إنَّ الذي خَلَقَ الفؤادَ وأبْدَعَا

حلَّاهُ بالصبرِ الجميلِ وأوْدَعَا

وبه السكينة والهموم تَجَمَّعَا

فَطَرَ النُّفُوسَ على المحبةِ تُولَعَا

جعل القلوبَ على القلوبِ تَصَدَّعَا

ما ضَرَّها ألمٌ.. إلا الفراقَ وأوْجَعَا

فاحْذَرْ حبيبًا قلبه مُوصَد مُتمنِّعَا

يمسيكَ في كنفٍ وفي الصباحِ يُوَدِّعَا

تستجديه قُرْبًا لذاك القلب المُوجَعَا

فتجده في عزٍ وإباءٍ يسمو مُترَفِّعَا

فتُكَفْكِف القلب عنه وتمسح أدْمُعَا

وتَسْتَصْحِبُ النسيانَ علَّاهُ يومًا ينفَعَا

وتَظُنُّ أنَّا بذاك الحصنِ لنْ تتجَرَّعَا

مُرَّ الفراقِ ولوْعةَ الشوقِ الذي تتضوَّعَا

ما مَرَّ يومٌ عليكَ إلا بشقِ الأنفسِ تدفَعَا

عنك المعاناة التي تقاسي جاهدًا أنْ تمْنَعَا

أرق الليالي والسُهاد منك يؤرق مَضْجَعَا

"نقِّلْ فؤادكَ حيث شئت" ونَوِّعَا

فالقلب لا يَهْوَى إلّا الذي إليه المرجِعَا

فتِّش حَشَاكَ تجدْ به ما لم يكنْ مُتَوقَّعَا

تلْقَاهُ في لُبِّ الفؤادِ سَاكنًا مُتربِّعَا