هناك أب أخبر يومًا إحدى بناته بأن حلمها الذي سعت له خيرة لم يتحقق و خلف الكواليس هو من رفض تقدمها و عرقل كل خطواتها حتى لا تنجح ، و زوج يستمر بإخبار زوجته بأن عليها أن تطهو كل يوم صنفًا معينًا من الطعام و هو لا يجلب لتلك الوجبات مكوِّنًا واحدًا من جيبه ، بينما تلك الأم التي تستمر في انتقاد ابنتها عندما تزوجت محبطة إياها بأنها ستفشل بالكاد في حياتها كما فشلت هي مع والدها ، و في مجلس منازلنا يجتمع الكثير بينهم ذلك الشخص الذي يذم الغائب و عند حضوره يكتب شعرًا ترحيبًا به ، يحسدونك فلا تُخبرهم عن خططك و تقدمك ، يحولون الضوء لعتمة عند فرحك فلا تشاركهم ابتهاجاتك ،  يبخلون عليك بعسلِ كلماتهم فلا تُطِل الجلوس معهم ، همُ الصائبون و كل من يسكن درب التبانة مُخطئ ! تسلطهم واضح ، و قابلية نقاشهم سالب صفر ، يرتدون الكِبر ثيابًا ، و قُبعة رؤوسهم البُخل ، يتغذون على كآبة من حولهم حتى يشحنوا طاقتهم للعيش ، من أبسطِ تنمرهم معك أن يسخروا منك عند تقويمك للأيام بالتاريخ الهجري ! أو الاستهزاء باللون الأصفر الذي ترتديه بعيدًا عن فخامة اللون الأسود ، لا أرى مسمى تحذيري لهم سوى النفاق ، في النهاية ،، 

حاوِلوا لُطفًا التفريق بين كلمة النرجسي التي تُقال عند الغرور في الغزل  و المدحِ مرحًا ، و كلمة النرجسي التي تُعاش حقيقة و شعورًا ، لا يعرفهم إلا اثنان ،  الأول : متخصص في علم النفس ، و الثاني : شخص يسكن معه في نفس المنزل .  

حُرّر في / ١٧ شوال ١٤٤٦ 

_ رنا فقط .