كلنا ننظر للموت باعتباره لحظة خروج الروح من اجسادنا و وداعنا للحياة ,لكن لو نظرنا لواقعنا من زاوية مختلفة سنجد اننا نموت اكثر من مرة ونتحول الى ماضى رغم بقائنا على قيد الحياة باجسادنا ولكن بصور اخرى وروح مختلفة.
فعندما تنتهى مرحلة الطفولة ببلوغنا سن الشباب نموت كأطفال فلم نعد اطفالا بعد ولا يعاملنا احد كأطفال ففلان الطفل لم يعد له وجود فى الواقع و تحول الى شخص اخر بشكل جديد و اختيارات جديدة وذوق مختلف واهتمامات, وكل ما يتبقى من مرحلة الطفلولة بعض الذكريات وبعض الصور و الاصدقاء, وعند الوصول لمرحلة الكهولة وقد اصبحنا فى سن الشيخوخة نموت كشباب بكل ما كان فينا من حيوية ونشاط ومغامرة وجنون وطباع وسمات شخصية ونصبح اشخاص اخرين بروح مختلفة تماما وطبائع اكثر اختلافا عن التى عرفها الناس عنا ونحن شباب.
اذن نحن لانموت مرة واحدة بل نموت بانتهاء كل مرحلة من مراحل دورة حياتنا ففلان الطفل ليس هو فلان الشاب وليس بالطبع فلان الشيخ, وكأنهم اشخاص مختلفين يربط بينهم تشابه الملامح فقط التى ايضا لا تبقى على حالها مع كل فترة تنقضى من حياتنا... فالموت ليس واحدا ابدا.