لقد ولد في هذه الغرفة و كوّن وعيه فيها ،لا يعرف ان كان هو في الغرفة أم الغرفة فيه حتى احلامه لم تتعدى سقف هذه الغرفة، فلم يعرف شيئا قبلها دقات الساعة الرتيبة تتابع في رأسه، يجلس ناظرا الى الباب انه بلا مفتاح !كل الذين سبقوه اجتازو هذا الباب فتحوه او تم نقلهم ،مع الزمن عاجلا او آجلا سينتقل خلف هذا الباب الخيار متروك له إما ان يترك الامر للزمن او يفتح الباب بنفسه ،هل حقا هي مسألةاختيار؟ يشعر بان وجوده هنا زائد عن حاجته و ربما فوق احتماله،لا يعرف ماذا يوجد خلف الباب ربما غرفة أشد ظلاما ربما هوة ربمافراغ، لكن الاحتمال الاشد ضراوة في رأسه هو غرفة اخرى، يمشي في الغرفة بين التردد و الإقدام ، هو لا يراها جديرة بالبقاء فهي تظلم عينيه و تصب في قلبه البؤس و تنهك قواه ، لكنه خائف من المجهول خلف الباب كل الذين فتحو الباب وصفو بالجبناء لكنه يراهم شجعانا كل الذين انتظرو الزمن وصفو بالشجاعة لكنه يراهم جبناء، تأقلموا الوجود في الغرفة و عشقوها احبو البقاء لكنهم ايضا ذهبو و ربما بعضهم توهم المحبة أو حتى كرهها مثله ،لكنهم مثله لا يمتلكون الشجاعة لمواجهة المجهول خلف الباب كلما طال انتظارهم تأقلموا اكثر و أحبوها اكثر ماذا يفعل؟ يفكر و يفكر هل يمكن ان تكون السعادة هنا و ليس هناك ! لكنه يشعر انه هنا مكبل بالاحزان و الالام ما هو الاسواء من هنا تنقر الفكرة رأسه مثل غراب مزعج افتح الباب و انطلق الى هناك، يتذكر كل الذين ذهبو خلف الباب لم يعودو ليخبروه ماذا يوجد هناك ، فيتمترس الخوف في قلبه! يتحرك في ارجاء الغرفة المظلمة لكن فيها بعض الضوء الكافي لرؤية الباب رسومات على الجدران و السقف ،لقد سبقه هناك من هم اذكى منه باختيارهم او بالزمن، كيف يمكنه ان يختار؟ هل بامكانه التأقلم في الغرفة اكثر؟ لكن الى متى سيصمد؟ ماذا لو أحب الجدران مثل البقية؟ كان سيعيش سعيدا او متوهما السعادة مثل البقية ! لكن جنونا ما وضع الاشمئزاز و النفور في قلبه ، ماذا لو صرخ عاليا؟ سيسمعه من هناك ! ماذا لو كان حارس الغرفة خلف الباب ؟ و سأله لماذا رفضت هديتي؟ و هل هذه الجدران هدية ؟ ربما هناك عقاب خلف الباب على استباقه للزمن ، يتصبب عرقا من الحر و يرتجف من البرد ثقل كبير يطأ رأسه و يجبره على الانحناء ، هل سينتظر هكذا طويلا لا يعرف لكنه يتمنى ان لا ينتظر و لو للحظة ، لا يعرف ان كان سينتظر كثيرا او قليلا و حتى ان كان الزمن الباقي من انتظاره قليلا! فشعوره يمنحه تضاعفا لا نهائيا كأنها ابدية، لكنه يستطيع فتح الباب بدلا من الانتظار ، صوت في داخل رأسه يناديه الان تستطيع فتح الباب و قتل الانتظار، لكن ماذا يوجد خلف الباب ؟! لا يهم ما يوجد هنا ممل حد الرتابة و يقطر الحزن من كل جهة و الكأبة تشكل سحبا فوق رأسه ، لقد تعب الانتظار استجمع قواه نفض الغبار عن كتفيه بلع ريقه و اعتنى بهندامه و قرر ان يكتب رسالة وداع فحمل معه ورقة و قلم و اقترب من الباب لكن خوفا هستيريا جعل اطرافه ترتعد عاد الى مكانه منتظرا مثل البقية فكتب على الورقة هذه الكلمات.
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين