الكريسماس (بالإنجليزية Christmas) هو عيد يحتفل فيه المسيحيون بعيد ميلاد يسوع، أي: بعيد “ميلاد الربعند أحد مذاهبهم، أو بعيد “ميلاد ابن الرب” عند مذهب آخر. وكلمة “Christmas” تتكوّن من مقطعين: المقطع الأول هو “Christ”، ويعني: “المخلِّص” وهو لقب للمسيح أما المقطع الثاني هو “mas”، وهو مشتق من كلمة فرعونية معناها (ميلاد).

 

وتعود بداية فكرة ”شجرة عيد الميلاد” إلى القرون الوسطى بألمانيا الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة
حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار، ثم تقوم إحدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من أبنائها.
وفي عام (727 م) أوفد إليهم (البابا بونيفاسيوس) مبشرًا، فشاهدهم وهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار
حيث قاموا بربط ابن أحد الأمراء وهمّوا بذبحه كضحية لإلههم (ثور)، فهاجمهم (البابا بونيفاسيوس) وأنقذ ابن الأمير من بين أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك.
ثم قام بقطع تلك الشجرة ونقلها إلى أحد المنازل وتزيينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح
وانتقلت هذه العادة بعد ذلك إلى دول عدّة مثل ألمانيا وفرنسا وإنجلترا ثم أمريكا، ثم أخيرا لبقية المناطق
حيث تفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة والمعروفة.

 

ومع تحديد عيد الميلاد يوم 25 ديسمبر، أصبحت “شجرة عيد الميلادجزءاً من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح
وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المُراق، حتى أن تقليداً تطوّر حول هذه الشجرة انطلاقاً من حدث هروب العائلة المقدّسة إلى مصر.

 

بابا نويل (بالإنجليزية Papa Noel) والذي يُسمى عند البعض سانتا كلوز (بالإنجليزية Santa Claus)
هو شخصية خرافية ترتبط بعيد الميلاد (الكرسماس)، ويُعرف “بابا نويل” غالباً لدى العامة بأنه رجل عجوز ضحوك وسعيد دائماً
يرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر، وبأطراف بيضاء، وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض
وتقول الأسطورة أنه يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد
والأيائل التي تجر له مزلاجته السحرية، ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل
أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة. الشكل الشائع الحالي لسانتا كلوز فهو من ابتكار شركة كوكاكولا؛ إذ استعملت هذه الصورة في إحدى الإعلانات لمنتجاتها.

 

ولد القديس نيقولاس عام 270 م فى مدينة باتارا اليوناينة لأبوين من العائلات المسيحية الميسورة، وقد من الله عليهما بمولدة بعد فترة طويلة من زواجهما، إلا أنهما توفيا بالطاعون وهو فى عمر الثامنة، ليوضع من بعدها القديس نيقولاس بملجأ للأيتام.

وحينما كبر القديس نيقولاس، كان له عن أبويه ثروة طائلة، إلا أنه أحب حياة الزهد والورع، وفى ذات ليلة، سمع القديس عن أب من فقراء البلدة يريد أن يزوج ابنته إلا أنه لا يجد من المال ما ينفقه لتزويجها، فوضع القديس مبلغ من النقود فى كيس وألقاه من نافذة منزل الرجل الفقير، ليزوج ابنته.

وتكرر نفس الأمر فى زواج ابنته الثانية، وحينها أسرع الرجل ليتعرف على الرجل الطيب الذى يساعده ليلاً، ليجده القديس نيقولاس، فذهب إليه ليشكره، لتعرف من بعدها البلدة كلها بشخصية الرجل الذى يساعدهم ويضع الهدايا والنقود لهم.

إلا أن القديس نيقولاس توفى عام 346 م بالحمى، ليكون من بعدها رمزاً للاحتفالات التى انطلقت من هولندا، وألمانيا وسويسرا وانتقلت فيما بعد إلى أمريكا، والتى حولت شخصية القديس نيقولاس إلى صورة الساحر الطيب الذى يرتدى الملابس الحمراء، وعُرف من بعدها باسم سانتا كلوز.

 

من أشهر رموز عيد الميلاد المجيد:

الشجرة وترمز إلى شجرة الحياة الأبدية مع السيّد المسيح ولذا فهي تكون غالبا من أشجار الصنوبر. ويذهب بعض المؤرخين إلى أن الفرس نقلوا احتفالات عيد الميلاد عن عيد النيروز المصرى، واستبدلوا سعف النخيل الذى استخدم فى احتفالات عيد النيروز بشجرة الكريسماس، والتى أرجعوها أيضاً لأصل مصرى مستوحى من أسطورة إيزيس وأوزوريس
  
2- النجوم: وتوضع في أعلى الشجرة وهي تذكار للنجمة التي قادت الرعاة إلى مكان مولد السيد المسيحفيعود أصلها لنجمة بيت لحم، التى استدل المجوس بها على موعد ولادة سيدنا المسيح، وبدأ استخدامها فى الاحتفالات فى القرن الخامس عشر الميلادى.
3- اللون الأحمر: ويدلّ على موت السيد المسيح وقيامته من أجل الحياة الأبدية.
4- اللون الأخضر: وترمز إلى الحياة والشباب والى الصلوات المرفوعة للسماء. الأخضر كدلالة على الحياة الأبدية، والأحمر كرمز للمسيح
5- الجرس: ويرمز إلى البهجة والسعادة بحلول هذا العيد المجيد.
6-  الشمعة: وترمز إلى أن السيد المسيح هو نور هذا العالم.

