القاضي عصام الدين عبد الله كنح حسن مسليار حياته ورسالته ٢
محمد شهير مندمفرمبا
وكان في درسه ستين طلابا تقريبا. ومنها ثلاثين طلابين يتعلمون تحفة المحتاج للاما ابن حجر الهيتمي وصحيحي للبخاري ومسلم وجمع الجوامع للامام تاج الدين التفتازاني وغيرهم من الكتب الكبيرة. وكان تدريسه يذكرنا حديث النبوي الشريف "خيركم من تعلم القرءان وعلمه"
وكان تربيته تربية مرب شيخ تقي يعامل الطلاب معاملة الخير ويسألهم اخوالهم واحوال اسرتهم. وكان يعلمهم الادب مع العلم ولا بد ان يكون الادب ضعف العلم في منظول القاضي. والعلم ياتي تابعا به .ويستيقظ الطلاب قبل الصبح ولا يأمرهم بصلا ة التهجد ولكن يصلي نفسه ويدرسهم بها ولم يفعل اي شيئ يهلك حرمة شعائر الله تعالى مصدقا لقوله تعالى "ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب"
مع اسرته
كان القاضي زوجا ينصر زوجته وأبا يرشد اولاده وجدا يلعب مع اسباطه. وكان اسرته مسجى بخيوط الحرير من الحب والحنون. كان في بيته قانون اسلامي"ان لا يخرج البنات من بيوتهم بلا حجاب، ولا يقضي الصلاة" وغيره. يتبع العلضي سنة رسول الله في تربية الاولاد
ولم يزل القاضي ممتحنا بانواع من امتحانات الله تعالى.فصبر لله تعالى صبرا جميلا كصبر نبي الله ايوب عليه الصلاة والسلام .وكان كافلا للايتام والارملة يصدق قوله صلى الله عليه وسلم "انا وكافل اليتيم هكذا واشار بالسبابة والوسطى"والحديث "الساعي على الارملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله"
وكان ضيافته يذكرنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه" يزور بيته رجال من شتى انحاء العالم ولا يؤذنهم القاضي للرحوع حتى يأكلوا الطعام من بيته مسلما كان او كافرا
فقيه
ان الفقيه هو الفقيه بفعله
ليس الفقيه بنطقه ومقاله
كان حياته الفقهي يذكرنا هذه الابيات.
ولم يسرع القاضي الى الفتاوى. ولكن وقف عنه باتم الامكان والاستطاع حتى في امور محلته ويقول من يجيئ اليه طالبين فتاوى ان يسألوا من اعلم منه في الموضوع . كما قاله زين الدين المخدومي المعبري في الاذكياء عن علماء الاخرويين
والى الفتاوى لا يكون مسرعا
ويقول اسئل من سكون تأهلا
حياته
وكان عاداته اليومية تحسد عيون الاعداء وتعلم الاتباع وكان حياته متعلقة بتدريس، ومطالعة وعبادات الله جل وعلا. وكان من عاداته تعليم العلم وارتكاب نفسه في العبادات ورطب لسانه دائما بالاذكار والاوراد.
وكان يستيقظ في بكرة الصبح كل يوم بوقب 3.00. وإن نام الامس متأخرا. ولكن لا ييقظ اعضاء اسرته الا بوقت الصبح . ومن واجباته ان لا يكون اوراده واذكاره مانعا لاعضاء اسرته.
وعادته ان يذهب الى المسجد بعد يقظته. يهيأ خادمه المسمى "ميدو" ماء حارا وضوءا له. ولا يوضأ من المسجد الا غريبا. وان توضا من المسجد يهيأ له مقعدا باللوحة. وكان يرشج لجنة المساجد ان يجهزوا امكانيات للوضوء قاعدا. ولم يفقد هذه الاحياء حتى ينتقل الى جوار الله جل وعلا
ولم يخرج من المسجد بعد صلاة الفجر حتى يصلي صلاة الضحى. وكان يقرأ الجرائد كل يوم. ويقرأ "جاندركا" مع حب وكرامة.
ولا يرجع الى البيت بعد صلاة الصبح حتى جن الليل. كان الشيخ ينقذ اوقات نهاره ولياليه في اذكار واوراد وعبادات وتعليم وتدريس.
ويبدأ تدريسه بعد صلاة الفجر ويجري مجراه الى جنون الليل الا انه يستريح في وقت الضحى فإذن يأتي اليه الناس سائلين مسائلهم وفتاوى امورهم وينفق معهم جوابا على أسئلتهم توضيحا لما غمض عليهم أمور ويجبرها الشيخ في هذه الاوقات
ويقيل قبل صلاة الظهر قليلا والقيلولة سنة مؤكدة لمن يصلي صلاة التحجد. ويستيقظ منه قبل وقت الظهر وينتظر لصلوة الظهر وبعد ذلك يبدأ التدريس ايضا الى وقت الطعام ويأكل القاضي طعامه بعد أن ذهب طلابه الى بيوت الضيافة ثم يبدأ التدريس ايضا ويجري الى العصر. ولا يكون التدريس بعد العصر ولكن ان جاء اليه احد من الطلاب فيدرس له بذلك الوقت أيضا