لا بد وانك قد سمعت عن التغير الناخي او الاحتباس الحراري، كما انك تعلم انه شيء خطير وذو تأثير كبير على مستقبل الحياة البشرية بكوكب الأرض، ولكن أغلبنا لا توجد لديه معلومات كافية عن ما هو الاحتباس الحراري وكيفية إيقافه والنجاة منه، لذلك دعنا عزيزي القارئ نأخذ جولة في هذا المقال عن مستقبلنا على ظهر هذا الكوكب.
التعريف:
في البداية فلنعرف ما هو الاحتباس الحراري كتعريف، "غازات الاحتباس الحراري هي تلك المكونات الغازية للغلاف الجوي الطبيعي منها أو الناتجة عن الأنشطة البشرية التي تمتص وتبعث إشعاعات على أطوال موجات محددة داخل نطاق طيف الأشعة تحت الحمراء التي يبثها سطح الأرض والغلاف الجوي والسحب" هذا التعريف حسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
منذ فجر التاريخ شهد كوكبنا العديد من التغيرات المناخية أدت لظهور كائنات جديدة وانقراض كائنات أخرى ولكن تشهد هذه الفترة تغيرات سريعة الوتيرة وملحوظة بعكس ما كان يحدث سابقاً وهذه التغييرات تصاحبها آثار واضحة وملموسة ومؤثرة على الحياة بصورة عامة.
أسباب الإحتباس الحراري:
الانسان هو المسؤول الرئيسي عن هذه التغيرات بسبب اطلاقه للغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري من خلال سعيه لتوفير الطاقة واستحداث المصانع والآلات التي تبعث هذه الغازات نحو غلافنا الجوي والقطع الجائر للأشجار والغابات والحرائق المتعمدة وغير المتعمدة كذلك.
في السابق عندما كانت تتغير درجات الحرارة تستطيع الكائنات التكيف معها لأنها تكون بوتيرة منخفضة ولكن الان مع الإحترار سريع الوتيرة أصبحت الكائنات عاجزة عن التكيف وملاحقة درجات الحرارة المتزايدة يوماً بعد يوم، مما أدى لتعرض عديد من الكائنات الحية لخطر الانقراض كحيوان الليمور الأبيض.
كما ذكرنا فان الغازات الدفيئة هي المسبب الرئيسي للاحتباس الحراري، ولكن..
ما هي الغازات الدفيئة ومما تتكون؟
تتكون الغازات الدفيئة من بخار الماء وهو اكثرها وجوداً بينها ويزداد وجوده بازدياد درجة الحرارة وبالتالي يزداد احتمال هطول الامطار ما يجعله من اهم آليات التغذية الراجعة لآثار الاحتباس الحراري.
والمكون الثاني للغازات الدفيئة هو ثاني أكسيد الكربون، بالرغم من أهميته الا انه يوجد بنسبة قليلة في الغلاف الجوي ولكن الممارسات البشرية قامت بزيادة تركيزه تقريباً بنسبة الثلث من عصر الثورة الصناعية.
والمكون الثالث هو غاز الميثان وهو غاز هيدروكربوني ينتج عن الطبيعية والممارسات البشرية وهو قليل التركيز في غلافنا الجوي.
المكون الرابع هو أكسيد النيتروز ويعتبر من أقوى الغازات الدفيئة وينتج عن الممارسات الزراعية واستخدام الأسمدة وحرق الوقود الاحفوري.
المكون الأخير هي مركبات الكلوروفلوروكربون وهي مركبات صناعية لا دخل للطبيعة بتكوينها ولكن بسبب الاحتباس الحراري تم تقنين انتاجها وانبعاثها تنفيذاً لاتفاقية دولية تعنى بالحفاظ على طبقة الأوزون.
تأثيرات الإحتباس الحراري:
بالرغم من معرفتنا أن ظاهرة الاحتباس الحراري مآلاتها وخيمة الا أننا غير جازمين بما سيحدث ولكن هنالك عدة نظريات وتوقعات منها بالتأكيد ارتفاع درجة حرارة الأرض وسوف تكون بعض المناطق الباردة الآن في أمان ذلك الوقت أما المناطق الحارة فسيصعب عليها التأقلم.
كما أن ارتفاع درجة الحرارة سيؤدي الى ارتفاع معدلات تبخر المياه وبالتالي ارتفاع مناسيب الامطار ولكن سيختلف التأثير على شتى المناطق فبعضها سيصبح جافاً والبعض رطباً.
وبالطبع سيؤثر الاحتباس الحراري على المناطق القطبية والجبال الجليدية وسيؤدي لذوبانها وارتفاع مستوى سطح البحر وغرق بعض المناطق والفيضانات كذلك وغالباً ستختفي كثير من المناطق الساحلية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر.
المستفيد الأكبر من ظاهرة الاحتباس الحراري هي النباتات، فبسببه سيتوفر ثاني أكسيد الكربون الذي تعتمد عليه النباتات في التنفس وسيزيد معدل كفاءة استخدامها للماء.
سوف يكون الأثر الأكبر واقعاً على أجيال المستقبل، ولذلك يجب على الحكومات الحالية وضع هذه القضية في قائمة أولوياتها لما لها تأثير ممتد عبر الأجيال إذ أن هذه الظاهرة ستتسبب في تشريد ونزوح العديد من البشر الذين يسكنون في المناطق الساحلية والجزر وغرق مواطنهم الأصلية وبالتالي ازدياد الكثافة السكانية في مناطق النزوح الأمر الذي سيسبب عجزاً في توفير الغذاء والمسكن والخدمات الصحية والتعليمة وما إلى ذلك.
طرق علاج هذه المشكلة:
ولمواجهة هذا الخطر الداهم هنالك العديد من الحلول المقترحة من عدد من العلماء، ولكن منطقياً أولاً يجب على الحكومات دعم البحث العلمي في هذه الظاهرة وتنفيذ تعليمات العلماء الناتجة عن البحث والتدقيق في علاج هذه المشاكل.
ومن بعض الحلول المقترحة هو زراعة الأشجار بصورة كثيفة والتشجيع على التشجير، فكما ذكرنا سابقاً ان النباتات تعتمد على غاز ثاني أكسيد الكربون في التنفس، فعندما يتم زراعة العديد من الأشجار نكون بذلك قد قللنا من تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
كما أن هنالك بعض العلماء اقترحوا ان يكون سطح الأرض أكثر انعكاساً والمقصود بهذا الأمر استخدام تقنيات تعكس الطاقة القادمة الينا من الشمس الى الفضاء وبالتالي تتعارض مع الاحتباس الحراري، ويكون هذا الحل عن طريق تغطية الأسقف والطرق الاسفلتية بغطاء ذو لون أبيض غامق أو بالحجر الجيري.
وأيضاً دعا العلماء إلى استخدام الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية والطواحين الهوائية، لأن أغلب الغازات الصادرة من الأرض والتي تؤثر على الغلاف الجوي وتسبب الاحتباس الحراري ناتجة عن السيارات والمحطات توليد الطاقة وأماكن التنقيب عن البترول وفصله لأنواع مختلفة.
وختاماً يجب علينا أن نعلم أن هذا الكوكب هو من نعم الله علينا والتي يجب المحافظة عليها ولا يتم ذلك الا عن طريق التوعية بهذا الخطر الداهم في المقام الأول، وتسجيع الشركات والمصانع والأفراد على الحفاظ على البيئة من أي شيء قد يضر بها مهما كان مستصغراً في وجهة نظرنا لأن كل ما نراه الآن أتى عبر أفعال لم نحسب لها حساب واستصغرناها فيما سبق.