قال الله سبحانه وتعالى في الآية 28 من سورة يوسف: إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ، وقال تعالى عزّ وجل أيضاً في كتابه الكريم: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (سورة النساء آية 76).وبالتالى فالمقارنة بين كيد النساء وكيد الشيطان واضحه وصريحه. ولطالما ألهم جمال المرأة الشعراء، الذين نهلوا منه فأثروا دواوينهم بأرق الكلمات والمشاعر، ولكنهم في المقابل، لم يغفلوا عن مكرها وكيدها.
نحن في قرارة أنفسنا نؤمن بالحب القديم .. الحب الرومنتيكي .. الحب الفائض عن الصفات .لكننا نسفّهه لأن العالم حولنا يسفهه .. فيجعلنا نبدو أقلية مضحكة. – أنسي الحاج . "إن في قلب كل إنسان طيف إنسان غائب, مفقود .. يعرف أن هناك امرأة يمكن أن ينساها المرء بعد أن تدير ظهرها, وأن هناك امرأة يمكن أن ينساها بعد أيام أو شهور, وأن هناك امرأة ينساها بامرأة ثانية أو أكثر! وهناك امرأة ينساها, ليس بامرأة تأتي بعدها بل بامرأة سبقتها, وهناك امرأة تأتي وتعيد ترتيب القلب من جديد, كما لو أنها المرأة الأولى.. لكن هنالك دائما امرأة واحدة تسكن القلب وتراقب ساخرة كل النساء اللواتي يعبرنه غريبات." – إبراهيم نصر الله
أشعار كثيرة تعاملت مع كيد النساء على كونه مكراً وخداعاً، فيما تعامل آخرون معه على أنه ذكاء ينتصر للمرأة الساعية للحصول على حقها بحيل ذكية، لتكون معذورة في ذلك، كونها الطرف الأضعف في معادلة المجتمع العربي الذي ينحاز للذكر ويسيطر فيه الرجل على المرأة، لتكون هي الضعيفة المنكسرة.
"لو أن النساء حكمن العالم لما عاد هناك حروب , ولكن سيكون لدينا الكثير من الدول التي لا تتكلم مع بعضها". – ليونيد خلينوفسكي.وكلمة كيد تعني المكر والحيلة، وبالتالي فإنّ كيد النساء تعني حرفيّاً مَكر وحيلة النساء. فمن يتّبع هذه الأساليب لا يرى في هذه الدنيا سوى نفسه ومصلحته،فهذه الأساليب قد قتلت نفوساً ودمرت حياة الآخرين وأخذت منهم المركز والسلطة وحتى السعادة، ومنهم ممّن كانوا في مراكز السلطة العُليا تسبّبوا فيما بعد بضعف ودمار وانهيار وانحطاط حضارات ودول بأكملها، وكان لها الأثر الكبير في واقعنا الآن. ومن كيد النساء ما نسمع عنه وما نراه من كيد الحماوات وكيد زوجات الأخ أو كيد العمّات أو الخالات والصّديقات .
فلا تستهين أبدًا بقوة امرأة على وجه الأرض مهما بدت لك هادئة ومطيعة ، فكم من حرب كانت في الأصل سببها النساء؟ فقد كانت لصاحبة الناقة "بسوس" اليد العليا في أن تُقام حرب بسبب ناقتها استمرت 40 سنة، حرب البسوس، فالحكاية وما فيها إن كان في شخص يدعى "كليب" وجد ناقة تشرب من المياه الخاصة به فرماها بسهم فماتت الناقة، لتخرج "بسوس" وتصرخ في قومها "واذلاه، واجاراه!"، ليقوم أخواتها الاثنين بقتل "كليب"، لتنشب الحرب بين قبيلتين وهم تغلب وبكر.
وفي ترجمته لكتاب «ألف ليلة وليلة» قال ابن المقفع: «لا تأمنن إلى النساء.. ولا تثق بعهودهن.. فرضاؤهن وسخطهن معلق بصدورهن.. يبدين وداً كاذباً والغدر حشو ثيابهن.. بحديث يوسف فاعتبر.. متحذراً من كيدهن.. أو ما ترى إبليس.. أخرج آدم من أجلهن».
وأثار محمود عباس العقاد آراءً متباينة بشعره الذي تطرق فيه لكيد النساء ومكرهن بحدة، لدرجةٍ يشعر معها القارئ بأن الكلمات تتفجر قسوة وقهراً، إذ فقال: «خَلِّ الملامَ فليس يثنيها.. حُبُّ الخداع طبيعة فيها.. هو سترها وطلاءُ زينتها.. ورياضة للنفس تحييها.. وسلاحها فيما تكيد به.. من يصطفيها أو يعاديها.. وهو انتقامُ الضعيف ينقذها.. من طول ذلٍ بات يشقيها».ورغم اتهامه المباشر لها بالخداع، إلا أنه وضع مبرراً لها يتمثل في رغبتها في الانتقام من الذل الذي طال تعرضها له من قِبل الرجل.
