليديّة بالكامل ثمّ بدأ الجميع بالمشي حتّى وصلوا إلى الجانب الآخر و في تلك اللّحظة تشقٌّقت القطعة الجليديّة ثمّ تحوّلت إلى أشلاء ذهبت مع الرّياح و انفصل القطاران عن بعضهما لكن عادا للاصطدام مجدّدا محدثين انبعاجا ضخما في مقدّمة  قطار السّحرة الخمسة حيث سُحقت قمرة القيادة تماما.

-"لقد كان ذلك وشيكا..لقد نجونا في آخر لحظة"، قال دانيال متنهّدا.

-"هيّا لا وقت لدينا لأن نتوقّف هنا، قالت رايلين، علينا أن نعلم من يتحكّم بهذا القطار و أن نوقفه عند حدّه" ثمّ عاد الجميع إلى المشي مجدّدا.

-"يا رجل هذه الفتاة شخصيّة قياديّة بامتياز"، همس مادوكا لأحمد.

-"أعلم ذلك، أجابه الفتى هامسا، لو كانت تريد أن تكون ممثّلة شعبتنا بالعام الماضي في مجلس الشّعب لحصلت على ذلك المنصب بسهولة"

-"ماذا سنفعل الآن ؟، سأل دانيال، أ سننزل إلى قمرة القيادة ؟ "

-"لا جدوى من فعل ذلك، لا أحد هناك، أجابته رايلين، الأضواء مطفأة"

-"ربّما هرب السّائق إلى القمرة التي في الجهة الأخرى، قال أحمد، كلّ القطارات تمتلك قمرتين على الأرجح."

-"سنذهب إلى الجهة الأخرى من القطار إذن، قال مادوكا، ألا يمكننا أن ننزل إلى داخل العربات ؟ الطقس بارد هنا."

-"لا يمكننا النّزول، قالت رايلين، سنكمل المشي على السّطح فلا يمكننا توقّع من على متن هذا القطار."

***

وسط كلّ تلك الرّياح العاتية و الباردة أكمل السّحرة الخمسة المشي على سطح القطار ، فجأة تسلّق وسط الظّلام شخص قصير القامة ذو بنية جسديّة قويّة ثمّ وقف أمامهم في ضوء القمر مخرجا صوتا شبيها بغرغرة الكلاب ، كان رجلا أصهب ذو لحية كثيفة و طويلة تصل حتّى منتصف صدره، ملامحه لم تكن واضحة وسط كلّ ذلك الظّلام ما عدا أنفه الكبير و ضوء أحمر مخيف  صادر من عينيه و كان يرتدي لباس ميكانيكيين أزرق اللّون و خوذة حديديّة ذات قرنين صغيرين على جانبيها.

-"من يكون هذا ؟، قال أحمد مخرجا الجناح الفضّي نحو الرّجل.

رنّ جهاز الهايلو في جيب دانيال فأخرجه ثم قال الجهاز بصوت رجل عجوز: " تمّ تفعيل خاصيّة التعرّف."

 انطلق ضوء أخضر من الهايلو ماسحا جسد الرّجل القزم من الأعلى إلى الأسفل فقال:" تمّ التعرّف بنجاح ! سولومون آزغوت، سائق القطار الخاصّ بخطّ هوكوشين-سيدوس الملقّب ب سولو."

عندها صرخ الجميع في آن واحد: "سولو !".

أطلق مادوكا ضحكته قائلا:

-"هل هذا هو حقّا سولو ؟ لم يرى أحد منّا سائق قطار هوكوشين الشّهير لكنّني توقّعته أن يكون رجلا ضخما مع ذلك الصّوت الخشن و المخيف."

-" سولو ؟ هل تذكرني ؟ أنا أحمد"، قال الفتى لكنّ سولو لم يجبه و بدأت هالة بنيّة بالظّهور حوله ثمّ تشكّلت مطرقة حديديّة ضخمة  في يده اليمنى.

-"ما الذي يفعله ؟ إنّه لا يجيب "، قال دانيال.

-"هل ينوي مهاجمتنا ؟ "، قالت رايلين مخرجة بطاقاتها.

-"هذا الرّجل غاضب حتما"، ردّ مادوكا ثمّ أخرج ساعة جيبه.

ساعة أليكساندر : أداة خاصّة بشعبة التّنويم، تمتلك القدرة على كشف حالة التّنويم (إن كان الشّخص منوّما أم لا) .