 

وفي كثير من البلدان كان يعتقد أن الخضرة الدائمة تطرد الأشباح والسحر الأسود والأرواح الشريرة والمرض.

 

وعلى مَر الزمان، احتفل الأدباء حول العالم بأعياد "الكريسماس" بالكتابة عن تلك الاحتفالات، فرصدوا في رواياتهم بعض مظاهر الاحتفال وما يحمل ذلك من أجواء مبهجة أحيانًا وحزينة أحيانًا أخرى.

 

ترنيمة عيد الميلاد"
تعتبر رواية "ترنيمة عيد الميلاد" للكاتب الشهير "تشارلز ديكنز" إحدى أبرز الروايات التي جُسدّت في أكثر من عمل سينمائي ومسرحى منذ صدورها في 1843، وتدور أحداث الرواية في ليلة عيد الميلاد وبالتحديد فى مدينة لندن لتصور جانبًا من حياة الفقراء هناك، حيث تدور حول رجل فقير عجوز بشكل مسرحى كوميدى، وبأسلوب "ديكنز" الشهير المتميز بالدعابة البارعة والسخرية اللاذعة.

 

ويعتبر كتاب "صرار الليل على الموقد" أحد كتب المؤلف الشهير "تشارلز ديكنز" التى تعد الرواية الثالثة التى نشرها بمناسبة عيد الميلاد عام 1845 بعد أنشودة عيد الميلاد ودقات الأجراس. طوَّر الكاتب الإنجليزي  تشارلز ديكنز المبادئ الأساسية لقصة عيد الميلاد: فهم لقيمة النفس البشرية ، وموضوع الذاكرة وخطر النسيان ، والحب الشامل للإنسان ، على الرغم من خطاياه وأوهامه. لقد كانت أكثر الأشكال شعبية لقصص الكريسماس وعيد الميلاد ، مع يده الخفيفة ، هي الإنقاذ المعجّل للبطل من الموت الحتمي ، وتحويل الشرير إلى حالة طاهرة ، والتوفيق بين الأعداء ونسيان الجرائم.

 

في روايات ديكنز ، لا يوجد ولادة أخلاقية للأشرار ، وفي قصص عيد الميلاد ، تنتصر دائما على الشر ، ليس فقط في العالم الخارجي ، ولكن أيضا في روح كل شخص. بعد كل شيء ، عيد الميلاد هو الوقت الذي تستيقظ فيه قلوب البشر من أجل الحب والخير.

 

وكتب الروائي ورسام الكارتون الأمريكي الشهير"دكتور سوس"  رواية "كيف سرق جرينتش عيد الميلاد" واشتهر برسوماته وكتبه المخصصة فقط للأطفال، ونالت هذه الرواية شهرة واسعة حين كتبها عام1957 حتى تحولت إلى مسلسل تليفزيوني فيما بعد يحمل الاسم نفسه، حيث تدور الأحداث حول شخصية تسمى "جرينتش" تتنكر يوم عيد الميلاد في هيئة بابا نويل وتقوم بسرقة هدايا الأطفال.

 

"بائعة الكبريت" للأديب الدنماركى الشهير "هانس كريستيان أندرسن" والتى نُشرت 1845 حول فتاة صغيرة التى كانت تسير حافية القدمين ليلة عيد الميلاد لتبيع ثقاب الكبريت وهى تشعر بالبرد والتعب الشديد، ومن ثم تتوالى الأحداث وتحدث العديد من المفاجأت، حيث قدمها "أندرسن" بشكل بسيط وأسلوب سهل يشوق إلى القراءة.


وأخيرا فلنا نحن الفراعنه جذور قوية مع جميع الحضارات  ففي مصر القديمة عبد المصريون الإله رع ولديه رأس الصقر ويرتدي الشمس كرمز في تاجه.وكان المصريون القدماء يرون في الإنقلاب الشمسي بداية تعافي رع من مرضه، فكانوا ينصبون نخيلا أخضر في بيوتهم رمزا لإنتصار الحياة على الموت.وكان الرومان يحتفون بالانقلاب الشمسي باحتفال أطلقوا عليه ساتورناليا تكريما لساتورن إله الزراعة. فقد علم الرومان أن الإنقلاب الشمسي يعني ازدهار الزراعة قريبا، وابتهاجا بالمناسبة كانوا يزينون بيوتهم ومعابدهم بأشجار دائمة الخضرة.وفي شمال أوروبا كان كهنة الكلت يزينون معابدهم بأشجار دائمة الخضرة رمزا لإستمرار الحياة، وكان الفايكينغ يعتقدون أن الخضرة الدائمة هي نبتة إله الشمس بالدر.