"تاج  الفضة لملاك رجيم لمحمد بوطغان"   قراءة في  كتاب جديد  للشاعرة  نادية  نواصر  قراءة في أعمال  المترجم الأديب  محمد بوطغان  بقلم الاظيبة فاطمة الزهراء بولعراس    في أجواء غير مألوفة سيطر عليها رعب الخوف من كورونا وغطى على كل جميل من الأخبار  تفاجئنا نون الشواعر ناديا نواصر بكتابها فضة التأويل  وهو عبارة عن قراءة في  قصائد الشاعر والمترجم محمد بوطغان التي أبهرتها بعمقها وفلسفتها وأسئلتها التي لا تنتهي اقرا ايضا :سيميائية عنوان الشمعة و الدهليز للأديب الجزائري الطاهر و الطار/ بقلم : أ . آيات الجزائرية أسئلة تأخذك إلى عالم من البحث والتعمق والتنقيب عن مسار آخر خارج اللغة وحتى خارج المنطق وذلك حين تعرج اللغة إلى التأويل ويذهب العقل إلى التحليل التأويل الذي رأت الشاعرة أنه عمد إليه الشاعر محمد بوطغان جعلها تقترح لديونه تاجا من فضة  وهو تاج مستحق مادام يحيل القارئ على التفكير بتأويلاته التي تنقل للقارئ عدوى التأمل والتفكير بعد العوم في بحر الجمال ( اللازوردي) على حد تعبير الشاعرة المتألقة نادية نواصر   حيث يظهر جليًا أن ديوان  محمد بوطغان أثار حسها الشعري ، ابتداء من عنوانه الذي يحتمل التأويل فعلا وانتهاء بأسئلة أثارت  رهافة حس الشاعرة نادية نواصر فراحت تغوص في المعاني والألفاظ وتسبح في بحرها العامر بالمكنونات التي لا تتذوقها إلا شاعرة مثلها فراحت تستلهم الصور والأخيلة كي تفهم أكثر وتستمتع أكثر هي المجنونة باللغة والمعاني المتعبدة في محراب الحروف الفسيح لقد انتقلت عدوى التأويل إلى روحها فجعلتها تبدع هي الأخرى في طرح الأسئلة القريبة من المعنى  البعيدة في عمقها وفلسفتها فلسفة تلبست صاحب الديوان وتلبست صاحبة تاج الفضة أو فضة التأويل التي ارتأت أن تنصبه مقتنعة وراضية على ( ملاك رجيم)  هذه القراءة في ديوان محمد بوطغان هي دعوة للتعمق في فلسفة الشعر وشعر الفلسفة ،مصحوبة بنقش جميل على تاج الفضة الذي ألبسته هذا الديوان لم تكتب نادية نقدًا ولا انطباعًا  لكنها صبت روحا استشعرت العمق ووصلتها ثمار المعاني اللذيذة وزبدة القول التي لا تحب الاختصار ملاك رجيم عنوان مثير وفضة التأويل يصنع له القالب المناسب  كي يظهره بمظهره اللائق به ويفتح مجالًا آخر فسيحًا لأصحاب المعاني وأصدقاء الكلمات كي يبحروا في هذا وذاك مستعينين بحس الشعراء ونقد النبلاء. الجميل في الأمر أن ناديا نواصر وبعد أن أفرغت روحها في قصائدها العديدة ،راحت تبحث عن روح الشعر فيما أبدع غيرها  تقدمه بلغة الشعر التي هي التأويل فليس أبلغ من شعر يحيلك على التأويل  وليس أبلغ من كتاب يكتشف ذلك ويعلنه للقراء . اقرا ايضا :قراءة في رواية "الخيميائي لباولو كويلو" للكاتبة الجزائرية: أمال درارجة تغلغلت كلمات محمد بوطغان في نفس الشاعرة فراحت تؤول ( تأويله)بطريقتها التي لا يشبهها فيها أحد هنيئا للشاعر هذه القراءة وهذا التأويل والتتويج بفضة الكلام وذهب المعني وهنيئا للشاعرة التي أجادت  في طرح. أسئلتها هي الأخرى وهنيئا للقارئ والباحث الذي سيجد الاختلاف في الإنتاجين معا ملاك رجيم