وجميل تساؤل دكتور مصطفى محمود:" وإذا آن الله قد اختار المرأة للبيت والرجل للشارع فلأنه عهد إلى الرجل أمانة التعمير والبناء والإنشاء بينما عهد إلى المرأة أمانة أبر وأعظم هي تنشئة الإنسان نفسه .. وإنه من الأعظم لشأن المرأة أن تؤتمن على هذه الأمانة .. فهل ظلم الإسلام النساء ؟"
لذلك حذرنا عمر بن الخطاب: "استعيذوا بالله من شرار النساء وكونوا من خيارهن على”. كما وصفهن علىبن ابىطالب:" في النساء ثلاث خصال من خصال اليهود: يحلفن وهن الكاذبات، ويتظلمن وهن الظالمات، ويتمنعن وهن الراغبات.. فاستعيذوا بالله من شرارهن، وكونوا من خيارهن على حذر".
-إذا قالت امرأةٌ..إنها ستُحبُّكَ حتى الأبدْ.. وإنكَ زَيْنُ الرجالِ..فلا قبلكَ كانَ أحدْ ولا بعدَك.. سوفَ يكونُ أحدْ..فلا تطمئنَّ كثيراً إليها..لأنَّ الدقيقةَ عند النساءِ..أَبَدْ “نزار قباني”.فالمرأة عندما تكذب تستهويها متعة التلفيق، فتؤخذ بالمتعة ولا تحفل بالكلام، وهكذا تعتقد وهي تكذب أنها مثال الصدق “إبراهيم المصري”.
تنقل مصادر مقرّبة من القصرالملكى بانجلترا أن العلاقة بين الأميرين هاري ووليام ، والتي لطالما كانت قوية قد إنحرفت عن مسارها منذ عامين، "كيد النساء” ظهر جليًا بتعابير ملكة بريطانيا يوم عرس هاري وميغان، بحيث أرمقتها بنظرة من “ملكة لإرث تاريخي” الى “ممثلة أجنبية سمراء” لا تليق بأن تكون زوجة أمير، وهذا ما ركزت عليه تقارير عدة نقلت توترات القصر الملكي بعد انضمام ميغان إليه. النساء الجميلات والذكيات لا يشاركن في الحكم فهن يدعن الحكم للرجال طالما هن يحكمن الرجال “جورج برنارد شو”.
وربما تخوفت الملكة بأن يكرر هاري ما فعله عمها الملك إدوارد الثامن، الذي تنازل عن عرش بريطانيا بعد زواجه من الأميركية واليس سيبمسون عام 1936.لم تنتهِ قصص النساء عند هذا الحد، فرغم أن الإعلام يركّز على كيت ميدلتون ويهمل ميغان، إلا أن هذا الأمر أزعج أيضًا زوجة الأمير تشارلز، كاميلا، التي أرادت سابقًا أن ينفصل الأمير ويليام عن ميدلتون، وطلبت من زوجها أن يقنع ابنه بالانفصال عنها بعدما أثر حضورها على شعبيتها التي وضعت برصيد “خاطفة الأضواء” ميدلتون.
فلن أقول إلى أين يا كيد النساء.لأنى أرى أنها مولودة في بيئة إجتماعية وثقافية قاسية، يحكمها الرجل بقوة من جميع جهاتها، ولعل ارتباط المجتمعات بالذكورية في نشأتها، راجع إلى اعتماد الحياة القديمة على القوة الجسدية، الأمر الذي يجعل القوة الجسدية كأبسط تعابير السلطة، هو السائد. يقابله الفارق الواضح لدى المرأة، على الرغم من كونها فاعلة طوال فترات نشوء المجتمعات، بما يلائم بنيتها الجسدية وما لا يلائمها. لذا كان لجوء النساء إلى الحيلة والتخطيط، بديلا عن استخدام القوة الجسدية، لأنه خيار غير ناجح في المواجهة، هو السبب الرئيسي الأول، فتلجأ النساء إلى وضع الحلول والانتصار في الصراعات والمعارك المختلفة، عبر اللجوء إلى الحيل الصغيرة والكبيرة، وتجنب خيار المواجهة والصدامية، الذي سيكون في كل أشكاله بعيدا عن مصلحتها