في كتاب "حيونة الإنسان" الفَلسفي، يطرح ممدوح عدوان سؤال على القارئ بحديثه عن المجتمع المقموع أو المهزوم


لماذا يسهل تفجير أزمة بين المسلم والمسيحي أو بين الشيعي والسني، أو بين ابن الشمال والجنوب؟ ويتفادى الإجابة عنه


غالبًا، تعود اسباب النزاعات الداخلية للمجتمع بسبب التصعيد الجماعي الذي يحدث من الأفراد الجماعية، التي تتقيد برأي واحد، أو يعود السبب الى الإعلام والصحافة وما يتم تداوله من أخبار، ويتم التستر على بعضها بما يخص مصالحها، أو بسبب الأحداث الغير موثوقة التي يتم تداولها من الآباء الى الابناء وتمسكهم بها مما يؤدي بالفتَن والطائفية كما يحدث في وقتنا الحالي، إن أغلب الافراد في مجتمعنا، يطرحون آرائهم عبر الإعلام، وما إن يتفق معظمهم على كلامه، يبدأ التصعيد ما بين جماعات وأُخرى، وهنا تكمن الأزمة، حيث إن كُل رأي مُعرض للنقد أو المناقشة، وكما هناك أشخاص يؤيدون رأيهم، فَهناك أيضًا أشخاص يعارضون الرأي..


بسبب إن طبيعة الإنسان الغالبية لا تتقبل النقد أو المناقشة، تأتي كُل جماعة بأقوال وآيات تؤيد رأيهم، أو يستندون على أحداث تآريخية قَديمة حتى إن لم يشهدوا على حدوثها، لذلك فإن الأفراد غالبًا لا يتفقون على مبدأ وكلٍ متمسك برأيه.


العراق وبسبب ما واجههُ من حروب وظروف أدت إلى انتشار الفتنة والطائفية، المُستمرة منذُ أكثر من ستة عَشر عامًا بطريقة مُريعة، ما حدث عام ٢٠٠٧ من مجازر في مختلف المُدن العراقية، أصبح مُجزء لجزئين لا يمكن الدَمج بينهما حتى عامِنا هذا ،الشيعة والسنة، وجدير بالذكر إن الأغلب ينحاز إلى جماعته أو مذهبهُ، إن هذهِ الأحداث تتم إعادة طرحها كُلما خَمدت، في وسائل التواصل الاجتماعي أو الإذاعة الإخبارية، وهذا ما يجعله مجتمع مُعرض للإنهيار بأبسط الطُرق، ان الناس ينظرون إلى مذهب الشخص بدلًا من مبادئه وآرائه من الناحية السياسية، فالمذهب الشيعي يفضل أن يكون الحُكم العراقي للشيعة، والمذهب السني يفضل أن يكون للسنة، ويبدأ كُلًا منهم بإظهار مساوئ خصمه، ومعظمهم يعود إلى سنوات الحكم القديمة ويستخدمها ذريعة لصالحه، ويستمرون بطرح الأحداث هذهِ بلا كَللٍ أو ملل،


"إن الأخلاق ما هيَ إلا نتيجة من نتائج الظروف الإجتماعية"


ومن هذا النص يتبين لنا العوائل او الفصائل الطائفية التي تجعل ابناءهم على خُطاهم وآرائهم، حتى نرى إن مُعظم أفراد المجتمع لا يبحثون في صحة أي من الأحداث إنما يأخذون برأي آبائهم وأجدادهم، إن كُل عادة أو ظاهرة مجتمعية لا يمكن التخلص منها إلا بتغيير جيلين مُتتاليين لكي يُساهما بتغيير الأجيال القادمة.


"لا فرق في ذلك بين الظالم الشيعي أو الظالم السني"


"ان هدف الدين هوَ العدل الإجتماعي وما الرجال فيه إلا وسائل لذلك الهدف العظيم"


- علي الوردي

الكاتبة : ارانزا