وفضة التأويل وخاصة في هذا الوقت الذي كاد فيه حس الأدب أن يختفي فما بالك بحس النقد ولوكان انطباعيًا مزيدا من جهاد الأقلام الذي بات ضروريا لإثبات الوجود فاطمة الزهراء بولعراس ان القارء وهو يتوغل في نصوص ملاك رجيم  يجد نفسه يتمتع ببوح لا زردي جميل يحط به في محطات ابداعية ماتعة تصعد به الى معارج المعنى وفلسفة الغموض  وبرغم تلك المتاهة التي لم يستطع الشاعر ان يتخلص منها  والتي  تتناهى الى ادراكنا في جل نصوصه فان الشاعر محمد بوطغان  يتجول بنا بين جدلية البحث عن كنه الحقيقة وجدلية  التاويل والتاويل هو المناخ الذي نجده يطغى على نصوص هذا الشاعر الشيء الذي يفسح المجال للقارىء  كي يذهب لعيدا في القراءة   حيث شاء وكيفما شاء... البحث عن اليقين وحقيقة الانسان هو ما يؤرق الشاعر في  هذه النصوص..وكلما خيل الينا ان الشاعر قد عثر على ظالته المنشودة اقصد الاجابة  في نص من نصوصه فاننا نجده يغرق اكثر من اي وقت مضى في اسئلته العصية.. اقرا ايضا : ذات الوشاح .. قلم الشاعر الأستاذ: رضا محمد حسب النبى تلك الاسئلة الفلسفية التي تغرقنا معه نحن ايضا في بحاره الاكثر غموضا وعمقا.. ولعل هذه المعطيات هي التي سلطت على النصوص الكثير من المتعة.. ان الوجع والالم والتساؤل المستمر في محراب بلاغة الريح قواسم مشتركة تتوحد عند بنيتها  القصيدة الام لدى شاعرنا الفذ المتمكن الذي يمشي في كل نصوصه واثق الخطوات ثمة بوح شهي محفوف  بالمتاهة  يمضي الى دهشة المضمون وذهوله  ووحدها الرؤية الفلسفية هي الرائدة والقيادية والمسيطرة على تضاريس نصوص الشاعر محمد بوطغان لما تحمله النصوص من مرجعيات وتقنيات وادوات  فنية  وشطحات فلسفية وابداعية  اود ان اقول في هذه المحطة بالذات ان الشاعر محمد بوطغان شاعر يخاتل اللغة ..شاعر يكتب النص  المثقف والمخضرم  ولعل تجربته في نظري فريدة من نوعها  ان شاعر عجن الكلاسيكي والحداثي واخرج من صلصالهما نصا من طراز اخر ومن مجرات اخرى ومن كوكب شعري اخر.. وتبدو تجربة الشاعر ناضجة لدى ولادتها ومنذ الصرخة الاولى لميلاد القصيدة لديه ذلك لان الشاعر حسب تريح منه انه دخل عالم الكتابة في اواخر الثلاثينات من عمره او  اقترب من سن الاربعين حين  توغل في عالم الحرف. السن الذي نزل فيه الوحي على رسولنا سيد الانام  ونزل فيه وحي الشعر على شاعرنا محمد بوطغان وهو سن الرشد والصحو والوعي في تاريخ الرسائل السماوية وفي تاريخ الابداع لدى شاعرنا  الشاعر محمد بوطغان عملا بمقولته ابدية حاجتي للمسير جعلنا نمشي مع نصوصه الى ال..  مالا نهاية ..لعلنا نجد الميناء..ولعلنا نجد الجواب لاسئلتنا ونحن نفك رموز قصائده الباذخة.. الشاعر محمد بوطغان ما اروع اشعارك.. وما اروع تاويلك؟!  ان القصيدة لديك على قول الشاعر الكبير محمود درويش ( رمية نرد)   وانني حين قلبت نرد قصائدك ما اهتديت الى الوجه الصحيح الى يقين ابداعك ولعلني وفقت.  ولعلني اشعر انني ما زلت بحاجة الى المشي بادوات نقدية اكثر فتكا من عمق نصوصك تحياتي عنابة الجزائر الخميس 8/10/ 2020: قراءة أدبية نبراس النقد #مجلة_النبراس :