"شذى" لم تكن راضية عن حياتها كانت تتمنى دوما ان تعيش في حياة غيرها، لا سيارة ولا ملابس ولا عمل ولا حتى الاصدقاء والأهل كانت مقتنعة بهم، فهي تتمنى أن تستبدل ما لديها بممتلكات غيرها من الصديقات والمعارف لذا سعت وحاولت إلى أن وصلت لمبتغاها.
محلول سحري ما ان تحتسيه وتذكر اسم الفتاة ثلاث مرات ستجد نفسها في مكان الفتاة التي تحلم ان تعيش في حياتها، وما ان تشعر بالملل او عدم الرغبة بالبقاء ستشرب نفس المحلول وتنطق باسمها "شذى" ثلاث مرات لتعود لحياتها الطبيعية..
مسكت الكأس وبدأت تفكر : بمن سوف ابدأ ب مي الجميلة التي طالما حلمت ان اكون بجمالها أم سما التي لم تشتكي يوما من زوجها وكل حياتها صور سعيدة وهدايا! أم فرح الفتاة التي سافرت جميع انحاء العالم..
وبعد طول تفكير ارادت ان تكون في مكان سما.. شربت المحلول وقالت: سما..سما..سما، لتجد نفسها في حياتها..
الفرحة لم تسع عيناها عندما رأت البيت الكبير والخدم والشوفير..قالت في نفسها: حياة كلها رفاهية وسعادة كما كنت اتوقع يالها من محظوظة فهي لاتستحق كل هذا أنا هنا لانه من حقي ان اعيش تلك الحياة وليست هي.. ما ان انتهت من كلمتها حتى سمعت صوت رجل قادم باتجاها : سما اين انت..
فرحت كثيرا وقالت "ها هو الأمير الذي كنت احلم به قادم" .. فتح الباب ونظر لها بنظره باردة جدا وقال: هيا بنا بدأت الحفلة والجميع ينتظروننا في الأسفل لا تنسي ان تقومي بدور الزوجة المثالية مثل كل مرة وسارسل لك شك او نقدا اذا اردت كالعادة.
توترت قليلا لانها لم تفهم شيء وقال لنفسها" اكيد سامثل دوري جيدا لكي احصل على ما اريد"
اضواء واغاني وشخصيات الكل يمثل في تلك الصالة زوج يحضن زوجته وهو ينظر لأخرى، زوجة تمسك بيد زوجها وباليد الاخرى ترسل رساله لحبيها.. انتهت الحفلة..
صعدت شذى"سما" وزوجها للغرفه حرر شيك قدمه لها وقال بنفس البرود السابق: هذا مقابل ما قمت به لانك زوجة مطيعه لا تنسي ان تضعي الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لتظهري مدى سعادتنا.
اجابت: وانت الى اين ذاهب؟
قال: معقول نسيتي او يبدوا انك تاثرتي بالتمثيلية اليوم، انسيتي اتفاقنا!! المال مقابل الحرية
بدت عليها الصدمة وقالت "اي حرية"
اجاب بغضب : انا تزوجتك لكي ارضي اهلي وانت تعرفي انه لدي حبيبة وولد من حبيبتي وانت فقط وسيلة لحين موت ابي لكي لا يحرمني الورثة.. ثم خرج واغلق الباب بقوة وتركها مصدومة تتحدث لنفسها: كيف كنت اشوفهم بحبوا بعض! ..
تناولت الشيك وشربت المحلول سريعا وقالت شذى ثلاث مرات لتعود الى عالمها مرة اخرى. نظرت الى الشيك لتجده باسم صديقتها فغضبت وقالت: حتى انني لم استفيد منها بشيء..
قررت ان تجرب حياة مي الفتاة الجميلة الناجحة بعملها المحبوبة من الجميع
"هذه المرة لن اكون خسرانه اكيد" على الاقل اكسب عمل فهي بمركز مرموق... شربت المحلول وقالت مي.. مي.. مي
"واو كل هذا مكتب، كنت متأكدة انه حياتها ممتعة وناجحة" مالم تنهي جملتها حتى اتت سكرتيرة المكتب تقول لها: سيدتي لديك موعد بعد نصف ساعة في عيادة التجميل وهذا هو العنوان"
"يا الله واخيرا الحياة التي كنت احلم بها"
ذهبت للعيادة وهي تستعد نفسيا للعناية بوجهها وجسمها ومساج مع اجواء هادئة..
دخلت العيادة والجميع يرحب بها لمركزها ومنصبها المروموق.. كانت تسير شذى بينهم وهي بقمة السعادة بانها واخيرا وجدت ما يرضيها..
دخلت غرفة الطبيب وبعد التحية قال لها:
هل انت مستعدة للتجديد
قالت وهيه تحدث نفسها"يا ترى عما يتحدث" ثم اجابت: نعم بالتأكيد..
اذا هيا بنا لغرفة العمليات..
عمليااات عفوا دكتور لماذا؟ يكل اندهاش اجابت
الدكتور: ما بك يا مي لم تخبريني أن اخر عملية تجميل لم تعجبك سنقوم بتجديدها لا تقلقكي وكما تريدين
بعد برهه من الاندهاش قالت لنفسها: اها اذا كل هذا الجمال زائف.. لكن ما المانع ان ادلل نفسي انا يليق بي هذه الحياة وليست هي واذا لم يعجبني شكلي ساعود لحياتي وابحث عن فتاة أخرى، ثم أجابت بصوت عال وواثق: نعم نعم دكتور انا مستعدة..
وبدأت العملية.. بعد ان ستيقظت والاوجاع تتخبط بها من كل جانب في وجهها.. سمعت صوت الطبيب يقول بصوت منخفض للممرضة: لا تخبريها انا ساخبرها..
الحمدلله على سلامتك يا مي.. كانت عملية صعبة لانك لم تصبري على نفسك من اخر عملية قمنا بها..
فقالت: اريد ان ارى وجهي كيف اصبح
فقال: لكن يجب ان نعيد العملية بعد اسبوعين او شهر وننصحك بالالتزام في المنزل لان النتيجة لن ترضيكي وقد اخبرتك بذلك ولم تستمعي لكلامي..ثم قام باعطائها المرآه..
صرخت واندهشت من بشاعة وجهها لم تتوقع ان تكون بهذا المنظر ابدا.. فاخذت المحلول فورا وشربته وقالت مي.. مي.. مي ثم سكتت قليلا وصرخت مرة أخرى: ماذا قلت اسم من قلت لم اقل اسمي لاااااااااااااااا