قام بتدوير السّاعة في الهواء مغلّفا إيّاها بهالته الذّهبيّة فأخرجت ذبذبات انطلقت نحو سولو ثمّ ارتدّت عائدة إلى السّاعة حيث ظهرت كتابة حمراء داخلها فصرخ مادوكا قائلا :

-"أحمد  ! ابتعد عنه حالا ! إنّه..."

و قبل أن يكمل كلامه هجم الرّجل القزم على أحمد ملوّحا مطرقته في الهواء لكن بطريقة غريزيّة عزّز الفتى ساقيه و عاد إلى الوراء بسرعة فائقة متفاديا الضّربة التي أحدثت ثقبا ضخما في سقف القطار.

 صرخ الجميع في آن واحد : " أحمد ! أنت تستعمل الفيتاي ! "

 -"أوه تبّا ! لقد كشفت نفسي"، قال الفتى في نفسه ثمّ التفت إليهم قائلا:

-"سأشرح لكم كلّ شيء في ما بعد" ثمّ أضاف ملتفتا إلى )مادوكا( :

-" ما بال سولو ؟"

-"هذا ليس سولو الذي تعرفه ، إنّه تحت تأثير تنويم قويّ جدّا"

-"ألا يمكنك أن تلغي هذا التّأثير ؟"

-"هذا التّنويم ذو مستوى متقدّم، إلغاء هذا التّأثير ليس سهلا"

-"ماذا علينا فعله الآن ؟ "، تدخّلت رايلين.

-"علينا أن نشلّ حركته ثمّ سأقوم بتحليل حالته جيّدا و ربّما عندها يمكنني أن أجد حلّا لكسر التّنويم"، ردّ مادوكا.

-"يا جماعة..هذا القطار سيصطدم بالسّواحل في أيّ لحظة الآن !"، صرخ دانيال.

-"على دانيال أن يذهب  إلى قمرة القيادة حالا "، قالت رايلين.

-"لكنّني أحتاج بعض المساعدة"، ردّ دانيال.

-"اذهبوا جميعا !"، صرخت إميلي.

-"(إم) لكن..."، ردّت رايلين.

-" يمكنني تولّي أمره بنفسي..اذهبوا و ساعدوا دانيال ، سألحق بكم عندما أنتهي منه."

-" لا يمكنني.."، قال أحمد هامّا بالتقدّم نحوها فأوقفته رايلين قائلة :

 -" يمكنها فعل ذلك ، عندما تقول (إم) أنّها تستطيع إيقافه عليك تصديقها بل عليك أن تؤمن بها"

-"لكن لا يمكنني تركها هنا..."

-"إنّها أقوى بكثير ممّا تتوقّعون" ثمّ أكملت ملتفتة للبقيّة:

-"علينا الذّهاب الآن"

أخرج دانيال كرة زجاجيّة بيضاء و رماها في الهواء فانفجرت مطلقة دخّانا أسود عمّ المكان فتسلّل الجميع عبر الثٌّقب الكبير الذي في السّقف إلى عربة القطار تاركين إميلي في مواجهة سولو.

-"أوه تبّا ، تلك الفتاة محظوظة ، لطالما أردت قتالا على سقف قطار"، قال مادوكا ثمّ التفت إلى أحمد هامسا:

-"ربّما لا تعلم هذا لكن تلك الفتاة التي تواجه ذلك القزم الغاضب هناك في الأعلى كانوا يسمّونها ب"الأرملة الخجولة" ، عندما يعود الأمر إلى شلّ حركة الخصم فصدّقني إنّها الأفضل على الإطلاق."

" أعلم أنّني لا أعرف كيفيّة التّواصل جيّدا مع النّاس، قالت إميلي في نفسها بينما كانت تتجهّز للقتال مغلّفة جسدها بهالتها الزّرقاء، لكنّ أصدقائي تقبّلوا ما أنا عليه لذا سأثبت لهم أنّني أستحقّ احترامهم و حبّهم لي."


جميع الحقوق محفوظة

لا يجوز نشر أي جزء من هذه الرّواية أو تخزينها او نقلها على أي نحو أو بأي طريقة او خلاف ذلك الا بموافقة خطية من المؤلف مقدّماً.


الفصل السّابق

الفصل التّالي